الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احذر التحرش ولو بالعين.. 11 عقوبة للمتحرش في الدنيا أشد من عذاب الزنا

التحرش الجنسي ..
التحرش الجنسي .. احذر التحرش ولو بالعين

قالت دار الإفتاء المصرية، إن التحرش الجنسي حرامٌ شرعًا، مشيرة إلى أنه كبيرةٌ من كبائر الذنوب، وقد وتوعد الإسلام فاعليه بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة ، كما أنه جريمةٌ يعاقب عليها القانون.

وأوضحت « الإفتاء» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن التحرش لا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة التي تَتَوجَّه همَّتها إلى التلطُّخ والتدنُّس بأوحال الشهوات بطريقةٍ بهيميةٍ وبلا ضابط عقليٍّ أو إنساني.

وأضافت أن الشرع الشريف قد عظَّم من انتهاك الحرمات والأعراض، وقبَّح ذلك ونفَّر منه، وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة، سواء كان ذلك قولًا أو فعلًا، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للناس يوم النحر -أول أيام عيد الأضحى-: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قالوا: يوم حرام، قال: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قالوا: بلد حرام، قال: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قالوا: شهر حرام، قال: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا»، فأعادها مرارًا. أخرجه الإمام البخاري.

وتابعت: والتحرش تصرُّف محرَّم شرعًا وسلوك مدان بشكل مطلق ولا يجوز، و سواء كان المتحرش به فتاة أو امرأة أو طفلاً أو طفلة فعقوبته شديدة، منوهة بأن المولى تبارك وتعالى وصف من يفعل ذلك بالمنافق لقوله تعالى: «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا (62﴾ » من سورة الأحزاب.

واستطردت: كما وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التحرش بأربى الربا، أي الجرم الذي هو أشد من الزنا الذي لاتحرش فيه، لقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: «أَخْبِرُونِي مَا أَرْبَى الرِّبَا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم.. قال: «فَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ اسْتِحْلَالُ عِرْضِ الْمُسْلِمِ»، ثُمَّ قَرَأَ: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا» الآية 58 من سورة الأحزاب.

ولفتت إلى أن الشريعة الإسلامية وصفت التحرش بأنه «"أربى الربا»، فهو أشد جرمًا من الربا وأكل أموال الناس بغير حق، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا، الِاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ» رواه أبو داود، كما حذر صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ»، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ».

وأشارت إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكد أن هذا السلوك ليس من الإسلام لقوله: «إِنَّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ لَيْسَا مِنَ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ، وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا أَحَاسِنُهُمْ أَخْلَاقًا»، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ»، وقوله كذلك صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ» أو«إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ»، وقوله أيضًا صلى الله عليه وآله وسلم: «الْجَنَّةُ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ فَاحِشٍ يَدْخُلَهَا».

وواصلت: أي أن من يفعل ذلك يحرم عليه دخول الجنة، ويكون مأواه جهنم، وأذيً لأهلها لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الْأَذَى، يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ، يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ.. وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا فَيُقَالُ لَهُ: مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟ فَيَقُولُ: إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ قَذِعَةٍ خَبِيثَةٍ فَيَسْتَلِذُّهَا، كَمَا يَسْتَلِذُّ الرَّفَثَ».

ونوهت بأن الشريعة الإسلامية السمحة الغراء لم تهتم بالنساء فقط في هذا الأمر الشنيع، بل اهتمت بالطفل قبل وبعد ولادته، وجعلت له حقوقًا، وعملت على حمايته، والمحافظة عليه من التحرش الجنسي ، لأنه انتهاك صارخ للقيم الإنسانية في المجتمع، وقتلٌ للبراءة والطفولة، وهو أيضًا إلى كونه فعلًا فاحشًا – كذلك غدرٌ وخيانةٌ؛ لأن الصغير لا يعي، ولا يفهم ما يقع عليه، لذا يجب على أولي الأمر أن يتصدوا لمظاهر هذه الانتهاكات المُشينة بكل حزم وحسم، سواء كان بحق النساء أو الأطفال، وأن يأخذوا بقوة على يد كل من تسول له نفسه التلطخ بعاره.

دعاء السنة الجديدة 2020 .. يغسل أحزانك ويغير قدرك إلى أجمل مما تتمنى