الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين عبد الحكم يكتب: أحلام أردوغان تجاوزها الزمن

صدى البلد

الجميع يتساءل، لماذا لم يخطر ببال رجب طيب اردوغان، رئيس تركيا وهو يقدم على تحقيق أحلامه الاستعمارية هذه بأن تلك الأحلام قد تجاوزها الزمن ولم يعد لها أى موضع قدم على جغرافية وتاريخ هذا العصر الذى نعيش فيه الآن.

وأيضا من أين جاء هذا الرجل بكل هذه الثقة الزائفة والعجرفة التى يتحدث بها عن أسباب ما يفعله، للحد الذى جعله يقول بأن هذه البلدان هى ميراث أجدادى، وكان بوسعه أن يقول كلام آخر كالذى قاله كل المستعمرين، والحديث مثلًا عن تحقيق الديمقراطية أو الحرية أو إنقاذ الأقليات، وكل هذه الأشياء كلام حق يراد به باطل استخدمه كل المستعمرين الذين أقاموا على استعمار بلدان الغير والسيطرة عليها ونهب ثرواتها، وتلك هى الأهداف الحقيقية غير المعلنة لأى استعمار فى مختلف العصور.

ولكن أردوغان كان متسق مع نفسه وصادق معها لأنه طاغية جديد، والطاغية لا يرى إلا ما تراه عيناه وفقط ولا يسمع إلا ما تسمعه أذنيه من التنظيم الدولي للإخوان، ولا يفكر إلا ما يجول بفكره ومخيلته وفقط ، أما ماساعد أردوغان على هذا كله وأعطى له هذه الثقة العمياء فى أن يتخيل بأنه سوف ينجح فى تحقيق مراده فهى أشياء كثيرة.

أولها هو: تكوين شخصيته المشوهه الناتج عن انتمائه الاخوانى، حيث أنه القائد المنفذ لتوجيهات وخطط التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

وثانيها: هو أنه أداة فى أيدى القوى العظمى فى العالم ، أمريكا وروسيا، فهو ينفذ توجيهاتهم وأجنداتهم فى مقابل غض الطرف عن حماقاته وغبائه ، وأدلل على هذا بما فعله عندما شرع فى غزو سوريا والاستيلاء على 30 كيلو مترا من الشمال السوري، وقتها أمره الرئيس الروسي بوتين بالتوقف، وناداه الرئيس الأمريكي ترامب: أن أيها الأحمق كفى، وعلى الفور توقف ونفذ أوامر أسياده.

أما عن خططه وأهدافه من عزو ليبيا والمتفق عليه مع قادة التنظيم الدولي للإخوان فهى كالتالي: الحصول على نسبة من الغاز فى منطقة البحر المتوسط ، تحقيق حلم جماعة الإخوان فى الضغط على مصر للعودة إليها مرة أخرى ،تحقيق حلمه فى إعادة إحياء الامبراطورية العثمانية مجد أجداده مرة أخرى.

ولأنه يفكر بطريقة الإخوان المسلمين فى الغباء، بالإضافة إلى كونه مجرد أداه فى أيدى قوى معروفة، سيكون الفشل الزريع حتما حليفه لا محالة وسيخسر كل شيء، لأن أحلامه هذه قد تجاوزها الزمن منذ أمد بعيد.