الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يسري المصري يكتب: ابنك العصبي وخطوات علاجه

صدى البلد

الأطفال أقسام وأنواع , فالبعض تراه منطويا هادئا وآخر تراه شديد الحركة مفرط النشاط. 
وثالث تراه يصرخ على مدار الساعة ورابع تراه عصبي جدا شديد الغضب على مدار الساعة. 

بل يتعصب على نفسه أحيانا ونحن اليوم وانطلاقا من تكرار شكوى الآباء سنكتب عن العصبية عند الأطفال وكيف نعالجها بشكل سلس والبداية تبدأ من المظاهر التى تظهر على الطفل. 

مثلا تجده كثيرا ما يضع أصابعه في فمه ويقرض أظافره بأسنانه أو يعبث بكراسات أخواته ويقطعها ويكسر الأقلام وأشياء من هذه الأمور وكلها مظاهر للعصبية عند الطفل مردها التوتر النفسي الداخلي لديه, والسؤال الذي يتجلى بقوة ما هى أسباب هذه العصبية وظهورها عند الطفل.

ونحن قبل الجواب نؤكد أن الأمر ليس بالمقلق أو الخطير وليس هذا تسكينا أو تقليلا لكن في نفس الوقت تجاهل الظاهرة يعمق الداء وتنمو المشكلة معه والرهان في العلاج هو وعى الوالدين وفهمهم للتربية بالشكل الإيجابي.

أسباب العصبية

الأسرة ( المحضن التربوي)
إن أي قيمة طيبة تظهر في الأبناء منبتها البيت وإخلاص الوالدين وصلاحهما والعكس إن ظهر في مشكلة وداء أسبابه واضحة فما بين عصبية الأب نفسه ومشغوليات الأم وتجاهل أبنائها تبدأ العصبية في الوصول للابن بلا رقيب أو عتيد بل الطريق ممهد ولذلك البيت هو الاساس والمنبت ووعى الزوجين في فهم أبنائهم مبكرا بعيدا عن كثرة التدليل والخوف المفرط عليهم بلا سعى لاكتشاف أوجاع الطفل ومشكلاته النفسية هو العلاج الواقي والفعال.

العامل الوراثي

قديما قالوا ما فى الآباء قد يظهر في الأبناء, وعليه فطبيعي جدا أن يكون الأب عصبيا وأفعاله تؤكد ذلك وعليه فقد يكتسب الولد عصبيته من أبيه بشكل سلس خصوصا مع تكراره أمامه بل يسعى لتقليده أحيانا وعليه فالكثير من إزعاج الطفل وعصبيته مردودها تقليده لأبيه القدوة الذى يحبه ويراه يتعصب ويصرخ في أمه وأخواته أمامه كثيرا وهذا داء على الوالد أن يعالج نفسه قبل أن يعالج ولده.

كثرة النقد

كثيرا ما قيل ما قيمة سعيك إن كنت تبنى وغيرك يهدم هذا في الحياة عموما كذلك في العوامل التربوية الحذر أن تهدم ابنك من حيث تظن أنك تبنيه وتؤسسه فتظل تنتقد كل أفعاله وتقارنها بغيره وتسعى لتوجيه أخطائه وكأنه شاب كبير وعليه فمن غير المقبول أن يصدر من الأب كل مشكلاته النفسية التى حدثت له في الصغر على أبنائه فتربية الماضي ليست كتربية اليوم وعلى الأب أن يعي ذلك ويفهمه سريعا حتى لا يخسر ولده.

العلاج

الوئام الأسري
على الوالدين أن يفهموا بشكل واضح لا غبار فيه أن أي مشكلة تظهر عند الطفل هي نتاج نشأة في مكان وبيت فيه قلق وتوتر أسرى ومن ثم يظهر الحصاد المر على الابن ,لذلك فعلى الزوجين أن يتغافلوا عن مشاكلهم من أجل مزاجية طفلهم هذا إن أردوا له نمو سليم ونشأة صحيحة بلا تقلبات عقلية أو مشاكل نفسية .
فك القيود

إن إعطاء الابن الحرية بشكل منضبط وحقه في الحديث والرفض والاعتراض والمدح والذم لمجريات الأمور في البيت من عوامل فهم الزوج الراقي للحياة الزوجية وهي عملة نادرة لما نراه من مشكلات تربوية تصيب رأس الغلام بالشيب,
وإن تشديد القيد بدعوى المحافظة على الكيان من التفكك يعجل بالانفجار الأسرى وإصابة الطفل بكل أمراض العقل والنفس وعندها لا ينفع ندم وبكاء فليس هناك أعظم من الحرية المنضبطة للطفل ,وليس هناك أسوأ من سياسة القهر في الحياة.

اكتشف طفلك

مع الأسف أن التقليد في التربية والروتين من الأمور التى تحول الحياة عند الطفل لضيق وغيوم يصعب معها نزول المطر خصوصا إذا كان الوالد يعيش في كوكب عاجي بعيدا عن أحلام وتطلعات وأماني ولده الصغير الممتلئ بالرغبة في الحياة والتمتع بجمالها ,
ولذلك فالأب معنى بقوة للسعى لاكتشاف ولده عبر إشباعه عاطفة وحبا وحنانا ويغمره بكل سبل الأمان والطمأنينة .

إياك وبكائه

والمعنى أن ترفع يدك عن الضرب وإياك أن تجعله منهجا فالضرب في الأصل منهي عنه وهو مهلكة ودمار لكل طاقات الطفل الوليدة والخطر كل الخطر أن يتم ضرب الطفل أمام أقرانه من أقاربه أو زملائه في الروضة أو أي محضن تعليمي آخر ,فبكائه يدمر نفسيته بشكل قد يصعب علاجه خصوصا إن كان الأمر مكرر بدعوى تربيته على الشدة والجدية وعلى الجميع أن يتحمل مسئوليته في البناء لا الهدم ,هذا إن أردنا لمقلة العيون وجوهرة حياتنا الاستقرار وراحة البال وفي هذا فليتنافس المتنافسون.