الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عصابة باركر.. قصة أم المجرمين أخطر سيدة في القرن الماضي.. حولت أسرتها لعصابة

الصورة الوحيدة للأم
الصورة الوحيدة للأم باركر

«أريزونا باركر» أو «آري باركر» أو «الأم باركر» كلها أسماء للسيدة الأشهر في مجال الإجرام الأمريكي، فقد كانت والدة العديد من المجرمين الأمريكيين الذين أداروا عصابة باركر خلال «عصر العداء العام» عندما جذبت الجريمة والعصابات انتباه الناس والصحافة بالولايات المتحدة الأمريكية.

قسوتها غير المعتادة للأمهات كانت سببا في شهرتها كأم ربت أبناءها الأربعة ليصبحوا مجرمين ومديري عصابتها «كاربر وكاربيس» الشهيرة، تخلت عن مشاعرها كسيدة وانطلقت تربي أبناءها على  كيفية ارتكاب أبشع الجرائم؛ الاحتيال، والسرقة، والقتل، والاغتصاب، والاتجار بالمخدرات والسلاح.

يرصد «صدى البلد» قصة حياتها بالتزامن مع ذكرى وفاتها التي توافق اليوم 16 يناير.

ترجع بدايات الأم باركر - التي ولدت في 8 أكتوبر عام 1873- في العالم الإجرامي عندما تزوجت من جورج باركر في مقاطعة لورانس بولاية ميسوري، وأنجبا أربعة أبناء؛ هيرمان، ولويد، وآرثر، وفريد، وتبنت اثنين آخرين، وكان زوجها يعمل في وظائف بسيطة، كمزارع، ومهندس محطة، وكاتب، ولم يعر أي اهتمام لتعليم أبنائه.

نشأ الأبناء أميين، وبسبب الفقر وضيق الحال، يبدو أن بعضا منهم لجأ إلى الجريمة، حيث ارتكب أبناء باركر جرائم في وقت مبكر من عام 1910، عندما تم القبض على هيرمان بتهمة السرقة على الطرق السريعة بعد دهس طفل بسيارة قد سرقها، وخلال السنوات التالية تورط هيرمان وإخوته في ارتكاب جرائم كانت تزداد خطورة بمرور الوقت، كالسرقة والقتل العمد، ومنها جريمة كبرى نفذوها لصالح عصابة «سنترال بارك».

توفي هيرمان في 29 أغسطس عام 1927 في وينشيتا بولاية كنساس، بعد مواجهة خطيرة مع الشرطة، فقد قتل هيرمان ضابط خلال هذه المواجهة وليتهرب من العقاب قتل نفسه بطلقة نارية في الفم، أما شقيقه لويد باركر فقد تم سجنه بالسجن الفيدرالي في ليفنوورث، وكان فريد في سجن ولاية كانساس، أما الأب جورج فيقال إنه غادر العصابة بعدما أصبح الوضع لا يطاق وعاش مع زوجة أخرى حتى طردته من المنزل.

ثلاثة أعوام عاشتها الأم باركر في فقر مدقع، سكنت كوخا بدائيا ترابيا في الفترة من عام 1928 حتى عام 1931، وحيدة بلا أبناء أو زوج أو مال، بينما كان أبناؤها الثلاث في السجن، فسمحت لنفسها بتعدد العلاقات مع الرجال، وفي عام 1930 كانت تعيش مع رجل عاطل يدعى آرثر، وبعد إطلاق سراح ابنها فريد من السجن كون عصابة «باركر كاربس».

اكتملت العصابة بخروج آرثر وفريد من السجن، واستكملت العصابة عملها بدعم شركاء إجراميين، ثم انتقلوا إلى شيكاغو والتي شاع عنها حينها أنها ملاذ لكل المجرمين المطلوبين في ذلك الوقت، وتواطأ معهم ضابط أمريكي ساعدهم في الحصول على أي معلومات يطلبونها لتنفيذ جرائمهم.

«العقل الإجرامي الأكثر خطورة خلال القرن الماضي» كان هذا الوصف هو الأشهر - على حد تعبير ج. إدغار هوفر، أول مدير لمكتب التحقيقات الفيدرالية بالولايات المتحدة - للأم باركر واسمها الحقيقي كيت باركر، والتي جسدتها السينما والأعمال الأدبية بأنها أم وحشية.

خمسة أعوام ارتكبوا فيها أبشع الجرائم في عدة مناطق بالولايات المتحدة، حتى قرروا قضاء عطلة صيفية كانت سببا في توصل مكتب التحقيقات الفيدرالية إليهم، فقد اكتشفوا مخبأهم بعدما زوروا عقد إيجار لهذا المنزل الريفي بأنهم أم وأبناؤها يريدون قضاء عطلة، وبعد هجوم الشرطة تم تبادل إطلاق النيران الذي أدى إلى مقتل الأم باركر وهرمان وفريد.

الغريب في الأمر أن ابنها لويد هو الوحيد الذي نجا من العائلة، وبعد إنهائه فترة العقوبة المقررة، قرر التوبة والحياة بشكل طبيعي، وفي عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية كان طباخا بالجيش الأمريكي، وما يدعو للسخرية أنه وقع أسيرا بأحد المعسكرات في فورت كوستر بولاية ميشيجان، وفي عام 1949 كرمه الجيش الأمريكي بوسام حسن سير وسلوك.