الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.كرم علام يكتب: «الشفة الأرنبية» والمرأة الحامل

صدى البلد


لا شك أن هناك أسئلة تدور في ذهن السيدات الحوامل بعد الاكتشاف المبكر للشفة الأرنبية وشق سقف الحلق أثناء الحمل.. أهمها هل يمكن اكتشاف الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق أثناء متابعة الحمل؟ 

نعم يمكن اكتشاف وجود الشفة الأرنبية بواسطة الأشعة التلفزيونية، يكتمل تكوين والتحام أنسجة الوجه في الشهور الثلاثة الأولى للحمل ومع التقنيات المتقدمة في الفحص بالموجات فوق الصوتية «السونار» يمكن اكتشاف الشفة الأرنبية بداية من الشهر الخامس وأحيانًا الرابع في بعض المراكز المتقدمة، لكن من الصعب اكتشاف شق سقف الحلق إذا لم يكن مصحوبا بشق في الشفة، شفة أرنبية.

السؤال الثاني الذي فرض نفسه.. هو هل يمكن إجراء أي تدخل أثناء الحمل لإصلاح الشفة الأرنبية أو شق سقف الحلق؟ .. الإجابة بالطبع لا يمكن إجراء أي تدخل جراحي أو علاجي أثناء الحمل ويجب الانتظار للعمر المناسب لإجراء كل تدخل جراحي بعد الولادة.

ما يمكن عمله عند اكتشاف شق الشفة أو الحلق هو ترتيب زيارة مع الأم والأسرة للدعم النفسي وتهدئة مخاوفهم وقلقهم وشرح الحالة وخطة العلاج بعد الولادة وتصحيح الكثير من التصورات والمفاهيم الخاطئة المتداولة مجتمعيًا عن مشكلات الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق.

تحدث الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق بصورة أحادية غير مصحوبة بعيوب خلقية أخرى في أكثر من ثلثي الحالات، أما عن النسبة المتبقية (حوالي ٣٠٪؜) يكون شق الشفة والحلق جزء من متلازمة مرضية تنتج عن خلل وراثي في أحد الجينات وتكون مصحوبة بعيوب خلقية أخري سواء في الوجه (كالناسور في الشفة السفلي وضمور الفك السفلي وتشوهات الأذن وغيرها) أو في بقية أجزاء الجسم مثل القلب والكلى.

علاقة الأم بالجنين تبدأ من اللحظة الأولى لاكتشاف الحمل وتتنامى طوال فترة الحمل، عند ولادة طفل باختلاف تكويني في الوجه وأشهر هذه الاختلافات شق الشفة والحلق تنتاب الأسرة والأم علي وجه الخصوص مزيج من مشاعر الصدمة والخوف والحزن والغضب وأحيانًا الإحساس بالذنب وفي بعض المجتمعات قد يحملها المجتمع أو الأسرة - يغير وجه حق - ذنب ولادة طفل بوجه مختلف، هذه المشاعر السلبية قد تؤثر بقوة في اتزان وسلامة علاقة الأم بالمولود.

لذلك فأولى وأهم مراحل العلاج وأكثرها حساسية وأبقاها أثرا معاونة الأم والأسرة على التعاطي مع هذا الحدث الطارئ وتطبيع علاقتهم بالطفل وتفهم احتياجاته التي قد تختلف عن احتياجات الطفل الطبيعي وإزالة قتامة الصورة التي تحمل مزيجا من الحقائق والأوهام.

الجراح والأطباء المعالجين جزء من عملهم إفهام الأسرة ومحاولة تهدئة قلقها لكن الواجب الأساسي للطبيب هو رسم خطة علاج زمنية ترتبط بحالة ومصلحة الطفل وليس قلق الوالدين، فالجراحة ليست مجرد قص وخياطة في الجلد، ولكن إعادة ترتيب لخلل الأنسجة مرتبط بمراحل نمو وحجم معين للأنسجة يترتب عليها فيما بعد سلامة الوظائف الحيوية لهذه المنطقة المهمة من الجسم.