الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا سمي يوم السبت بهذا الاسم.. تعرف على السبب وحالات يجوز فيها صيامه

لماذا سمي يوم السبت
لماذا سمي يوم السبت بهذا الاسم

لما سمي يوم السبت بهذا الاسم .. سمى يوم السبت بهذا الاسم لأنه جاء من سبت يسبت سبتا أي السكون بعد الحركة فقد كان تمام الخلق يوم الجمعة وفى اليوم السابع الذى هو يوم السبت كان كل شيء قد استقر وثبت وتم الانتهاء من خلق الكون فجاء السكون وهو السبت.

1- السبت بالعربية هو البرهة من الدهر، و يعني الراحة، وقيل: إن السبت هو معرب شبات العبرية، وتعني الراحة والسكون، وكان يسمى في الجاهلية شبار.

2- الباء والتاء في لفظ «السبت» تفيد معنى القطع وسبت ويسبت سبتًا إذا انقطع عمله ونلاحظ أن خلق السماوات والأرض تم في ستة أيام مصداقًا لقوله -تعالى- : ( هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام) وكان تمام الخلق يوم الجمعه وفي اليوم السابع وهو يوم السبت كان كل شئ قد استقر وفرغ من خلق الكون ولذلك له سبات أي أن هذا اليوم يسمى سباتًا لأن فيه سكون الحركة بعد تمام الخلق.

3- يعتبر يوم السبت من الأيام المقدسة عند اليهود، وترجع أسباب تقديسه عندهم الى عوامل عدة، منها أن الوصية الرابعة من الوصايا العشر دعت إلى تقديس يوم السبت واتخاذه يومًا للراحة والعبادة وعدم ممارسة أي عمل فيه.

1- يقول الله تعالى في سورة البقرة (آية: 65): {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}.

2- وفي سورة النساء (آية: 47) يقول - عز وجل-: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىظ° أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ غڑ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}.

– 3- وفي سورة الأعراف (آية: 163) يقول - سبحانه-: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.

يترَدّدُ الحديث كثيرًا بين الناس عن صيام يوم السبت، ويدورُ التساؤل حول حُكم صيام هذا اليوم، وإفراده بالصِيام دون سائر الأيام، و لصيام يوم السبت أحوالًا يختلف حكم الصِّيام فيها تبعًا لذلك، كما أنَّ العلماء مختلفون في تفصيل حكمه، وهذه الحالات على النَّحو الآتي:

- الحالة الأولى: إنّ صيام السبت لأداء فرضٍ كصيام رمضان، أو قضائه أو صيام كفَّارة أو نذر، فهذا جائز بلا شك باتّفاق الفقهاء.

- الحالة الثانية: أن يُوافق صيام يوم السَّبت أحد الأيّام المسنونة والمستحب صيامها، كيوم عرفة، أو الأيام البيض، أو شوال، أو عاشوراء، أو أيام التسع من ذي الحجة؛ ففي هذه الحالة لا إشكال في صيام السبت بل يستحبُّ؛ وذلك لعموم الأدلّة الواردة في فضلِ صيام هذه الأيام المذكورة دون استثناء يوم السبت أو غَيره من الأيام. 

-الحالة الثالثة: أن يصوم المُسلم يوم الجمعة ويتبعه بالسبت، فلا بأس بصيام السبت في هذه الحالة، وقد وردت عن النَّبي عليه الصلاة والسلام أحاديث تشير إلى أنّ من يصوم الجُمعة عليه أن يصوم اليوم الذي قبله أو اليوم الذي بعده أي السبت، مما يدلّ على جواز الصيام يوم السبت، كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: « سَمِعْتُ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ: لا يصومَنَّ أحدُكم يومَ الجمُعةِ إلا يومًا قبلَه أو بعدَه»، وكذلك ما روته جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها- قالت: «إنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل عليها يومَ الجمُعةِ، وهي صائمةٌ، فقال: أصُمتِ أمسِ؟ قالتْ: لا، قال: أتريدين أن تصومي غدًا؟ قالتْ: لا، قال: فأفطِري».

- الحالة الرابعة: أن يصادف صيام يوم السَّبت عادةً من عادات المسلم كمن اعتاد أن يفطر يومًا ويصوم يومًا، وهو صيام نبي الله داود -عليه السلام-، كما جاء في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما رواه عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: «بلغ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -أني أصوم أسرُدُ، وأصلِّي الليلَ، فإما أرسل إليَّ وإما لقِيتُه، فقال: "ألم أُخبَرْ أنك تصومُ ولا تفطرُ، وتصلي الليلَ؟ فلا تفعلْ، فإنَّ لعَينِك حظًّا، ولنفسِك حظًّا، ولأهلِك حظًّا، فصُمْ وأَفطِرْ، وصلِّ ونَمْ، وصُمْ من كلِّ عشرةِ أيامٍ يومًا، ولك أجرُ تسعةٍ" قال: إني أجدُني أقوى من ذلك، يا نبيَّ اللهِ! قال: فصُمْ صيامَ داودَ عليه السلامُ، قال: وكيف كان داودُ يصومُ يا نبيَّ اللهِ! قال: كان يصومُ يومًا ويفطر يومًا»؛ فقد يصادف يوم الصيام السبت دون أن يكون ثمَّة صيام قبله أو بعده، مما يدلّ على جواز صوم يوم السبت منفردًا، فلو لم يجز لما وجَّه النَّبي - عليه الصَّلاة والسَّلام- الصحابي لصيام نبي الله داود -عليه السَّلام- أو لاستثنى يوم السبت منه.

- الحالة الخامسة: أن يُخص المسلم يوم السبت بصومه تطوّعًا مطلقًا؛ أي دون موافقته لأمرٍ فيستحب صومه كالأمور التي ذكرت في الحالة الثانية، ودون أن يكون صيامه عادةً عند المسلم كما في الحالة الرابعة، بل يصوم السبت منفردًا تطوعًا، وقد روي عن الصماء بنت بسر المازنيَّة أنَّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام -قال:« لا تصوموا يومَ السبتِ، إلا فيما افتُرِضَ عليكم، فإن لم يَجِدْ أحدُكم إلا لِحَاءَ عنبةٍ أو عودَ شجرةٍ فلْيَمْضُغْهُ»، والعلماء بين مصحِّحٍ للحديث ومضعِّفٍ له، فمن صحَّح الحديث وأخذ به، قال بكراهة إفراد يوم السبت بالصِّيام إلا صيام يومٍ قبله أو يوم بعده، ومن حكم بضعف الحديث من العلماء، ذهب إلى القول بعدم كراهة إفراد يوم السبت بالصِيام.

وذكر بعض العلماء علَّة النَّهي عن إفراد يوم السبت بالصوم، وهي مخالفة اليهود الذين يمتنعون عن الطعام والشراب وغيرهما يوم السبت؛ تعظيمًا لهذا اليوم، فإن صام المسلم هذا اليوم غير قاصدٍ تعظيمه كما يفعل اليهود، فلا كراهة في ذلك.

الأيّام المنهي عن صيامها في الإسلام نهى الإسلام عن صيام بعض الأيّام، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:
1- صيام يومي عيد الفطر وعيد الأضحى. 
2- صيام أيّام التشريق الثلاثة.
3- إفراد يوم الجمعة بالصيام دون غيره.
4- صيام يوم الشك؛ أي آخر أيّام شهر شعبان.

لماذا سمي يوم الجمعة بهذا الاسم؟، ذكر العلماء أن الجمعة مشتقة من الجَمْع، فإن أهل الاسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمعاهد الكبار، وأمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته في يوم الجمعة لأداء الصلاة في جماعة فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ» (سورة الجمعة: 9) أي اقصدوا واعمدوا واهتموا في سيركم إليها.

وقال ابن حجر: إن أصح الأقوال في سبب تسميته بيوم الجمعة أن خلق آدم وجُمِع فيه؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: «أَضَلَّ الله عَنِ الْجُمُعَةَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا. فَكَانَ للْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ. وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ. فَجَاءَ الله بِنَا. فَهَدَانَا اللّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ. فَجَعَلَ الْجُمُعَةِ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ. وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهِلِ الدُّنْيَا. وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ» رواه مسلم.

ويوم الجمُعة يُذكر بضمّ الميم وهو المشهور، وقيل بتسكين الميم أو فتحها. قيل في مختار الصحاح: «ويوم الجُمُعَة بسكون الميم وضمها يوم العروبة، ويُجمع على جُمُعات وجُمَع، والمسجد الجامع، وإن شئت قلتَ مسجد الجامع بالإضافة، كقولك: حق اليقين، والحق اليقين، بمعنى مسجد اليوم الجامع، وحق الشيء اليقين، لأن إضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز إلا على هذا التقدير»

بحسب هذا الكلام وغيره فإنّ يوم الجمعة كان اسمه في الجاهليّة يوم العروبة، ولم يسمّى باسمه الجمعة إلا في الإسلام، وقيل إنّه سمّي يوم الجمعة في الجاهلية، وقد أسماه بذلك كعب بن لؤيّ، وكانت قريش تجتمع فيخطبهم فيه وأمّا سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم في الإسلام فقيل لأنّ الله -سبحانه- جمع خلق آدم -عليه السلام- في ذلك اليوم، وقيل لاجتماع الناس للصلاة فيه في المسجد، فهو يومٌ جامعٌ لهم، وورد سوى ذلك فقيل لأنّ يوم الجمعة جُمعت فيه فضائل كثيرة، وقيل أيضًا أنّ الله جمع بين آدم وحوّاء في يوم الجمعة بعد ما نزلا إلى الأرض.

صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم بالغ عاقل قادر، وأنه لا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، كما قال الله تعالى «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجمعة:9).

وروى الإمام النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، متابعًا قوله صلى الله عليه وسلم: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ». (رواه: أبو داود).

وترك المسلم لصلاة الجمعة، إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، وأنه قد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث الشريف: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ» (رواه: النسائي).

والنبي صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [رواه: مسلم].

رغم أنّ صلاة الجمعة واجبةٌ في الكتاب والسُنّة وإجماع الفقهاء، هنالك بعض الحالات التي تسقط فيها صلاة الجمعة ومنها:
- لا تجب صلاة الجمعة على المُسافر: وإن صَلاَّها صحّت منه.
-لا جمعة على المريض الذي لا يستطيع شهودها: لخوفٍ من تأخير برءٍ، أو زيادةٍ في المرض، أو عجزٍ عن الإتيان بأركانها، أو لتعذّر القيام بها مع الجماعة لأي سببٍ كان.
-إن خَشِيَ المُصلِّي على نفسه من عدوٍ أو سيلٍ أو حريقٍ:
أو خَشِيَ على ماله أو أهل بيته سقطت عنه صلاة الجمعة؛ لأنّه من ذوي الأعذار.

المسلم الذي فاتته خطبة الجمعة، فاته خير كثير وفضل عظيم، كما روى أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا»

وردت أحاديث ونصوص نبوية تحث على أمور يُستحب للمسلم فعلها يوم الجمعة ليغفر الله تعالى ذنوبه ويدخله الجنة، فيوم الجمعة هو من خير الأيام وأفضلها، ولذلك جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ».

سنن يوم الجمعة
أولًا: قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان في صلاة الفجر من يوم الجمعة، ولذلك جاء في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ «الم * تَنْزِيلُ» [السجدة: 1، 2]، و«هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ» [الإنسان: 1]، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ.

ثانيًا من سنن يوم الجمعة : الاغتسال والتبكير إلى صلاة الجمعة، فقد جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».

ثالثًا من سنن يوم الجمعة : الإنصات أثناء الخطبة، ففي صحيح البخاري عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَنْصِتْ - وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ - فَقَدْ لَغَوْتَ».

رابعًا من سنن يوم الجمعة : استحباب وضع الروائح الطيية للجمعة، ففي صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى».

خامسًا من سنن يوم الجمعة : الدعاء لان فيه ساعة إجابة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، زَادَ قُتَيْبَةُ فِي رِوَايَتِهِ: وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.

سادسًا من سنن يوم الجمعة : لبس أجمل الثياب صحيح- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ: «مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوِ اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، سِوَى ثَوْبِ مِهْنَتِهِ»، فوضح لنا من خلال هذا التوجيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستحبُّ للمسلم أن يُخَصِّص -أو يشتري- ثيابًا ليوم الجمعة، وذلك في حال تيسُّر الأمر عليه.

سابعًا من سنن يوم الجمعة : استخدام السولك، والدليل على ذلك ما رواه مسلم، قال: حدثنا عمرو بن سواد العامري، حدثنا عبدالله بن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم عن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه».

ثامنًا من سنن يوم الجمعة : التبكير إلى المسجد للصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفق عليه (صحيح البخاري؛ برقم: [881]، صحيح مسلم؛ برقم: [850]). 

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجِدِ المَلاَئِكَةُ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» (صحيح البخاري؛ برقم: [3211]).

تاسعًا من سنن يوم الجمعة : يُستحبُّ التطوُّعُ يومَ الجُمعةِ قبل الزَّوالِ الظهر، نصَّ عليه المالكيَّة والشافعيَّة والحنابِلَة، أي يصلى المسلم صلاة تطوعًا قبل أذان الجمعة، واستدلوا على ذلك بما روي عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَن اغتسَلَ ثم أَتى الجُمُعةَ، فصلَّى ما قُدِّرَ له، ثم أَنصتَ حتى يَفرغَ من خُطبته، ثم يُصلِّي معه، غُفِرَ له ما بينه وبين الجُمُعةِ الأخرى، وفضلَ ثلاثةِ أيَّام».

عاشرًا من سنن يوم الجمعة : قراءة سورة الكهف استحَبَّ الجمهور: الحَنَفيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، قراءةَ سورةِ الكهفِ يومَ الجُمُعة واختاره ابنُ الحاج من المالِكيَّة، والدَّليلُ مِنَ السُّنَّة ما روي عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ».

الحادي عشر من سنن يوم الجمعة : الإكثار من الصلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة، فالإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة في يوم الجمعة وليلتها، قد يصل فضله إلى البراءة من النار.

والإمام السخاوي ذكر عن أبي عبد الرحمن المُقري، قال حضرت فلانًا -وذكر رجلًا من الصالحين- في ساعة النزع " ساعة الاحتضار"، فوجدنا رقعة تحت رأسه مكتوبا فيها: «براءة لفلان من النار». وعندما سألوا أهله ماذا كان يفعل؟، فأجاب أهله: إذا ما كان يوم الجمعة صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة، لذا قال الإمام الشافعي: «يستحب الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم، ويزداد الاستحباب أكثر في يوم الجمعة وليلتها».

والصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- أمر إلهي ورد ذكره في القرآن الكريم، حيث خاطب الله تعالى المؤمنين في كتابه الحكيم في أكثر من آية وأكثر من موضع ليحثّهم على الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلّم-.

كما أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- نوع من أنواع التمجيد والتعظيم ورفع لدرجته، وهي ميزة خصّها وحصرهّا الله - سبحانه وتعالى- بخير الأنام سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-، فهو حامل وناشر الدعوة الإسلامية، وخاتم الانبياء والصديقين، وهي عبارة تعتبر من إحدى العبادات المفروضة، ولها أجر عظيم من الله تعالى، ومعناها، اللهم صل على سيدنا محمد،: أي الدعاء والطلب من الله تعالى بالثناء على سيدنا محمد في الملأ الأعلى أي: تكرار مدحه بين الملائكة، والصلاة لا تكون إلا على النبي وعلى آله.

فضل الصلاة على النبيّ محمد:
- يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.
- يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.
- يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.
- سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.
- يكفي الله العبد المصلي على رسول الله ما أهمّه.
- تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
- الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.
- سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.
- تنقذ المسلم من صفة البخل.
- سبب من أسباب طرح البركة.
- سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.
- التقرّب إلى الله تعالى.
- نيل المراد في الدنيا والآخرة.
- سبب في فتح أبواب الرحمة.
-دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-.
- سببٌ لدفع الفقر.
- تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلّم-.
- سببٌ لإحياء قلب المسلم.
- التقرّب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلةً.
- لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.