الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسما شريف منير تصف الشعراوي بـ المتطرف وتستفز مشاعر الملايين .. شيخ الأزهر: إمام الدعاة عالم رباني تفانى في خدمة دينه وحب وطنه.. أزهريون: من أولياء الله الصالحين.. آراؤه وسطية يحتذى بها

أسما شريف منير تهاجم
أسما شريف منير تهاجم الشعراوي

عمر هاشم:
الشيخ الشعراوي كان من أولياء الله الصالحين وكانت له كرامات كثيرة
نادية عمارة:
الشعراوي كان دائم الربط بين موضوعات القرآن وواقع المجتمع الإسلامي ومتطلباته
الشحات الجندي:
الشيخ الشعراوي إمام المعتدلين ومثال يحتذى به
أستاذ عقيدة:
الشعراوي لم يتخذ من الدين مطيّة للوصول إلى الدنيا.. وكل العقول استوعبت علمه
سماح عزب:
آراء الشعراوي امتازت بالوسطية وعلاج المشكلات بأبسط الحلول
هبة عوف:
الشعراوي تميز بجمعه بين البساطة والمعلومة العلمية الدقيقة

عُرف عن الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، أسلوبه السهل والمبسط في تفسير القرآن الكريم، ونال شهرة واسعة وتعلقت به جميع القلوب، فكان الناس بجميع فئاتهم ينتظرون برنامجه على التليفزيون المصري بعد صلاة الجُمعة «حديث الشعراوي» للحصول على الشُحنة الإيمانية التي تغذيهم للأسبوع المقبل، وكذلك برنامجه «خواطر الإمام» على إذاعة القرآن الكريم، ومنح العديد من الأوسمة. 

وكان أول ظهور للشيخ الجليل فى السبعينيات مع الإعلامي أحمد فراج فى برنامج «نور على نور»، وأطلق العديد من المقولات التي تأثر بها العالم ومنها: «إذا أخذ الله منك ما لم تتوقع ضياعه فسوف يعطيك ما لم تتوقع تملكه، وإن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل، وإذا لم تجد لك حاقدا فاعلم أنك إنسان فاشل، ولا تقلق من تدابير البشر فأقصى ما يستطيعون فعله هو تنفيذ إرادة الله، وأتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة ولا يصل أهل الدين للسياسة». 

ورغم تاريخ الإمام الشعراوي الطويل لم يسلم من هجوم البعض عليه، وفى تصريح غريب وغير منطقي هاجمت الإعلامية أسما شريف منير، إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي ووصفته بـ«المتطرف».

وكانت أسما قد سألت جمهورها إذا ما كانوا يعرفون شيخا معتدلا محترما يمكنها متابعته وسماع مواعظه، وقالت عبر حسابها على Facebook: «صباح الخير عايزه اخد رأيكم في حاجة، بقالي كتير مش عندي ثقة في أغلب الشيوخ، كتير منهم مدعين ويا متشددين أوي يا خلطين الدين بالسياسة، نفسي اسمع حد معتدل محترم معلوماته مش مغلوطة، لسه في حد كده؟».

واقترح الكثير من متابعيها عليها تحميل دروس الشيخ محمد متولى الشعراوي باعتباره إمام الدعاة ورمز الاعتدال لتفاجئ أسما جمهورها بقولها: «طول عمري كنت بسمعه زمان مع جدي الله يرحمه ومكنتش فاهمه كل حاجه، لما كبرت شفت كام ڤيديو مصدقتش نفسي من كتر التطرف، كلام فعلًا عقلي ما عرفتش استوعبه.. حقيقي استغربت».

«صدى البلد» أراد أن يوضح الصورة الحقيقية للإمام محمد الشعراوي، ويقول الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن الشيخ محمد متولي الشعراوي – رحمه الله عليه – هو أبرز المجددين في تفسير كتاب الله كان حين يفسر القرآن وكأنه يبعث الحياة في الحروف والكلمات، فترتسم في عقل المستمع وقلبه صورة حية مبسطة لا يحتاج إلى مجهود كبير لفهمها واستيعابها.

عالم رباني:

وأضاف الإمام الأكبر في كلمة له في ذكرى وفاة إمام الدعاة: «رحم الله الشيخ محمد متولي الشعراوي، أبرز المجددين في تفسير كتاب الله، كان حين يفسر القرآن وكأنه يبعث الحياة في الحروف والكلمات فترتسم في عقل المستمع وقلبه صورة حية مبسطة لا يحتاج إلى مجهود كبير لفهمها واستيعابها، فكتب الله له المحبة والقبول في قلوب المؤمنين».

وتابع الإمام الأكبر: «لا شك أن ذلك توفيق من الله خص به هذا العالم الرباني الذي كان متفانيًا لخدمة دينه، محبًا لوطنه».

الشعراوي جدد إيمان الأمة

نوه الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر السابق، بأن الإمام محمد متولي الشعراوي كان نمطًا فريدًا من العلماء فى مختلف العصور وتميز بعلم الموهبة فى تفسيره للقرآن.

وذكر «هاشم» أن الشعراوي جدد إيمان الأمة بتفسيره المتميز للقرآن الكريم، منوهًا بأن الشعراوي لم يكن عالمًا عاديًا بل كان وليًا من الصالحين الذين كُشف عنهم وكانت له كرامات كثيرة.

تتلمذت على يد الشعراوي:

وقالت الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، إنها تتلمذت على يد الإمام الشعراوي حينما كانت في مرحلة الجامعة، وطلبت منه أن يدعو لها بأن تكون رسالتها في الماجستير والدكتوراه في «تفسيره»، فرفع يده بالدعاء قرابة الثلث ساعة داعيًا لها، منوهة بأنه لقبها بالدكتورة قبل تخرجها وبالفعل استجاب الله لدعائه.

منهج الشعراوي:

وأثنت «عمارة» في تصريح لـ«صدى البلد» على الداعية الراحل، قائلة: «لقد سلك الشيخ الشعراوي مسلكًا جديدًا في تفسير القرآن الكريم، واستطاع به أن يجذب الجماهير إليه»، مشيرة إلى أن من أهم سمات منهجه في التفسير، أنه كان دائم الربط بين موضوعات القرآن الكريم وواقع المجتمع الإسلامي ومتطلباته. 

وأكدت الداعية الإسلامية، أن تفسير القرآن الكريم في هذا الإطار يُعد من أهم الملامح التي تُميِّزُ التفسير الموضوعي، كما أدلى بهذا بعض العلماء، منوهة بأنها من أجل هذا سعت إلى إثبات وجود ملامح للون الموضوعي في تفسير الشعراوي، من خلال تناوله بالتفسير للقصة القرآنية الكريمة. 

وأشادت بالإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، مثنية على طريقة تفسيره للقرآن الكريم التي وصفتها بالمبدعة والمختلفة عن كل من سبقوه.

خواطر الشعراوي:

وألمحت إلى أن الشيخ الشعراوي أطلق على تفسيره للقرآن الكريم اسم «خواطر» وليس تفسيرًا وهذا من باب التواضع منه، ولكي يطلق مسمى جديدًا يتواكب مع العصر.

ونوهت الداعية الإسلامية، بأن تفسير الشيخ الشعراوي للقرآن الكريم كان موضوعيًا فريدًا من نوعه، يعالج فيه السلبيات التي تظهر في المجتمع، منبهة علي أن الشعراوي كان صاحب منهج في التفسير، فكان يجمع كل الآيات والأحاديث التي تخص المسألة التي كان يتناولها وهذا الأسلوب ميّزه عن غيره من العلماء.

فكر الشعراوي وسطي:

فيما نوه الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن منهج الشيخ محمد متولي الشعراوي وسطي كان بعيدًا عن التشدد والغلو الفكري.

وألمح «الجندي» إلى أن الإمام الشعراوي أزهري ولم يُحرض في تفسيره للقرآن الكريم على أي تطرف ولم يصدر فتاوى تبيح قتل الآمنين، منوهًا بأن تفسير الشعراوي كان يعني بواقع الحياة ويصب في مصلحة الناس والعباد.

وأفاد عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن الإمام الشعراوي أحبه الجميع في مصر وخارجها، وصوره معلقة في البيوت وعلى السيارات، فهو مثال يحتذى به، والأقوال المأثورة عنده تؤكد حبه للوطن ووسطيته الدينية، وأنه إمام المعتدلين، وابن مصر البار بأهلها مسلمين، ومسيحيين.

الشعراوي عالم فذ:

ووصفت الدكتورة إلهام محمد شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، الإمام محمد الشعراوي بأنه عالم فذ من علمائه القلائل الذين قل أن يجود الزمان بمثلهم، مشيرة إلى أنه نحسبه من الذين ورد فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقه فالدين ويلهمه رشده».

وبينت «شاهين» أن الشعراوي كان يجمع بين العلم بتفسير آيات القرآن الكريم وقواعد اللغة العربية والعلوم الدنية الحديثة مع سلاسة الأسلوب الدعوى وبساطته، موضحةً أنه كان يصل إلى كل العقول بمستوياتها.

واعتبرت العالمة الأزهرية، الإمام الشعراوي مثالًا يحتذى به في العلم والعمل، حيث لم يسجل عليه نفاق ولا مداهنة ولا حب للدنيا أو إقبال على السلطة أو المال فلم يتخذ من الدين مطية للوصول إلى الدنيا.

الشعراوي مُجدد للدين:

ورأت أن الشعراوي كان مُجددًا للدين والتف حوله كل المريدين من طلاب العلم، واستفادوا من علمه وعمله شيوخًا وطلابًا فى جميع أنحاء العالم الإسلامى، مشيرةً إلى أن من بينهم من نقل عنه للتفسير ومسجل للشرائط وباحث علمي فى شخصيته وعلمه وفكره بعمل الرسائل العلميه من ماجستير ودكتوراه، موضحه أنه تناولته العديد من الرسائل العلمية بالدراسة.

الشعراوي مثلي الأعلى:

وأوضحت الدكتورة سماح عزب، العالمة الأزهرية المختصة في تفسير القرآن الكريم، أن الإمام محمد متولي الشعراوي كان يبحث عن الآراء الوسطية ويزيل الشبهات أمام الناس ويحل مشكلاتهم بأبسط الحلول، ناصحة طلاب العلم بأن يقرأوا كثيرًا في مؤلفات الإمام الشعراوى، مؤكدة أنه مثلها الأعلى فى التفسير.

أسباب حب الناس لـ الشعراوي:

وأرجعت الدكتورة هبة عوف، العالمة الأزهر المختصة في تفسير القرآن بجامعة الأزهر، حب ملايين الناس للإمام الراحل محمد متولي الشعراوي، إلى سلاسة أسلوبه وبساطته التي ترجع إلى فهمه المتميز للقرآن الكريم، فاستطاع توصيله إلى جميع الطبقات المتعلم والأُمي بطريقة سهلة ورائعة.

واختتمت: «تأثرت بمنهج الإمام الشعراوي في التفسير، وأهم ما يميزه جمعه بيّن البساطة والمعلومة العلمية الدقيقة، والإسقاط على الواقع، وضرب الأمثال من الواقع، وأسلوبه الحركي الرائع والروحانيات المُوجودة في تفسيره».