الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الإنشاد للغناء.. حكاية أبو الموسيقى المصرية وسر نجاح سيد درويش

المطرب محمد عثمان
المطرب محمد عثمان

119 عامًا مرّت على رحيل محمد عثمان «أبو الموسيقى المصرية»، الذي يُعد رائدًا من رواد الموسيقى في مصر، يُعد من الجيل الأول للموسيقيين في العصر الحديث، ورغم وفاته في سن صغيرة إلا أنه واحد من المؤثرين في تطور الموسيقى في مصر، يُعد واحدًا من أصحاب الفضل في وضع أسس الموسيقى العربية العصر النهضة منذ القرن التاسع عشر، جهوده كانت سببًا في تشكيل اتجاهات التلحين والموسيقى المصرية.

ولد المغني والموسيقي محمد عثمان في عام 1855 بالقاهرة، وكان والده الشيخ عثمان حسن يجمع بين العمل كمعلم ومحفظ للقرآن الكريم في المساجد، والذي حرص على أن يحفظ ابنه محمد القرآن منذ صغره بالتجويد، وكذلك حضور حلقات الذكر وحفلات المنشدين.

عشق محمد عثمان الذي يحل اليوم 19 ديسمبر ذكرى وفاته- للموسيقى بدأ منذ طفولته ولاحظ هذا والده فقرر أن يجعله يتعلم أصول الإنشاد والغناء وجعله ينضم إلى التخت الموسيقي "قسطندي منسي"، وتعلم في سن صغير عزف العود والإنشاد الديني وانضم إلى فرق الإنشاد الديني، وبعد وفاة والده قرر التخصص في التلحين والغناء بدلا من الإنشاد.

وفي شبابه جمعته علاقة صداقة بالمطرب عبده الحامولي، وسافرا معا إلى الاستانة بتركيا حينها حيث الفن الغنائي التركي الأصيل، وتعلموا العديد من الجوانب الموسيقية من الثقافة التركية، وبعد عودتهم إلى مصر عم عثمان على إدخال مقام موسيقى جديد في مصر وهو مقام "الشوق أفزا".


وكانت هذه بداية انطلاق محمد عثمان فنيا فقد لحن له العديد من الأغاني اعتمد فيها على استخدام المقامات والإيقاعات المحلية والذي طوعها للأغنية المصرية، ومن أشهر ألحانه للحامولي، "أصل الغرام نظرة" واعتمدت على مقام راست، و"عشنا وشفنا" نفس المقام، وأغنية "آنست يا نور اعين" مقام هرام، وأغنية "قد ما أحبك" مقام صبا وغيرها من الأغاني.

أضاف محمد عثمان العديد من الابتكارات للناي، ومنها غناء الكورس، وتبادل المقاطع بين التخت والمغني والكورس، واكتشاف المقامات العربية الأصيلة، ليجعل لفن الغناء المصري لونا خالصا بعد سنوات طويلة من الاعتماد على الفن التركي، واستخدم مقامات جديدة، 

القالب الموسيقي الذي اتبعه محمد عثمان أبو الموسيقى المصرية في فنه استمر لفترة طويلة، والذي اتبعه الملحنين من بعده مثل سيد درويش وحن عشرات الألحان بنفس الطريقة، وجاء من بعده من ساروا على خطاه مث الشيخ زكريا أحمد وداوود حسني ومحمد عبدالوهاب في بداية ألحانهم، حتى انتهى التلحين به مع آخر أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم من تلحين زكريا أحمد وهي أغنية "عادي ليالي الهنا" عام 1938.