الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية| اللشت.. القابضة على الأرضين التي تحوي بباطنها أسرار الحضارة الفرعونية

قرية اللشت بالجيزة
قرية اللشت بالجيزة

لكل شيء من اسمه نصيب، ليست مقولة فحسب لكنها واقع حملته قرية اللشت التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة، فهي القرية التي يخطئ قدماء المصريين حينما أطلقوا عليها «إثت تاوي» والتي تعني القابضة على الأرضين، بفضل ما امتلكته من حضارة وتراث امتدت حتى العصر الحالي.

على بعد قرابة 90 كيلو متر جنوب مدينة القاهرة، تقع قرية اللشت أحد أشهر قرى مركز العياط، والتي رغم مرور آلاف السنين ما زالت حتى اليوم لم تبح بكل أسرارها بفضل ما حوته من حضارة مصر القديمة، والتي تخرج منها بين الحين والآخر غيث من فيض.

يرجع تاريخ منطقة اللشت إلى عصر الملك أمنمحات الأول، آل ملوك الأسرة الثانية عشر، والذي حكم في الفترة من عام 1991 ق. م إلى عام 1962 ق. م، فهو الذي أنشأ المنطقة وأسماها «إثت تاوي» وأقام بها مجموعته الهرمية.

اتخذت منطقة اللشت عاصمة لمصر القديمة في بداية عصور الأسرات الفرعونية، والتي تعد امتدادا لجبانة منف الأثرية الشهيرة حيث تقع جنوب منطقة دهشور، إذ يحدها من الجنوب منطقة ميدوم الامتداد الأخير لجبانة منف الشهيرة.

قام الملك أمنمحات الأول ببناء ببناء مجموعته الهرمية والمكونة من معبد الوادي والطريق الصاعد والمعبد الجنائزي والهرم المسمى باسمه وحولها توجد مقابر خصصها لكبار رجال الدولة في عصره تم الكشف عن بعضها في بداية القرن الماضي بواسطة بعثة أثرية أميركية. 

وبعد أمنمحات الأول جاء ابنه سنوسرت الأول الذي تولى الحكم وقام أيضا بإنشاء مجموعته الهرمية في موازاة قرية السعودية الحالية وتكونت المجموعة من معبد الوادي والطريق الصاعد ومعبد جنائزي بالإضافة إلى هرمه، ودفن بجواره كبار رجال الدولة في ذلك الوقت ومنهم على سبيل المثال قائد الجيش المدعو أمني وكبير الكهنة سنوسرت عنخ.

وفي العام الماضي سجل كشف أثري للبعثة المشتركة من جامعة ألاباما في برمنجهام الأميركية وزارة الآثار المصرية، أسفر التوثيق والمسح الأثري والرفع المساحي ورسم الخرائط المساحية والطبوغرافية ثلاثية الأبعاد عن تسجيل أكثر من 800 مقبرة ضخمة في قرية الليشت.

وبعد تلك الاكتشافات بدأت الدولة تعمل على وضع لوحات إرشادية على طريق ترعة المريوطية المؤدي إلى منطقة اللشت، بالإضافة لإنشاء مجمع سياحي لخدمة السائحين بالمنطقة يتكون من بازارات وكافتيريات. 

ولتحقيق نهضة المنطقة تحتاج اللشت إلى إنشاء عدة طرق ممهدة وبتربة بلون مناسب لطبيعة الأرض توصل بين الهرمين، وكذلك إنشاء مبنى إداري للمنطقة يتكون من قسم للترميم بنوعيه الدقيق والمعماري وكذلك مقر اداري لشرطة الآثار وهى الخطة التي عملت عليها الدولة خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى إجراء عدة حفائر بالمنطقة خاصة بالمقابر المكتشفة حديثا مثل مقبرة "ان جر حتب" وخاصة أن المنطقة مازالت بكرا في آثارها ولم يتم الحفر بها منذ أكثر من قرن. 

تاريخ منطقة اللشت جعلت الكثير من المؤرخين يؤكدون أن تاريخ الدولة الوسطى مازال مدفونا بهذه المنطقة لكنهم يرون أن حل المشكلات الموجودة حاليا وأهمها خفض منسوب المياه الجوفية على غرفتى الدفن داخل الهرمين سيؤدى إلى بدايات حقيقية للتنقيب الأثري.

وتعرضت مقابر القرية لعمليات نهب واسعة قبل أن تبدأ البعثة عملها، لكن ما تبقى حتى الآن كان كافيا لتقديم الكثير من التصورات عن الحياة الفرعونية في الدولة الوسطى، وكانت أبرز نشاطاتها في العاصمة إثت تاوي، وهي اللشت حاليا.

ويمتد تاريخ الدولة الوسطى من 2030 إلى 1650 قبل الميلاد، وهي فترة تتميز بالفن والثقافة المزدهرة، وتقول باراكاك: "نرى هذا الأمر جليا في عصر الدولة الوسطى".

وبفضل الحفريات واسعة النطاق التي أجراها الباحثون في متحف المتروبوليتان للفنون الأميركي، منذ أوائل القرن العشرين، وتمكنوا من معرفة الكثير عن قرية اللشت.

وتعكس القطع الأثرية التي يعرضها المتروبوليتان عن هذه الفترة اهتمام هذه الحقبة من حكم الفراعنة بالإنسان، الأمر الذي جعل من الدولة الوسطى مملكة "رائعة جدا"، بحسب منسقة المتروبوليتان أديلا أوبنهيم، التي رفضت التعليق على التسجيل الأثري الجديد باللشت.