الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية.. مئذنة المحيبس في الخارجة شاهد تاريخي على عادات أهل الواحة

مئذنة المحيبس
مئذنة المحيبس

تعد مئذنة مسجد "المحيبس" بمنطقة عين الدار بمدينة الخارجة في الوادي الجديد، آخر شاهد على عصر الدولة العثمانية في منطقة الواحات، وعمرها حوالي 400 عام.

يقول الشيخ محمد أبو بكر سليمان, إن المئذنة بنيت من الطوب اللبن على الطراز الأيوبي، والمسجد التابعة له، حيث تتكون من عدة طوابق يتم الصعود إليها عن طريق سلم دائري حلزوني من الخشب، وتتكون في الأعلى من شرفة مصنعة من أخشاب الدوم، وبعض أفلاق النخيل، والتي كان يتم بناء منازل الواحات بها قديمًا.

وأضاف سليمان أنه سمي بمسجد "المحيبس"، تصغير كلمة "المحبس" نسبة إلى محبس بئر من المياه جرى حفره بمواسير مصنوعة من خشب الدوم حينذاك، حيث كان المؤذّن قديمًا يصعد المئذنة من الداخل عن طريق السلم الحلزوني حتى يصل إلى قمتها وفي القمة باب صغير يخرج من خلاله إلى شرفة دائرية الشكل مصممة من الأخشاب ليؤذن عليها، وهو يتحرك في تلك الشرفة بكل الاتجاهات حتى يسمع جميع أهالي الخارجة الأذان.

وأضاف أن المسجد كان ملتقى سكان منطقة عين الدار القديمة علي مر الأوقات، والتي كانت أصل الواحة حيث كان بها دار الحكم وبجوارها العين التي يعيش عليها سكان الواحة منذ القدم.

ولفت إلى أن المسجد بجانب حارة الأدارسة بمدينة الخارجة، وهي إحدى الحارات المتفرعة من منطقة عين الدار القديمة، وتربط بين مسجد المحيبس القبلي وبين منطقة عين الدار، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى عائلة الأدارسة التي استوطنت مدينة الخارجة سنة 300 هجريًا من جهة زهون غربي تونس.

وتابع أنه يوجد بجانب المسجد عدة دروب وحارات أثرية كانت لأهل الواحات قديمًا في عصور الدولة الإسلامية، وعلى الرغم من عمليات الإحلال والتجديد التي جرت للمسجد عام 2001 إلا أن مئذنته العريقة مازالت كما هي، ورغم أنها لا تتبع وزارة الآثار إلا أن أهالي الحي حافظوا على قيمتها الدينية والتراثية والأثرية حتى الآن.

من جانبه أكد إبراهيم خليل، مدير مكتبة مصر العامة، أن المسجد كان بمثابة مكان يتجمع فيه سكان الواحة قديمًا لحل أي مشكلات اجتماعية تخص أمور حياتهم, مشيرًا إلى أن المئذنة مازالت لوقتنا هذا خير شاهد علي عادات وتقاليد أهل الواحة.

وأوضح أنه بالرغم من أثرية المئذنة إلا أنه لم يتم تسجيلها كأثر إسلامي من قبل هيئة الآثار حتي الآن, ولم يتم ترميمها بالرغم من تعرضها لعوامل التعرية التي أثرت علي جدرانها.