الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيكولوجية العبيد


عاشت مجموعات العصافير في السماء على مر العصور تغرد مع خيوط النور لتملأ الدنيا بأنغامها الجميلة، وسط تنوع مبهر في أشكالها وألوانها، جذبت هذه الروعة بعض البشر الباحثين عن الجمال المفقود حولهم، ففكروا في أسر بعض تلك العصافير الملونة في أقفاص مزينة داخل الحدائق والمنازل وفي الشرفات.


اعتبر البشر أن تلك العصافير هي مجرد أدوات تتزين بها حياتهم، ونسوا أنها كائنات حية تشعر بالاستعباد والقهر.


ويبدو أن مجموعة من العصافير في زمان غير معلوم قررت الانتقام من البشر الذين احتجزوا أجدادها، وجمحوا طموحها في الطيران والارتفاع والعلو إلى العلياء، بسجنها داخل أقفاص ولو كانت مزينة، بل ولم يكتف هؤلاء البشر بهذا بل تحكموا فيها كليا حتى في أبسط حقوقها الطبيعية، حيث بات الإنسان يختار لذكور العصافير إناثًا مختلفة الفصيلة للتزاوج والعكس بهدف التفنن في اقتناء أنواع وأشكال جديدة.


هذه الانتهاكات لحقوق العصافير الأجداد لم تمر على مجموعة العصافير (أبناء العبيد) التي تسعى للانتقام مرور الكرام، حيث قررت في ليلة رعدية ممطرة عقد صفقة مع الشيطان من أجل أن يصنع لها سحرا يحولها إلى بشر يعيشون وسط بني الإنسان بأشكاله وألوانه ثم ينفذون خطتهم التي تقوم على زرع الوقيعة بين بني الإنسان في خبث ودهاء ونشر الشرور لدفع الإنسان لأسر الإنسان؛ انتقامًا لأجيال العصافير الأولى التي تم أسرها وإنقاذًا لأجيال عصافير الجديدة.


مجموعة العصافير (أبناء العبيد)  نزلت على بني الإنسان وعاشت وتكاثرت فيما بينهم لتخرج أجيالًا من البشر العصافير في الأرض، عصافير بلا أجنحة تختبئ في شكل الإنسان، لكنهم تلامذة الشيطان، مهمتهم إحداث الوقيعة بين البشر، رجل وزوجته، حاكم ومحكوم، ورئيس ومرؤوسين، وبالفعل نجحت مجموعة البشر العصافير في الأرض في الانتقام من بني الإنسان بل والارتقاء والعلو الأرضي بلا أجنحة ولا حاجة إلى الطيران.


قد تسأل نفسك عزيزي القارئ وكيف لإنسان أن يفرق بين نظيره البشري الحقيقي وبين البشري العصفور الزائف، وأجيبك بمنتهى البساطة يا عزيزي أن العصفور البشري ورغم كل ما حققه من نجاحات في مخططاته الشيطانية إلا أنه لم يستطع الخروج من كينونته الأصيلة، كونه يشعر بالعبودية ويسعى لبيع كل من يصادفه حتى وإن كان صديقه أو  أباه أو أمه أو حتى وطنه يفعل الشر للشر.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط