الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإفتاء توجه رسالة للشباب عبر الموشن جرافيك: شبابكم نعمة فاستثمروه في الخير‎.. الانتحار مرفوض وليس مبررا لقتل النفس.. ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم .. الأزهر: المسلم مأمور بالصبر على البلاء

الإنتحار
الإنتحار

دار الإفتاء :
  • تجري استطلاعًا للرأي عبر الفيسبوك حول أسباب الانتحار
  • وتوجه رسالة إلى الشباب عبر الموشن جرافيك
الأزهر:
  • المؤمن يستقبل المصايب بالصبر والاحتساب وليس قتل النفس
  • الظروف المعيشية والحياتية ليست مبررا للانتحار


يعد الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» (النساء: 29)، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.

حيث نشرت دار الإفتاء المصرية، فيديو موشن جرافيك عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تحت عنوان :"الشباب نعمة حافظ عليها".

وقالت الدار: االشباب من أجمل نعم الله على الإنسان، وقال صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله فى ظله منهم شاب نشأ فى طاعة الله".

وتابعت دار الإفتاء:"فأنت مسئول عن شبابك فيما أبليته فاحذر أن تسخر نعمة شبابك فى خدمة الأفكار الباطلة التى تسجل لها جماعات الضلال وتيارات التكفير، ونبينا نبى الرحمة يأمر بالمحبة والبر والرفق بجميع الخلق ويحض على البناء والسعى فى عمارة الأرض ونفع الناس فاتبعه تهدى، قال سبحانه وتعالى:"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ".

كما أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشباب والعافية من أكبرِ نِعم الله على الإنسان، قال صلى الله عليه وسلم: سبعة يُظِلُّهم الله في ظله، منهم: شاب نشأ في طاعة الله.

ووجهت الدار رسالة إلى الشباب في فيديو موشن جرافيك أنتجته وحدة الرسوم المتحركة بالدار قالت فيها: "أنت مسؤول عن شبابك فيما أبليته، فاحذر أن تُسخِّرَ نعمةَ شبابك في خدمة الأفكار الباطلة التي تروج لها جماعات الضلال وتيارات التكفير".

وأضافت الدار أن نبينا صلى الله عليه و آله وسلم نبي الرحمة، يأمر بالمحبة والبر والرفق بجميع الخلق، ويحض على البناء والسعي في عمارة الأرض ونفع الناس.. فاتبعه تهتدِ ، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران:31].

وقالت "إن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.

ورفضت دار الإفتاء المصرية، الانتحار أيًا كان موضوعه، فلا يجوز الانتحار لتوقي الشرور، كالاغتصاب والتعذيب، فالمسلم مأمور بالصبر على البلاء، ومقاومة الظلم.

وكان مركز الأزهر العالمى للفتاوى الإلكترونية قد أصدر بحثا مفصلا بعنوان"التنفير من جريمة الانتحار"، تعرض فيه إلى ضرورة الحفاظ على النفس البشرية وعقوبة المنتحر، وذكر المركز: إن الإسلام يأمر بالحفاظ على النفس البشرية، بل جعلها من الضروريات الخمس التى يجب رعايتها، وهى: الدِّين والنَّفس والنَّسل والمال والعقل.

وتابع: الحفاظ على النفس البشرية مطلوب، ولو وصل الأمر فى حالة الاضطرار إلى مواقعة محرم ليبقى على نفسه، ويحفظها من الهلاك، ومن العجيب أن يصل الحال بإنسان أن ينهي حياته بيده، وكأنها ملك خالص له، وكأن الموت سينهى معاناته ويريحه من كل مشاكله، ولا يخفى على ذى عقل أن هذا الظن خاطئ بيِّن الخطأ؛ فالله سبحانه وتعالى خلقنا واستعمرنا في الأرض، وأعلمنا أن الدنيا دار عناء وابتلاء، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} ،وقال عز من قائل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }.

والمؤمن يعلم هذه الحقيقة، ولذلك يستقبل المصائب بالصبر والاحتساب، وساق الحق سبحانه وتعالى البشرى لمن صبر على البلاء ولم يجزع، قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ "،وفي صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له.

ولذلك فالمقدِم على هذه الجريمة ظالم لنفسه، مهما حاول أن يلقي باللائمة على الظروف المعيشية والحياتية فهذا ليس مبرر للانتحار، ولا عذر مقبول، قال الله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}،وقتل النفس من أكبر الكبائر فهي إزهاق للروح التي حباك الله إياها، وعدم صبر على اختبار الله سبحانه وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}واستعجال ما قُدر، ولذلك توعد الله سبحانه وتعالى المنتحر بالعقاب الأليم، قال تعالى {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) } .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع، فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة » ،وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تحسى سما فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا».

وقد لا تنجيك أعمالك الصالحة في الدنيا حال ارتكابك لهذه الجريمة الشنعاء من العقاب - {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}-، ولنا في هذه القصة العبرة والشاهد، فعن أبي هريرة رضى الله عنه، قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام: «هذا من أهل النار»، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالًا شديدًا فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الذي قلت له إنه من أهل النار، فإنه قد قاتل اليوم قتالًا شديدًا وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إلى النار»، قال: فكاد بعض الناس أن يرتاب، فبينما هم على ذلك، إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جراحًا شديدًا، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: «الله أكبر، أشهد أنى عبد الله ورسوله»، ثم أمر بلالا فنادى بالناس: «إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر».

كما عاقب النبي صلى الله عليه وسلم مرتكب هذا الجرم بعدم صلاته عليه، وفي ذلك ردعًا لمن جال بخاطره أن يقدم على قتل نفسه، فعن جابر بن سمرة، قال: «أتى النبى صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص، فلم يصل عليه».