الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العثمانيون لم يضعوا الأسلحة بعد.. أردوغان يستحضر غزوات الماضي في ليبيا وشرق المتوسط

إردوغان
إردوغان

في 7 يناير من عام 1784 وقعت الدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية «اتفاقية القسطنطينية»، التي أنهت الحرب الروسية العثمانية.

والحروب العثمانية الروسية هي سلسلة حروب نشبت بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية ما بين القرنين السادس عشر والعشرين، بسبب رغبة الروس في السيطرة على البحر الأسود وممراته، انتهت أغلب المعارك بانتصار السلطات الروسية، وكانت هذه المعارك سببا من أسباب سقوط الدولة العثمانية بسبب إنهاك قواتها.

ولكن بالرغم من مرور أكثر من 200 عام على توقيع هذه الاتفاقية، لم تتوقف الأطماع التركية ولا تشوقها إلى الحرب، تلك الأطماع تأتي هذه المرة في الشرق الأوسط وخاصة ليبيا، حيث عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محملا بأطماع الماضي وغزواته إلى ليبيا الجارة الغربية إلى مصر، لاستنزاف ثرواتها من الغاز الطبيعي ودعم الميليشيات المسلحة.

فبعد توقيع اتفاقية التعاون العسكري والبحري بين حكومة فايز السراج وإردوغان في العام الماضي، بدأت تركيا التحرك رويدا إلى ليبيا من خلال خطوات عسكرية وسياسية تدعم وجودها في ليبيا.

أولى هذه الخطوات زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تونس الأسبوع الماضي، بهدف إقناع الرئيس التونسي قيس سعيد بمرور القوات التركية عبر تونس واستباحة مجالها الجوي لضرب ليبيا، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل حين رفضت تونس مطلب إردوغان.

لم تتوقف محاولات أردوغان عند هذا الحد، حيث بدأ في التحرش بدولة الجزائر، حين زار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الجزائر منذ يومين، بهدف "دعم العلاقات الثنائية بين البلدين".

وحسب مصادر إعلامية يحاول إردوغان استمالة الجزائر لدعم معسكره، وبالرغم من التزام الجزائر بالحياد في القضية الليبية إلا أنها لم توافق على مطلب أردوغان.

فحسب مصادر دبلوماسية جزائرية تحدثت لصحيفة الشرق الأسط السعودية، فإن سلطات البلاد أبلغت رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، وكذلك وزير الخارجية بالحكومة نفسها، محمد الطاهر سيّالة، رفضها الشديد أي عمل عسكري في ليبيا على خلفية قرار تركيا إرسال قوات إلى هذا البلد.

ولم يخف أردوغان استحضاره للحروب التي خاضها أجداده العثمانيين في ليبيا والشرق الأوسط، ففي حديثه إلى أحد مراكز الشرطة التركية ليلة الاحتفالات بأعياد الميلاد قال "نحن بصدد اتخاذ خطوات جديدة ومختلفة في كل من ليبيا وشرق البحر المتوسط. ونأمل في أن يحقق جنودنا في شرق المتوسط ملاحم بطولية كتلك التي حققها (أمير البحارة العثمانيين) خير الدين بربروس(1478-1546)، وهم بالفعل سيواصلون كتابة تلك الملاحم".

وخير الدين بربروس لا يزال يُصنّف حتى اليوم أحد أبرز القادة البحريين، وأحد الرموز التي ساهمت في تأسيس الإمبراطورية العثمانية.

وفي العام 1502، بدأ وشقيقه عروج بمحاولات فرض السيطرة على البحر المتوسط، حيث اكتسبا شهرة كبيرة في تلك الفترة بفضل الانتصارات التي حققاها في إسبانيا، وجنوة (جنوبي إيطاليا حاليا)، وفرنس، حسبما ذكرت وكالة الأناضول التركية.