الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاء ثابت يكتب: الأقصر.. من الهوية البصرية إلى طريق الكباش

الكاتب الصحفى علاء
الكاتب الصحفى علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام

قال الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام إن الأقصر على موعد مع حدث أثرى هو الأهم والأضخم منذ اكتشاف مقبرة توت غنخ آمون قبل 97 عامًا، وهو إعادة إحياء طريق الكباش أحد أهم وأشهر الطرق فى العصور الفرعونية، رغم أن هذا المشروع مكث فى الأدراج لسنوات طويلة وفشل أن يعود للحياة حيث اصطدم فى حائط الامتداد العمرانى الذى غطى نحو 70% من الطريق, الذى كان يمتد قديمًا من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر بطول يصل إلى 2750 مترًا.

وأكد رئيس تحرير الأهرام أن العالم سيتابع هذا الحدث وسينقله ويجب أن نستغل هذا الحدث وهذا الطريق فى تنظيم فعاليات عالمية ضخمة.

وأضاف "ثابت"، فى مقاله المنشور اليوم الجمعة بصحيفة "الأهرام" أنه خلال الأيام الماضية زار الأقصر لمشاهدة إنجاز 80% من مشروع الهوية البصرية للأقصر، والذى حول الأقصر لمدينة تاريخية بملامح عصرية، ولم يصدق عينيه وهو يشاهد كيف تطور الأمر منذ هبوط الطائرة بمطار الأقصر الدولى وعلى كورنيش النيل والمراكب التى تزينت فى النيل وهى تحمل ألوان الهوية البصرية فى لوحة فنية فريدة، فضلًا عن عربات الحنطور التى أصبحت جذابة وكأنه يراها لأول مرة. ومشروع الهوية البصرية هو فكرة من شباب الجامعة الألمانية، عرضت بالمؤتمر الوطنى السادس للشباب والذى عقد بجامعة القاهرة. وتقوم فكرة مشروع الهوية البصرية لمصر على تصميمات تناسب وتعبر عن كل محافظة وحرفة وقطاع داخل مصر. وقد تبنى الرئيس السيسى الفكرة ووجه وزارة الدفاع بتكليف الهيئة الهندسية لتنفيذها بالتعاون مع الجامعة الألمانية، وكانت البداية من الأقصر حيث تم إنجاز الجزء الأكبر منها لتنطلق بعد ذلك إلى أكثر من 12 محافظة جديدة.


إلى نص المقال :

مدينة المائة باب كما أطلق عليها قديمًا أو مدينة الأقصر كما نعرفها جميعا.. أشتاق لزيارتها كل حين، فهى تحتفظ بكل ذكرياتى الجميلة كما أنها شاهدة على الزمان وتحمل حكايات وأحداثًا مضت لتبوح بالأسرار كل حين لتؤكد عبقريتها كمعين لا ينضب من المعرفة والكنوز والحكايات التى علمت العالم الكثير من العلوم.

إن الأقصر على موعد مع حدث أثرى هو الأهم والأضخم منذ اكتشاف مقبرة توت غنخ آمون قبل 97 عامًا، وهو إعادة إحياء طريق الكباش أحد أهم وأشهر الطرق فى العصور الفرعونية، رغم أن هذا المشروع مكث فى الأدراج لسنوات طويلة وفشل أن يعود للحياة حيث اصطدم فى حائط الامتداد العمرانى الذى غطى نحو 70% من الطريق, الذى كان يمتد قديمًا من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر بطول يصل إلى 2750 مترًا.

وفى عام 2009 تمكن اللواء سمير فرج محافظ الأقصر فى هذا الوقت من البدء فى إحياء المشروع منجزًا منه الكثير، ولم يلبث المشروع أن عاد مرة أخرى لحالة من التجمد لعدم وجود تمويل، وتوقف منذ عام 2011 رغم أهميته فى جذب السائحين للمدينة.
وكانت لتوجيهات الرئيس السيسى باستئناف العمل المتوقف فى الطريق وتسخير كل الإمكانات لإنهاء العمل بالمشروع فى أقرب وقت ممكن فعل السحر.

ويتيح الطريق للسائح أن يستلهم التاريخ عبر الطريق الذى كان يسير عليه ملوك وملكات وكبار الموظفين والكهنة فى الدولة المصرية القديمة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وعلى جانبى الطريق تتلاحم وتتراص فى فنية عالية ورفيعة، لوحة حية مفتوحة تجسد عظمة المصرى القديم من خلال1200 تمثال بجسم أسد ورأس كبش وتماثيل أخرى بجسد أسد ورأس إنسان.
ويحول هذا الإنجاز المهم الأقصر إلى أكبر متحف عالمى مفتوح فى العالم.

ولن ننسى جهود السيد محمد بدر محافظ الأقصر السابق الذى أنجز الجزء الأكبر من هذا المشروع، وخطط وحلم لهذه المحافظة لتكون واحدة من أهم الوجهات السياحية فى العالم وتصل للمكانة التى تستحقها.

العالم سيتابع هذا الحدث وسينقله ويجب أن نستغل هذا الحدث وهذا الطريق فى تنظيم فعاليات عالمية ضخمة.
إن هناك عشرات المشاريع التى تنتظرها مصر والمدينة بشغف من إستاد عالمى ومدينة أوليمبية فى طيبة الجديدة لاستضافة فعاليات رياضية ومعسكرات للأندية والمنتخبات الأوروبية، وأيضا إنشاء مقر متكامل لجامعة الأقصر الوليدة لتضم جميع كلياتها المنتشرة هنا وهناك، حتى تؤدى دورها كجامعة لها طابع خاص تسعى بكل جدية لتثبت أقدامها من خلال علاقاتها العلمية مع باقى الجامعات المصرية والعربية والعالمية.

وكان لى خلال الأيام الماضية شرف زيارة الأقصر لمشاهدة إنجاز 80% من مشروع الهوية البصرية للأقصر، والذى حول الأقصر لمدينة تاريخية بملامح عصرية، فلم أصدق عينى وأنا أشاهد كيف تطور الأمر منذ هبوط الطائرة بمطار الأقصر الدولى وعلى كورنيش النيل والمراكب التى تزينت فى النيل وهى تحمل ألوان الهوية البصرية فى لوحة فنية فريدة، فضلًا عن عربات الحنطور التى أصبحت جذابة وكأنى أراها لأول مرة.

ومشروع الهوية البصرية هو فكرة من شباب الجامعة الألمانية، عرضت بالمؤتمر الوطنى السادس للشباب والذى عقد بجامعة القاهرة.
وتقوم فكرة مشروع الهوية البصرية لمصر على تصميمات تناسب وتعبر عن كل محافظة وحرفة وقطاع داخل مصر.
وقد تبنى الرئيس السيسى الفكرة ووجه وزارة الدفاع بتكليف الهيئة الهندسية لتنفيذها بالتعاون مع الجامعة الألمانية، وكانت البداية من الأقصر حيث تم إنجاز الجزء الأكبر منها لتنطلق بعد ذلك إلى أكثر من 12 محافظة جديدة.

ولا يمكن أن أنسى أننى كنت من الشاهدين والمتابعين منذ عامين لبداية تنفيذ المشروع، هذه الفكرة التى أصبحت واقعًا ملموسًا يعتمد على ترسيخ شعارات ولوجوهات تميز هذه المدينة، بحيث تضفى عليها طوال الوقت طابعها وخصوصيتها المميزة، واضعة بصماتها كما الماركات العالمية الخاصة بالأزياء أو المؤسسات ذات الألق والشهرة العالمية، كل هذه أفكار مصممتين مبدعتين مصريتين هما ياسمين وغادة والى من كلية التصميم التطبيقي، وشارك فى الإنجاز على أرض الواقع جيش من الطلاب والمعيدين والأساتذة فى الجامعة الألمانية يصل إلى 4 آلاف شخص، معهم فريق من محافظة الأقصر والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

فكرة التصميم تقوم على استخدام خط ولون وطريقة تصميم معينة، فى كتابة كلمة «الأقصر»، بحيث يكون لكل حرف معنى يعبر عن المدينة وخصوصيتها، مع استخدام خط يوحى بـ «هيروغليفية» الماضى الذى يتجسد فى الأقصر.
سعدت بدعوة الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر بمناسبة إنجاز هذا المشروع، متجسدًا على أرض الواقع.

فهذه الهوية موجودة ومنتشرة على الأرصفة والمعابد وطريق الكباش يفوح شذاها أينما ذهبت بالأقصر، والهدف هو ترسيخ هذه الهوية والترويج السياحى لمصر، مع تقديم الأقصر بشكل شبابى معاصر وعالمى جديد معًا.

وفى تقديرى فإن هذا الوعد الرئاسى الذى تحول إلى مبادرة ثم إلى واقع عملى على الأرض، نراه كل يوم فى أماكن كثيرة شاهدًا على إنجاز مشاريع كانت من الأحلام فى حينٍ ما.

وبسبب نجاح فكرة الهوية البصرية بمدينة الأقصر, فسوف يتم تنفيذها كما أسلفت فى محافظات ومدن أخرى شتي، وربما تكون البداية الجديدة بمدينة السلام «شرم الشيخ».

محافظ الأقصر النشيط المستشار مصطفى ألهم أكد أن هذا المشروع يؤكد أننا قادرون على تغيير السلوك والعقل الجمعى للأفضل، وهو ما يعنى أن الشباب مستعد للعمل والمشاركة والانتماء حينما يلمس أفكارًا جادة قابلة للتنفيذ بل يحدوه الأمل لتحقيقها. مؤكدًا- المحافظ - أن فكرة الهوية البصرية تتزامن مع جهد كبير لكى تستعيد الأقصر مكانتها الأثرية والسياحية التى تستحقها.

وجذبنى كلام المحافظ حينما شكر المحافظ السابق محمد بدر على دوره فى هذه المبادرة، عملًا بمبدأ من لا يشكر الناس لن يشكره أحد، مثمنًا دور الجامعة الألمانية التى قدمت التصميم والجهد العلمى مجانًا، والهيئة الهندسية التى نفذته على أرض الواقع.

وحسب كلام محافظ الأقصر فإن مشروع الهوية البصرية جرى تصميمه فى المناطق الحيوية والأثرية من خلال الشعار الموحد.
ونعود لنؤكد أن أيادى التطوير التى تمتد فى كل محافظات مصر عبر خطط وجداول زمنية محددة تؤكد أن مصر انطلقت ولن تعود إلى الوراء.

ولتسعد مدينتى «الأقصر» بهويتها لتكون شهادةً ورسالة للعالم أجمع بقدرة المصريين على الإبداع والتميز.
إن مصر حقًّا تستطيع مادامت الإرادة والهدف والانتماء هى أساس أى عمل سواء فرديًّا أوجماعيًّا من أجل رفعة مصرنا الغالية.