الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرض الفيروز.. عبرها المسيح طفلا وخرج منها صبيا بعد 4 سنوات.. "اعرف تاريخك".. صور

صدى البلد

حظت سيناء على مر التاريخ بالكثير من نقاط التميز علي جميع المستويات، كما أنها شرفت بكونها المدخل الذي عبرته العائلة المقدسة إلى مصر، والتى ضمت السيدة العذراء، وابنها المسيح طفلًا ودليلهما في الرحلة القديس يوسف النجار.

مزيد من تفاصيل عن هذا الشرف الذي حظيت به سيناء كشفه لنا خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء.

وقال "ريحان" لـ صدي البلد: "استغرقت الرحلة ثلاث سنوات و11 شهر وقطعت بمصر 2000كم ذهاب وإياب، وقد جاء السيد المسيح وعمره أقل من عام أى جاء مصر طفلًا وعاد صبيًا، وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر،حيث جاءت عن طريق شمال سيناء ثم اتجهت إلى الدلتا، ثم إلى وادى النطرون فمنطقة حصن بابليون لتأخذ طريقها فى نهر النيل إلى نهاية الرحلة بدير المحرق بالقوصية محافظة أسيوط".
وأشار" ريحان" إلى مسار الرحلة بسيناء بالأسماء القديمة والحالية، حيث بدأت من "رافيا" رفح ، رينوكورورا "العريش| أوستراكين "الفلوسيات" ، القلس "تل المحمدية" بيلوزيوم "الفرما"، وكانت محطات ومراكز أنشطة تجارية محلية وبعضها موانئ هامة ، وبعضها نقاط عسكرية لحماية قوافل التجارة وبعضها نقاط جمارك،وقال أن رفح كشف بها عن أعمدة من الجرانيت الأسود وكسر من حجارة البناء الصلبة وكسر آنية الفخار والزجاج على أنواعها والفسيفساء وهرّابات الماء وقطع النقود الفضية والنحاسية من عهد الرومان والبيزنطيين والعصر الإسلامى

وبيتلون "الشيخ زويد" هى المحطة الثانية في مسار العائلة المقدسة وتبعد 25 كم شرق العريش، وتقع شمال القرية جبانة قديمة فيها قبة الشيخ زويد الذى سميت القرية على إسمه ويقولون أنه من الصحابة، ورينوكورورا "العريش" ذكرت بهذا الاسم فى العصر الروماني،وكانت مكانًا ينفى إليه المجرمون بعد جدع أنوفهم ولهذا أصبح اسمها رينوكورورا ومعناه المقطوعى الأنوف.

أما العريش فهو الاسم الذى أطلقه عليها العرب، والظاهر أن أهلها قديما كانوا يسكنون فى مظال من القش اليابس كما يفعل أهل البادية اليوم فى الصيف فسميت أماكنهم بالعريش وهذا الإسم ما يزال يطلق هناك على مظال القش إلى الآن،حيث أكد ريحان أن العريش محطة رئيسية على ذلك الطريق، وذلك لوقوعها عند تلاقى طريق البتراء بطريق بلاد الشام ووفرة المياه الصالحة للشرب ووجودها على مصب وادى العريش.
وكنائس أوستراسينى "الفلوسيات" أشار ريحان إلى أنها هى المحطة الرابعة فى مسار العائلة المقدسة بشمال سيناء، وتقع فى الطرف الشرقى من بحيرة البردويل 3 كم من شاطئ البحر المتوسط 30 كم غرب العريش، وكانت أوستراسينى منطقة عامرة فى العصر المسيحى ولها أسقف، وعندما أراد الإمبراطور جستنيان تحصين مناطق سيناء ضد غزو الفرس كانت أوستراسينى من بين المناطق التى أقيمت فيها الحصون ووصلت المبانى فى عهده إلى البحر.

وقال إن الآثارى الفرنسى "كليدا" اكتشف عام 1914 كنيستين بالفلوسيات، الشمالية لا تزال بقاياها تدل على تخطيطها مستطيلة طولها 62 م من الشرق للغرب وعرضها 22م وكانت أرضيتها مغطاة بالرخام بسمك 10سم، وقد استخدم فى بنائها الحجر الكلسي الرسوبى الناتج من الترسبات البحرية التي تنتشر بالساحل الشمالى بشمال سيناء وخاصة غرب العريش، بالإضافة إلى الحجر الجيرى المجلوب من منطقة المغارة جنوب العريش والرخام والجرانيت من أسوان أو روما أو أثينا وهى كنيسة على الطراز البازيليكى مكونة من صحن أوسط وجناحين جانبيين، كما تضم الفلوسيات بقايا كنيسة غربية.

ونقلنا ريحان إلى المحطة الخامسة فى مسار العائلة المقدسة،وهى القلس التى تقع على شاطئ البحر المتوسط فوق المنحنى الذى تقع على جنوبه بحيرة البردويل على مسافة 38 كم غرب الفلوسيات وكان بها حصن ومعبد ودير،فيما نوه إلى المحطة السادسة وهى المحمدية التي تقع على شاطئ البحر عند الطرف الغربي لبحيرة البردويل.

ونصل إلى نهاية مسار الرحلة بسيناء في بيلوزيوم "الفرما"، حيث قال ريحان أنها تبعد 35 كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط عند قرية بلوظة،موضحا أن الفرما كان لها دورًا عظيمًا فى تاريخ المسيحية، حيث تنسك فيها القديس إبيماخس الشهيد ثم توجه إلى الإسكندرية فى عهد الإمبراطور داكيوس فقبض عليه الحاكم أبليانوس وقتله عام 251م وفي عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى 409-450 م قام فيها عالم يدعى إيسودوروس الذي كتب عدة مقالات فى الدين وجهها إلى أعدائه وأحبائه وأطلق عليه إيسودوروس الفرمى وهو من مواليد الإسكندرية.

وتضم الفرما مجمعًا للكنائس بتل مخزن الذى يقع فى الجزء الشرقى من مدينة الفرما وقد وصف كليدا التل عام 1909، وأول حفائر به قامت بها منطقة شمال سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1988 ومن خلال ثلاثة مواسم حفائر تم اكتشاف كنيسة بازيليكا يتقدمها آتريوم يتكون من فناء مساحته 31.50م طولًا 15م عرضًا يفتح عليه مجموعة من الحجرات وهي على طراز البازيليكا وتضم حجرات جانبية ربما تكون مخصصة للزوار من الحجاج المسيحيين.