قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الجامعة العربية تكفر عن خطيئتها في ليبيا باستدعائها الناتو في 2011.. هل يتم اتخاذ خطوات حاسمة لوقف عدوان أنقرة؟ وروسيا: لن نسمح بتكرار سيناريو إسقاط القذافي ولا يمكننا الوثوق في الحلف

مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة
مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة

  • الجامعة العربية ساهمت في 2011 في إسقاط ليبيا بالموافقة لحلف الناتو ومنحه الشرعية بالتدخل العسكري
  • قطر لعبت دورا بارزا في التحكم بــ قرارات الجامعة العربية بما يخدم أهداف نظام الحمدين الخاصة
  • هل تصحح مسارها وتتصدى لــ مخططات أردوغان لإسقاط الدول العربية وغزوها إحياءً للخلافة العثمانية
  • أردوغان يمول حملاته الاستعمارية من أموال الشعب القطري ويسعى لــ حشد تأييد عربي لغزواته

اعترف رئيس قسم شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى حلف شمال الأطلسي، الناتو، نيكولا دي سانتوس، بخطأ الحلف فى قصف ليبيا وارتكاب أخطاء خلال عملية القصف.

وقال دي سانتوس، في تصريحات صحفية على هامش لقاء استضافه صندوق مارشال الألماني 2018، إن "جامعة الدول العربية فضلًا عن الليبيين دعوا الحلف إلى التدخل فى ليبيا ضد نظام العقيد معمر القذافى"، مضيفًا: "هناك أخطاء ارتكبت من جميع الأطراف، ورفضت جامعة الدول العربية -على سبيل المثال- وجود أي قوات على الأرض، كما لم يولِ المجتمع الدولي الاهتمام الكافي بعد سقوط القذافي".

وتابع: "الحلف يرى أن النجاح فى ليبيا كان بنسبة 50%"، رافضًا إلقاء مسئولية الفوضى في ليبيا على الناتو" وحده، مشددًا على أن الغارات الجوية على «بنغازى» لم يقُم بها طيران حلف شمال الأطلسى.

فى المقابل، كذَّب الأمين العام الأسبق لــــــــــــــــجامعة الدول العربية عمرو موسى، تصريحات "دي سانتوس"، وقال تعليقا على التصريحات وقتها: "إن الجامعة العربية لم تطلب نهائيًا تدخُّل حلف الناتو فى ليبيا"، مضيفًا: «ربما طالبت به دول عربية، لكنه لم يكن صادرًا من الجامعة، ولم نوافق على أى قصف أو وجود للقوات على الأرض، وعلى مَن يدعى عكس ذلك أن يأتى بدليل لحديثه». وأكد «موسى» أن «الجامعة لم تتدخل إلا بطلب واحد وهو حماية المدنيين من القصف الجوى لحلف الناتو»، وطالبت الأمم المتحدة بمنع «الناتو» من قصفهم.

وأوضح أن «خلافًا كبيرًا حدث داخل مجلس الأمن مع الجامعة العربية، وصل إلى العراك»، بحسب تعبيره، وتابع «موسى»: «قلنا وقتها إن القصف غير مقبول نهائيًا، وإنه من الخطأ ضرب المدنيين، وما يحدث الآن فى ليبيا يتحمله الناتو».

أردوغان، وبعد أن سيطر على الشمال السورى، ارتفع سقف طموحه السياسى، قرر أن يغزو ليبيا، وهى النقطة الجغرافية الثانية، التى ستمهد الطريق أمامه، وحسب مشروعه، للسيطرة على البلاد العربية ومع كل خطوة نجاح يحققها فى غزواته، يزداد نهما وقوة.

وبكل ثقة نعلم جميعا أن أردوغان يمول حملاته الاستعمارية، من خزائن أموال الشعب القطرى العربي، ويخطط لغزو ليبيا انطلاقا من الأراضى العربية، ومطاراتها وموانيها، وربما ينسق الأيام المقبلة، مع دول عربية أخرى.

وبحسب خبراء، فإن الهدف من التدخل التركي في ليبيا ليس القضاء على الجيش الليبي فهذه المهمة قام بها بنجاح حلف الناتو بتحريض من قطر في 2011، ولكن الهدف الرئيسي من التدخل التركي في ليبيا هو شغل مصر عن رسالتها الأساسية في التنمية لشعبها ولشعوب المنطقة ومحاصرة حدودها البرية بجيش من الدواعش في غربها للسقوط في الوحل الليبي.

انعدام الثقة في الحلف
وفي رد استباقي روسي على أي محاولة للتوجه الى مجلس الأمن أوروبيًا لإنقاذ ميليشيات الوفاق، وبتحريك من قطر أعرب سيرجي لافروف، عن عدم ثقة بلاده بالتزام حلف شمال الأطلسي، الناتو، بالاتفاقيات، إذا تم فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، مشيرا إلى أن هذه "الفكرة تذكرنا ببدء غزو الناتو للبلاد (ليبيا)".

ووصف لافروف تدخل الناتو الذي كان بحجة حظر كان نتيجته تدمير "الجماهيرية الليبية" وخلق تيارات إسلامية وقبلية، مضيفا: "ولن نبرر حجة حظر الطيران ونكتفي بحث الأطراف لوقف إطلاق النار لرجوع للحل السياسي بينهم، والخلاصة لن نسمح بتكرار أي سناريو مشابه لـ2011 في ليبيا".

وأكد سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى، عدم ثقته فى التزام حلف الناتو بالاتفاقيات؛ حال فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا وأن الفكرة تذكر ببدء غزو الحلف للبلاد.

وأضاف لافروف، خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن فكرة إعلان منطقة حظر طيران فوق ليبيا تذكر بشيء سيئ؛ عندما بدأ الناتو فى قصف ليبيا بعد اتخاذ مجلس الأمن الدولى قرارا بإعلان منطقة حظر طيران والصلاحية الوحيدة التى أقرها مجلس الأمن هى أمر الدول المعنية بليبيا.

وقال لافروف، إن الزملاء بحلف الناتو فقدوا مصداقيتهم مرة أخرى كشركاء قادرين على التفاوض واستفادوا من القرار من أجل البدء فى قصف الأراضى الليبية.

وأضاف: "لا نستطيع أن نثق مرة أخرى فى التزام الشركاء فى الناتو باتفاق كهذا، والأفضل التأكد من تأثير جميع اللاعبين الدوليين دون استثناء، على الأطراف الليبية فى اتجاه واحد وهو الوقف الفورى للأعمال القتالية وإعلان وقف إطلاق النار والاتفاق فيما بينهم".

تحرك الجامعة

وعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا له صباح اليوم- مستمر حتى الساعة-على مستوى المندوبين الدائمين، في مقر الجامعة، برئاسة العراق، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا واحتمالات التصعيد هناك، فى ضوء التدخلات التركية السافرة فى الشأن الليبى.

ويأتى الاجتماع بطلب من مصر، حيث أرسلت المندوبية الدائمة لمصر خطابًا إلى الجامعة العربية أمس، الاثنين، تطلب عقد دورة غير عادية "طارئة" لمجلس الجامعة، لبحث التطورات فى ليبيا.

وأكدت مصر فى الطلب أن التطورات الجارية واحتمالات التصعيد تنذر بتهديد استقرار ليبيا والمنطقة، داعية لعقد الاجتماع الطارئ لاتخاذ موقف عربي في هذا الشأن.

ويهدف الاجتماع بالأساس إلى استعادة ليبيا لاستقرارها عبر الحلول السياسية، بعيدًا عن التدخلات الخارجية فى أقرب وقت ممكن.

وبعد مشاورات استمرت ساعات قليلة أمس، تم الاتفاق على عقد الاجتماع الطارئ اليوم، لبحث الشأن الليبى، بموافقة عدد كبير من الدول العربية على رأسها السعودية والإمارات والبحرين.

بند واحد
من جانبه، صرح السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، لـ "صدى البلد"، بأن الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، يناقش بندًا واحدًا فقط هو تطورات الأوضاع فى ليبيا، ولن يتم بحث أى بنود أخرى خلاله.

وقد حصل "صدى البلد" على صورة من الخطاب الموجه من وزارة الخارجية إلى جامعة الدول العربية أمس، تطلب فيه عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث تطورات الأوضاع فى ليبيا.

وجاء نص الخطاب:
"تهدى المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية لدى جامعة الدول العربية أطيب تحياتها إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (أمانة شئون مجلس الجامعة).

وتتشرف بطلب عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، وذلك لبحث التطورات فى ليبيا واحتمالات التصعيد هناك بما ينذر بتهديد استقرار ليبيا والمنطقة، واتخاذ موقف عربى فى هذا الشأن يهدف إلى استعادة ليبيا لاستقرارها عبر الحلول السياسية وبعيدًا عن التدخلات الخارجية.

وتأمل المندوبية من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عقد هذا الاجتماع غير العادى فى أقرب وقت ممكن.

وترجو المندوبية من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تعميم هذا الطلب على جميع الدول الأعضاء واتخاذ اللازم بشأنها".