الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد شندي يكتب.. تقدم البحث العلمي في العلوم النفسية والتربوية

صدى البلد

أحرزت حركة البحث العلمي في ميدان الطفولة نموا كبيرا، إذ غذاها حماس المربين بعيدي النظر وجهودهم. ولقد حقق العلماء الذين وهبوا أنفسهم لهذه الحركة المعجزات، ولكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله. فقد أدركت البحوث التربوية نفس الآلام والمشكلات ونقاط الضعف التي أصابت العلوم الأخرى في مراحلها المبكرة. ثم إن جماعات الباحثين المصريين تدريبا جيدا لا تظهر بين يوم وليلة لتقدم للعلوم حلولا للمشكلات التربوية لا يتطرق إليها الشك. 

إن كل جيل من العلماء الباحثين يبني علي ما وضعه من أسلافه- يصححون الأخطاء. ويقررون الإمكانيات، ويملأون الثغرات، وينشئون تدريجيا نظاما من المفاهيم يكون أكثر فاعلية في حل المشكلات التربوية من التخمينات التي يلجأ إليها عامة الناس. لقد حققت حركة البحث العلمي في التربية تحت قيادة رجال أكفاء، تقدما بطيئا، ولكنه تقدم يدعو للأمل.

وهذا لا يجعلنا أن ننسى أن البحث العلمي وكثير من المشتغلين بالبحث يفتقرون الإلمام بالعلوم الأساسية والرياضيات وعلم النفس واللغات والمنطق. وكان بعضهم ينقصه الدراية الكافية بالدراسات التي تتعلق بميدان عمله وبأساليب البحوث وعملياتها المختلفة. 

ولمواجهة الحاجة إلى باحثين أفضل نوعا وأجود إعدادا، رفعت معاهد الدراسات العليا مستويات الالتحاق بها، وجعلت طلابها يدرسون برامج تربوية إضافية ومواد تعليمية إعدادا لهم للبحث، وأصبحت المعلومات الدقيقة والطرق المفيدة، التي لم يكن الباحث ليصل إليها إلا خلال جهد شخصي شاق، متوفرة الآن في المراجع والدوريات وغيرها من المطبوعات.

وبدلا من أن يقتصر البحث العلمي علي رسائل الدكتوراه وحدها، أو ما يقوم به بعض الأساتذة المرهقين بالعمل في التدريس كهواية في أوقات فراغهم، تزايد عدد المعاهد التي خصصت أساسا للبحث حتي يتفرغ بعض العلماء للدراسة في مجال معين، ويتمكنون من تكريس طاقاتهم كلها للبحث العلمي، وبالإضافة إلي ذلك، تقوم كثير من كليات التدريس بإعفاء بعض أعضاء هيئات التدريس بها من أعمالهم، إذا أرادوا أن يقوموا بأبحاث بعد الدكتوراه.