الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير آثار يوضح مزايا نقل كباش الكرنك إلي ميدان التحرير

صدى البلد

أيد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء نقل أربعة كباش من الأقصر إلى ميدان التحرير لعدة أسباب.

وقال ريحان في تصريحات لصدى البلد: إن السبب الأول هو أن نقل التماثيل مع وضعهم حول مسلة أثرية تم ترميمها لتوضع فى أشهر ميادين مصر، هو بمثابة افتتاح متحف مكشوف جديد وتحويل ميدان التحرير نفسه إلى مزار سياحى فى قلب المنطقة السياحية التى تضم وسط القاهرة وكوبرى قصر النيل بتاريخه العريق.

وعلى الجانب الآخر مبنى الأوبرا وحديقة الأندلس التاريخية الذى صور بها العندليب أجمل أفلامه ودار الأوبرا فهو بمثابة مشروع سياحى جديد ضمن مشروعات وزارة السياحة والآثار وسيكون افتتاح تطوير الميدان متوافقًا مع احتفالات مصر والعالم أجمع بافتتاح المتحف المصرى الكبير ويمكن دعوة ضيوف مصر لاحتفالية أخرى بميدان التحرير.

وقال أن السبب الثانى هو الحفاظ على هذه التماثيل، فهناك مبدأ يقول “ خير وسيلة للحفاظ على الآثار هو عرضها للجمهور وحسن استغلالها"، لآن الآثار لم تكتشف لوضعها فى المخازن ومن كثرة الآثار المكتشفة فى مصر يوضع بعضها فى المخازن المتحفية وبعضها يوضع مكشوفًا مجاور للأثر،وهكذا كانت تماثيل الكباش المقرر عرضها بالمتحف المكشوف فكانت مكشوفة بالفعل ومعرّضة لكل عوامل التجوية التى تؤثر عليها ولكن عرضها سيزيد من الاهتمام بها باعتبارها تزين أجمل ميادين مصر.

وأشار ريحان إلى أن ميدان التحرير بتاريخه العظيم شوهت صورته عام 2011 وارتبط بأعمال استيلاء المشبوهين عليه والمحرّضين على الخروج على النظام وإشاعة الفوضى وسيادة شريعة الغاب،وبتطوير الميدان ستتغير الفكرة ويتحول إلى ميدان للجمال والإبداع بحيث يتم تحويل جزء من المنطقة حول الميدان التى ستوضع بها المسلة العظيمة، وحولها أربعة كباش أثرية تنظر إلى الاتجاهات الأربعة بشكل رمزى يعبر عن تواصل الحضارة المصرية مع كل حضارات العالم مما يكسبها عنصر تفرد وتميز وقيمة استثنائية وابتكار جديد غير مسبوق فى أى ميدان فى العالم .

وتابع:وبخصوص ما أثير بمجلس النواب الموقر عن مخالفة ذلك للبند السابع من ميثاق البندقية المنظم لأعمال الحفاظ على المواقع والمباني الأثرية، والذى يعد المرجع الأساسي لوثيقة التراث العالمي باليونسكو التي وقعت عليها مصر والصادرة عام1974،والمذكور فيها نصًا "الأثر ملازم للتاريخ، فهو شاهد عليه وكذلك النسيج العمرانى الذى هو جزء منه وغير مسموح إطلاقا بتحريك الأثر أو أى جزء منه إلا إذا اقتضت وقاية الأثر ذلك، ويتم البت في هذا في حالة وجود مصلحة عالمية أو محلية على أعلى قدر من الأهمية" .

أوضح ريحان أن الكباش المقرر نقلها ليست تابعة لطريق الكباش الشهير بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك وليست أيضَا ضمن كباش واجهة معبد الكرنك،لكنها من كباش الفناء الأول الذى يقع خلف المعبد المبنى بالطوب اللبن، أى كانت فى حكم الآثار المنقولة المخزنة الغير معروضة للجمهور ،وكان سيتم نقلها يومًا ما إلى أحد المتاحف.


وتابع ريحان أن هناك مصلحة محلية على قدر من الأهمية فى نقل التماثيل، لحمايتها وإعادة استغلالها بشكل يحافظ عليها وفيه وقاية للأثر بموافقة الخبراء بالوزارة،ويساهم فى تجميل أجمل ميادين مصر، وبذلك فإن هذا النقل لا يخالف ميثاق البندقية ويصب فى مصلحة الأثر ومصلحة مصر،مؤكدا أن نقل التماثيل ووضعها بميدان التحرير لا يخالف مطلقًا الأعراف الدولية المنظمة للحفاظ على الآثار والمبانى التاريخية ولطبيعة الأثر المرتبط بموقعه الأثر.

وطالب ريحان بتحويل جزء من الميدان بعد تطويره إلى مرسم لطلاب الفنون الجميلة وهواة الرسم وعمل اللوحات، وتباع للسائح مباشرة الذى يتابعها أثناء الرسم ثم يقوم بشرائها،لافتا أن الميدان سيتحول إلى متنفس جديد للمصريين ينسيهم الأيام السوداء المرتبطة بالميدان ويزرع بداخلهم الأمل أن الغد أفضل،مطالبا بمشاركة أساتذة الجامعات ووزارة الثقافة وكل المهتمين بالفنون والعمارة بأفكارهم لإعادة الجمال إلى ميدان التحرير ووضعه على خارطة السياحة المحلية والإقليمية والدولية .