الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر برلين .. هل تنجح دبلوماسية ألمانيا في إنهاء أزمة ليبيا؟

فايز السراج - خليفة
فايز السراج - خليفة حفتر

قبيل ساعات من مؤتمر برلين، تسائل كثيرون حول اتفاق الزعماء على استضافة ألمانيا لهذا المؤتمر، الرامي إلى إنهاء الصراع في ليبيا، مما أثار اهتماما بالسياسة الخارجية الألمانية ومساعيها الدبلوماسية في الملف الليبي.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعقب مشاورات مع غسان سلامة المبعوث الأممي إلى ليبيا، نجحت في إقناع أطراف الصراع على رأسهم فايز السراج رئيس حكومة الوفاق والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي للمشاركة شخصيا في المؤتمر.

وعلى رأس الحضور أيضا الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإضافة إلى 8 دول ومنظمات: بريطانيا وفرنسا والصين وإيطاليا والكونغو والإمارات والجزائر والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.

- اسباب وراء اهتمام ألمانيا بالملف الليبي

أرجع محللون سبب اهتمام ألمانيا بالوضع في طرابلس إلى أن ليبيا تعد بوابة رئيسية لعبور اللاجئين إلى ألمانيا، وفقا لإذاعة "دويتشه فيله".

ويشير كارستن فيلند، الخبير الألماني المتخصص في شئون الشرق الأوسط، إلى أنه ليس من المستغرب محاولة أدورغان تعزيز نفوذه هناك لكي يمسك بورقة إضافية ضد الأوروبيين في ملف الهجرة.

فيما يقول آخر إن برلين لديها مخاوف من اندساس إرهابيين بين صفوف اللاجئين"، حيث
قالت المستشارة الألمانية قبل أقل من شهرين: "نأمل في أن نستطيع تقديم مساهمة في تحقيق استقرار سياسي في ليبيا لأن ذلك له أهمية بالغة أيضًا في سبيل صد الإرهاب في دول الساحل والصحراء جنوب ليبيا".

بينما أرجع آخرون سبب الاهتمام الألماني بالأزمة الليبية إلى استثماراتها الضخمة في الانتقال الديمقراطي ولا تريد أن يتفاقم الصراع الليبي بما يؤثر سليبًا على دورها هناك".

- الدبلوماسية الألمانية وقدرتها على احتواء الأزمة

يقول فيلند إن قدرة ألمانيا على لعب دور فعال ترجع إلى "عدم وجود تاريخ استعماري لها في المنطقة العربية، وإلى مصداقيتها، وسمعتها الحسنة، وحياديتها".

ويشير مراقبون إلى أن ألمانيا تقف تقريبًا على مسافة واحدة من جميع أطراف الصراع: الداخلية والإقليمية والدولية.

فيما يرى الخبير الجزائري حسني عبيدي أن ألمانيا في يدها ورقة ضغط هامة وهي "الأموال" قائلا إن "ألمانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي لديها قدرة مالية على تمويل عملية سياسية وربما قوات حفظ سلام".

إضافة إلى ذلك، قد تتمكن برلين من التأثير على فرنسا وبعض الدول الأوروبية، ولم يستبعد الاتحاد الأوروبي إرسال مهمة عسكرية إلى ليبيا وأن يكون طرفا في مراقبة وتطبيق وقف إطلاق النار المقرر إعلان الالتزام به مجددا.

ورغم السياسة الالمانية الناجة، يحذر الخبير الألماني من "المركز الدولي للحوار في بون"، كونراد شيتر من الإفراط في التفاؤل وانعكاس فشل "مؤتمر برلين" على المستشارة، موضحا أن "عدم الخروج بنتائج قد يعزز صورة المستشارة الضعيفة قبل انتهاء مشوارها السياسي".