الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم تأخير الصلاة لمشاهدة المباراة ؟ الإفتاء تجيب

حكم تأخير الصلاة
حكم تأخير الصلاة لمشاهدة المباراة

حكم تأخير الصلاة لمشاهدة المباراة .. المقرر شرعًا أن دخول وقت الصلاة شرط لأدائها، فإن أدَّاها المسلم في وقتها المحدد فقد برئت ذمته، وإذا أدَّاها بعد خروج الوقت من غير عذر مشروع كان آثمًا للتأخير وصلاته صحيحة.

ويندب عند فقهاء المالكية أداء جميع الصلوات في أول وقتها؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا» أخرجه الترمذي والطبراني في "الأوسط" واللفظ له.

حكم تأخير الصلاة لمشاهدة المباراة
أكد الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، أـن الصلاة هي العبادة التى وقتها الله بتوقيتات معينة، مصداقًا لقول الله تعالى: «إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا» النساء 103.

وأضاف «عاشور» خلال إجابته عن سؤال «حكم تأخير الصلاة لمشاهدة المباراة»، أن وقت الصلاة يكون موسعًا كما يقول العلماء، بمعنى أنه إذا أُذن للعصر لك أن تؤجل الصلاة إلى ما قبل صلاة المغرب، وهذا هو الوقت المسموح به أن تصلى صلاة العصر فيه، ولكن ينبغى أن نتنبه أن الصلاة في أول الوقت لها ميزة وفضيلة.

وأشار إلى أن النبي -‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما سُئل عن ‏أَيّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ ‏«‏الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا قَالَ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَالَ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

ووجه مستشار المفتي نصيحة: «لو جلسنا أمام المباراة أو فيس بوك هذا لا عيب فيه، فافعل ما تشاء، ولكن إياك أن يجعلك الشيطان تسوف وتسترسل وتؤجل الصلاة، فنخشى أن تفوت وقت الصلاة كلها، وهنا تكون معصية أمام الله عز وجل، اجلس كما تشاء لمشاهدة المباراة أو أمام مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن حافظ على الصلاة فى وقتها، فنحن لا نحجر على أحد».

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الصلاة عبادة أوجبها الله سبحانه وتعالى، وإنها ركن من أركان الدين الإسلامي، وهي الركن الثاني، وهي عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين.

وأضاف «جمعة» في إجابته عن سؤال: «امرأة تؤخر الصلوات عن وقتها أحيانا بعذر وأخرى بدون عذر، فما حكم ذلك؟»، أنه يجب على الإنسان المسلم أن يسعى للحافظ على الصلاة بكل وسيلة، لأنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ومن أجل كل ذلك يجب أن يساعد المصلين ويعينهم كل مسلم على أن تؤدى الصلاة في أوقاتها المحددة في هدوء وفي سكون وطمأنينة.

وواصل: كما أن للصلاة أوقاتًا محددة لا بد أن تؤدى فيها؛ لقوله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» [النساء: 103]. و«مَوْقُوتًا» أي مفروضًا ومؤقتًا بوقت محدد.

تابع: ومن يسر الإسلام وسماحته وتخفيفه أن جعل للصلاة وقتًا تؤدى فيه وجعل له بدءًا ونهايةً وما بينهما وقت لأداء الصلاة، فإذا كانت هناك أعذار تبيح تأخير الصلاة عن أول وقتها فلا مانع شرعًا من أداء الصلاة في أي وقت من وقتها المحدد لها شرعًا، أما إذا لم يكن هناك عذر فيجب المسارعة إلى أداء الصلاة في أول وقتها؛ لقوله تعالى: «فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ» [الجمعة: 9].

عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: «مَن سَرَّه أن يَلْقى الله غدًا مُسلِمًا، فلْيُحافظ على هؤلاء الصَّلواتِ حيثُ يُنادَى بهن؛ فإنَّ الله تعالى شرع لنبيِّكم سننَ الهدى، وإنَّهن من سُنن الهدى، ولو أنَّكم صليتم في بيوتكم كما يُصلِّي هذا المتخلِّف في بيته - «يعني المتخلف عن الجماعة»- ، لترَكْتم سُنَّة نبيِّكم، ولو تركتم سُنَّة نبيكم لضَللتم، وما من رجل يتطهَّر فيُحسِن الطُّهور، ثم يَعْمَدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجد، إلاَّ كتب الله له بكلِّ خطوةٍ يَخْطوها حسَنة، ويرفعه بها درَجة، وَيَحُطُّ عنه بها سيئة، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها - «يعني عن الصلاة في المسجد» - إلاَّ منافق معلومٌ النِّفاق، ولقد كان الرَّجل يُؤتَى به يُهاَدى بين الرجلين -(يعني يُمسكه رَجُلان من جانبَيْه يعتمد عليهما) - حتَّى يُقام في الصَّف».

وروي عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن توضَّأ فأسبغَ الوضوء، ثُم مشى إلى صلاةٍ مكتوبة، فصلاَّها مع الإمام، غُفِر له ذنبُه»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن غَدَا إلى المَسجدِ أو راح أعَدّ الله له في الجنة نُزُلًا كلما غدا أو راح».

وردَتْ أحاديثُ في فضيلة الجَماعة لصلاة الصُّبح والعشاء خاصَّة: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن صلَّى العشاء في جماعةٍ، فكأنَّما قام نصف الليل، ومن صلَّى الصُّبح في جماعةٍ، فكأنَّما صلَّى الليل كلَّه»، وفي رواية أبي داود: «ومن صلَّى العشاء والفجر في جماعةٍ كان كقيام الليل».