الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سالوجا وغزال .. حكاية أصغر محمية ومأوى للطيور النادرة بأسوان .. صور

صدى البلد

يستكمل "صدى البلد" نشر سلسلة حلقات "لكل اسم حكاية"، ونلقى الضوء على إحدى المزارات السياحية الجمالية بمحافظة أسوان عاصمة الشباب الأفريقى والإقتصاد والثقافة بالقارة السمراء وهى محمية سالوجا وغزال.

يرجع سبب تسمية المحمية بسالوجا وغزال، أن هذا الاسم مكون من 3 كلمات هى "سا" وتعني "المياه" باللغة النوبية القديمة، و"لوجا" وتعني "الصخب"، فكلمة "سالوجا" تعنى "صخب المياه"، وكلمة غزال لم تكن نسبة لحيوان "الغزال" بل لأشجار كانت موجودة فى السابق ، واختفت حالياً من المحمية وهى نبات طبى مستوطن فى تلك المنطقة. 

لم يكن "سالوجا" هو الاسم الوحيد للمحمية، بل يوجد لها اسم علمى وهو "جزر الشلال الأول" أو "الجندل الأول" والتى أعلنت كمحمية فى عام ١٩٨٦، وبالرغم من أن مساحتها نصف كيلو فقط، إلا أن بها خمسة أنواع من أشجار السنط وهو من الأشجار المصرية الأصيلة.

فالنوع الأول هو "القرد" و هو نبات يعالج مرض القدم السكري، والنوع الثانى "النياتا"، أما الثالث فهو "المالجانا" والرابع "السمر" والأخير هو "السلم”. 

أما طيور وزوار محمية سالوجا وغزال فجميعها من الطيور المهاجرة تمر من على محمية سالوجا وغزال لأنها وجدت الظروف الملائمة لها فى أن المنطقة محمية من خطر الصيد ، و يزور المحمية سنويًا أكثر من 3000 زائر من المدارس و الجامعات. 

وعن أشهر أشجار المحمية نجد أنها هى شجرة "الست" ، والتى سميت بـ"المستحية"، حيث إنه كلما تم لمس أوراقها تنطوى أوراق الشجرة على نفسها.

وبالنسبة للصخور الموجودة بالمنطقة يعود عمرها لما يقرب من 500 مليون سنة ، كما تحتوى أيضاً على بعض الطيور المقيمة مثل "فرخة المياه" و "الفرحة السلطانية"، وتحوى أيضاً أنواع من الطيور المهاجرة مثل طائر "غراب البحر"، وتحتوى المحمية كذلك على بعض الزواحف ، فيما لا توجد بها أية ثدييات .

ولهذا نجد أن جزر سالوجا وغزال تقع على بعد حوالي 3 كيلومترات شمال خزان أسوان داخل نهر النيل وهى محمية ذات بيئة فريدة ومتميزة بكسائها الأخضر الطبيعى، كما أنها تعتبر أصغر المحميات الطبيعية بمصر .

وقال أحمد مصطفى، المرشد السياحى، إن المحمية تعتبر مأوى لطيور كثيرة نادرة مقيمة وزائرة ومهاجرة، وتتميز هذه المحمية بوجود حوالي 94 نوعا من النباتات، وتم حصر أكثر من 60 نوعا من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض، وبعضها سجلتها آثار القدماء المصريين مثل أبو منجل الأسود. 

وأضاف محمد أن من الطيور المهددة بالانقراض التى تم حصرها بالمحمية: "العقاب - السنارية - دجاجة الماء - الأرجواني" والتي لها فائدة كبيرة في تطهير البيئة من الآفات الزراعية ومن البقايا المتحللة، ومن بين الطيور المقيمة والزائرة: "الواق، والهدهد، والأوز المصري، والوروار، وعصفور الجنة، والبلبل، وغيرها". 

وأوضح أن مساحة جزر سالوجا وغزال تصل لنحو 55 فدانًا، وتنقسم إلى جزيرتي سالوجا وغزال وعدد من الجزر الصغيرة بينهما، حيث تقع جزر المحمية بمدينة أسوان شمال خزان أسوان بحوالي 3 كيلومترات ما بين خطى 5´24° شمالًا و50 ´23° شرقًا، ونظرًا لصغر مساحة المحمية تقوم إدارة المحمية بفرض الحماية والصون لمساحة المحمية بالكامل، هذا بالإضافة إلى جميع الجزر المحيطة بها، خاصة التي تحوى مكونات طبيعية، وترجع أهمية حماية وصون جزر المحمية إلى أنها تحوى مكونات تمثل البقية الباقية من نباتات وادى النيل التي ذكرت فى الأساطير القديمة ومرسومة على جدران المعابد المصرية القديمة. 

وأكد أنه تم إعلان جزر سالوجا وغزال والجزر الصغيرة بينهما محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 928 لسنة 1986، ويسرى في شأنها قانون المحميات الطبيعية رقم 102 لسنة 1983، وأيضا قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994، حيث تقع جزر المحمية على أهم مسارات هجرة الطيور من الشمال إلى الجنوب شتاء، ومن الجنوب إلى الشمال صيفًا، وحتى الآن تم رصد 126 نوعًا من الطيور بمناطق جزر المحمية، بالإضافة إلى التراكيب الجيولوجية التي تميز الجزء الجنوبي من المحمية وتمثل جانبا من الشلال الأول، وتزخر جزر المحمية بأنواع عديدة من الزواحف والحشرات ذات الأهمية الكبرى فى حفظ التوازن البيئي الطبيعي لجزر المحمية. 

كما أن جزر المحمية تتميز بطبيعة خاصة قد لا تتوفر فى أماكن أخرى، فنجد الطبيعة والطبوغرافية تتباين من منطقة لأخرى، وهذا أعطى تنوعًا بيولوجيًا فريدًا رغم صغر مساحة المحمية، فالمناطق الجنوبية من جزر المحمية يغلب عليها الطابع الصخري الجرانيتي الذي تتخلله بعض النباتات ويعد بيئة مناسبة لمعيشة أنواع معينة من الثعابين، والمناطق الوسطى من هذه الجزر يطلق عليها مناطق المروج وهي مناطق ترسيبات طبقات الطمي عبر عشرات السنين، يتخللها فى بعض مساحات من المناطق الصخرية الصغيرة، وهذه المنطقة تتميز بكثافة شجرية عالية من أشجار السن، فيما تتميز المناطق الشمالية من جزر محمية سالوجا وغزال بأنها سهلة ومنبسطة تغطيها الرمال، وهذه المناطق يغطيها الماء أثناء فترات ارتفاع مناسيب النيل. 

وعن أهم الأنشطة التي تتم بالمحمية، يقول المهندس محمود حسيب، مدير عام محمية سالوجا وغزال سابقًا، إنها تتمثل في الرصد الدوري المستمر لجميع أنماط التنوع البيولوجي بالمحمية، والمراقبة والمرور الدوري ورصد أى ظواهر غير طبيعية، وإكثار أنواع النباتات النادرة والمهددة بالانقراض بالمحمية، وإجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتنوع البيولوجي بالمحمية، بجانب تكثيف أعمال الرصد اليومي للطيور، خاصة في مواسم الهجرة "الخريف - الشتاء - الربيع"، وذلك لرصد أى حالات نفوق أو حالات مرضية بين الطيور، ويأتي ذلك في إطار الجهود المبذولة للتصدي لمرض إنفلونزا الطيور. 

كما تتضمن الأنشطة إجراء دراسات عن الطيور المهاجرة من خلال أعمال محطة ترقيم الطيور التي تم إنشاؤها بالمحمية بالتعاون مع الخبرة البولندية في هذا المجال، والاستمرار في تنفيذ برامج التوعية البيئية لطلبة المدارس على اختلاف مراحلها بتنظيم زيارات للطلبة إلى المحمية خلال العام الدراسي، واستقبال مجموعات من السياح الأجانب في زيارات غير منتظمة إلى المحمية.