الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مروة مطر تكتب.. دمشق بين الإستراتيجية والتكتيك

صدى البلد

إزاء البيئة المتحولة المحيطة بالسياسة السورية، كان خيار دمشق عدم التهادن مع تلك البيئة، ورفض تطويع سياساتها ومواقفها بما يتوافق ومطالب الأطراف الأخري، فاختارت التشبث بما تبقي لديها من أوراق محددة وخيارات محدودة، مع الرهان علي عاملي الزمن والوضع القائم في رفض التغيير المطلوب منها.

ووفق هذا المنطلق تبنت دمشق سياسة النفس الطويل في التعاطي مع الضغوط المتتالية عليها سواء من لبنان أو في مجمل سياساتها الإقليمية، استنادا إلي أن مرور الوقت يكون دائما في صالح الطرف الأكثر صبرا ومثابرة، مع العمل في الوقت ذاته علي تعميق الوضع القائم وتثبيته بحيث تتعرض محاولات تغييره المستمرة لإخفاقات متتالية تدفع الطرف أو الأطراف القائمة بها إلي اليأس والتراجع عنها، وهو ما قد يحدث في مرحلة ربما عندها تكون تلك المحاولات والضغوط قد نجحت بالفعل- أو كادت - في دفع دمشق نحو تغيير موقفها. 

فإذا لم تيأس الأطراف الأخري وإضطرت سوريا إلي تلبية دمشق نحو تغيير موقفها. فإذا لم تيأس الأطراف الأخري وإضطرت سوريا إلي تلبية بعض المطلوب منها، فلا يكون ذلك مجانا وإنما بتكلفة عالية قدر المستطاع.

أي أن حسابات دمشق انطلقت من إعتماد مبدأ " الممانعة الرشيدة" مقابل منهج" الانصياع الطوعي" الذي طولبت لأتباعه اقتداء بأطراف أخري بالمنطقة. 

ووفقا للحسابات السورية، لم تكن دمشق بحاجة إلي التطوع بتقديم تنازلات مبكرة أو مجانية لا لإسرائيل ولا لغيرها من دول المنطقة فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية. بل إن التشدد في المواقف والتمسك بالحصول علي مقابل لكل مطلب يمثل في وجهة النظر السورية الطريق السليم للحفاظ علي الدور والمصلحة السورية في مواجهة التحديات المحدقة بها. في حين من شأن التنازل والتجاوب السريع الطوعي أن يفضي فقط إلي مزيد من التنازلات والإستجابات لمطالب لا تنتهي.