الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في كتاب وصف سيناء.. العريش عاصمة شمال سيناء مركز للنشاط السياحي والرياضي والثقافي.. وعدد من عائلاتها من أصول تركية

صدى البلد

  • العريش عاصمة شمال سيناء
  • تضم مجموعة من المعالم السياحية والأثرية تعتبر مصدر جذب للسياح
  • غالبية العائلات التي تسكنها من أصل تركي، ويطلق عليهم العرايشية
  • شهدت توقيع اتفاقية العريش (24 يناير 1800) بين فرنسا والدولة العثمانية

العريش عاصمة شمال سيناء وأكبر مدينة فيها، تطل على البحر الأبيض المتوسط، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 110.900 نسمة، ومساحتها 762كم2، ويحدّها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، من الشرق الشيخ زويد ورفح، من الغرب بئر العبد، ومن الجنوب حدود محافظة جنوب سيناء.

وتتميز بموقع جغرافي استراتيجي، حيث تقع على الطريق الدولي القنطرة شرق رفح، والذي كان يسمى طريق حورس، أو الطريق الحربي التي كانت تعبر منه الجيوش بشكل دائم.

تعد مدينة العريش من الموانئ الهامة، فهي تعتبر مركزًا للنشاط السياحي والرياضي والثقافي والاجتماعي لمحافظة شمال سيناء.

وكانت تسمي "رينوكلورا"، وهي منطقة فرعونية قديمة، بينما تضم مدينة العريش الحديثة، من هذه القرى التي تضمها: 4 قري هي "الميدان، وقرية السكاسكة، وقرية الطويل، وقرية السبيل"، إلى جانب إحياء "المساعيد، وضاحية السلام، وأبى صقل، والريسة، والفواخرية، والصفا، وكرم أبو نجيلة، والسلايمة، والسمران، وآل أيوب، وعاطف السادات، ووسط المدينة، والعبور، والزهور".

وتضم العريش مجموعة من المعالم السياحية والأثرية، التي تعتبر مصدر جذب للسياح ومن أهمّها: قلعة العريش يعود تاريخ القلعة إلى عصر السلطان سليمان القانوني، وهو الأثر الوحيد المتبقّي في المدينة، تقع بجانب سوق الخميس الأسبوعي بحي الفواخرية، وتضم القلعة بئرًا من الماء، وحديقة، ومساكن للجند في القديم، وشهدت القلعة أحداثًا تاريخيّة هامّة منها معاهدة العريش التي تمت عام 1800م بين الأتراك والحملة الفرنسيّة، ولا تزال القلعة إلى الآن بحاجة لعمليات استكمال أعمال الحفر، والبدء في أعمال الترميم.

الباحث محمود الشوربجي، مؤلف كتاب "وصف سيناء"، قال إن غالبية العائلات التي تسكن مدينة العريش من أصل تركي، ويطلق عليهم "العرايشية"، ومن العائلات التي تسكن العريش وأصلهم تركي، عائلات آل سليمان، والأغوات، والشوربجي، والكاشف، ووصلت إلى هذا المكان قادمة مع الجيش العثماني سواء في فتح مصر أوائل القرن الـ16، أو مع الحملة العثمانية التي أتت لمواجهة الغزو الفرنسي في القرن الـ19، ومعظمهم كان لهم أدوار في قيادة القلاع القديمة، ومنهم جنود بالجيش العثماني آنذاك.

من جانبه، يقول كمال الحلو، رئيس جمعية التراث السيناوى: "جدنا محمود على بوشناق وصل مع الحملة العثمانية لدى فتحها العريش في القرن السادس عشر الميلادي، وعينه السلطان سليمان القانوني وقتها حاكما لقلعة العريش"، مشيرا إلى أن أجداد عائلة الأغوات هم من الجنود العثمانيين الذين تخلفوا عن العودة مع الجيش التركي لبلاده خلال الحملة العثمانية على الفرنسيين وأقاموا بالعريش، والأمر نفسه بالنسبة لـعائلة الكاشف.

كما يرجع مسمى عائلة الكاشف إلى أنها كانت تعمل خلال الحكم العثماني في الكشف في منافذ مصر عما يدخلها من بضائع، أي بما يسمى حاليًا "مأمور الجمرك".

وشهدت مدينة العريش توفيع اتفاقية العريش (24 يناير 1800) بين فرنسا والدولة العثمانية، بعد حصارٍ دام 11 يومًا.

هذه المعاهدة سعت لإنهاء سيطرة بريطانيا على طرق التجارة في شرق البحر المتوسط، وفيها تعترف الدولة العثمانية بسلطة فرنسا على مصر. المعاهدة دفعت روسيا لإرسال المزيد من سفنها الحربية إلى شرق البحر المتوسط.

ولما علمت حكومة إنجلترا بمضمون الاتفاق اعترضت وطلبت استسلام الجيش الفرنسي، فرفض كليبر وقرر إلغاء المعاهدة، وأرسل إلى الصدر الأعظم ليسحب جيشه الذي أرسله إلى مصر لاسترجاعها وفقًا للمعاهدة، ولكن يوسف باشا قائد الجيش العثماني رفض الانسحاب إلى الشام وعسكر في المطرية فخرج كليبر على رأس عشرة آلاف جندي فرنسي وتقابل مع الجيش العثماني عند عين شمس وهزمه هزيمة منكرة.