الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدير الذبيدى تكتب: قدوة أم عبرة ..!!

صدى البلد

نحن الآن نقف على أبواب واحدة من أخطر المشكلات التي تهدد مجتمعنا في هذه الآونة، ألا وهي انسياق شباب اليوم وراء النماذج الفاسدة واتخاذهم قدوة لهم في أفعالهم السيئة، بل يبدأون في تقليدهم ومحاكاتهم وذلك تحت مسمى "أنا شبح"، وهو ما ينعكس بالسلب على الشباب من صغار السن، حيث تتسرب داخل عقولهم تلك الفكرة، ويعتقد الشاب بذلك أن لديه من القوة ما يمكنه من فعل ما يشاء من قتل وسلب وتعدي وغيره، فلا يلبث أن يصبح هو الآخر نموذجًا فاسدًا، وهكذا تدور هذه الكارثة في حلقة مغلقة لا يمكن إيقافها.

يأتي على رأس هذه النماذج والقدوات الفاسدة هنا العديد من الممثلين والمطربين الذين يقدمون محتوى هابط، وأيضًا الكثير من المجرمين وسفهاء المجتمع، وسرعان ما ينصاع الشباب وراء تلك الأفكار اعتقادًا منهم في ان ذلك هو السبيل لنيل الشهرة وإظهار قوتهم بشكل سلبي يؤثر على المجتمع بأكمله، وبذلك بدلًا من أن يوظف الشباب طاقتهم في العمل والجد والسير في طريق الصلاح والعمل على رفعة الوطن والمجتمع، فهم يسيرون في طريق الهلاك الذي يؤدي بهم في النهاية إلى الضياع وإهدار طاقتهم فيما لا يجدي، بل ويفسدون جيلًا كاملًا وراءهم،

وهنا يأتي دور الآباء أولًا ثم دور الدولة ثانيًا،
فأين أنتم أيها الآباء من كل هذا؟!
ماذا بعد انشغالكم بأمور الحياة وترك أبنائكم بهذه الصورة البشعة التي يظهرون بها للمجتمع؟!
ماذا بعد نسيانكم أنكم ستحاسبون أمام الله على تربية أبنائكم؟!
فهناك من يطلق لهم العنان اعتقادًا منه أنه بذلك يعطي لابنه حرية الحياة، ولكنه في الواقع يسلبه الحياة بأكملها،
فلابد من تنشئة جيل سوي أخلاقيًا، يدرك كيفية التعامل مع الحياة،
وأن نغرس فيهم من القيم والمبادئ ما يعينهم على رفعة أنفسهم والرقي بالمجتمع،
وعلى الدولة أيضا أن تضع قوانين صارمة للقضاء على هذه النماذج والتي تعتبر رؤوس فساد المجتمع، وأن تفسح الطريق أمام الشباب الطموح ليصل إلى تحقيق هدفه،

ليس كل الشباب على هذه الشاكلة، فهناك أيضًا الشباب الصالح الذي لديه من الطموح ما يدفعه إلى السعي الجاد وراء هدفه، وهؤلاء هم الذين يستحقون كل الدعم والمساندة والتشجيع على إكمال ذلك الطريق،

ولكن إن كنا نحن في مجتمع يجعل من السفهاء قدوة، إذا فمن العبرة؟!
وإن كان هؤلاء يمثلون المجتمع، فإلى أين نحن ذاهبون بعد؟!
وإن كنا لا ننتبه لكل ذلك،فما أعظمها من كارثة!!!!

فلابد من تسليط الضوء على هذه القضية التي تعتبر أكبر خطر يسيطر على المجتمع، وأيضًا لفت انتباه الشباب للسعي وراء أحلامهم، وأن نسير على خطى هذا القول:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا