الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء علي تكتب: الأخلاق عاصمة المجتمعات

صدى البلد

هل تحتاج الاخلاق الى عقلنة وترويض ؟ وكيف لنا ذلك فى ظل ما نقابله من مغريات الحياة التى تلاحقنا يوما تلو الاخر وفى ظل الظروف شديدة الصعوبة التى نمر بها فالأخلاق هى مجموعة القيم والمبادئ التى تنظم السلوك الانسانى وكيف نتمسك بهذه القيم لضمان تحقيق أمن وسلامة المجتمع ؟

عندما وصف الله،  الرسول صلى الله عليه وسلم قال فى كتابه (انك لعلى خلق عظيم) واتصف بين قومه  بالصادق الامين لا المصلى ولا الصائم وهذا ليس تقليلا من العبادات حاشا لله فهى بين الانسان وربه؛ ولكن الاخلاق هى المعاملات بين البشر ففى قول الرسول (ما من شيءٍ يُوضَعُ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ، وإنَّ صاحِبَ حُسنِ الخلُقِ ليَبلُغُ بهِ درَجةَ صاحِبِ الصَّومِ والصلاةِ).

الاخلاق هى الصورة الظاهرة للإنسان  وقيم راسخة فى النفس تنم عنها الافعال وتعتبر قاعدة اساسية لبناء المجتمعات ففي صلاحها صلاح  المجتمع وفي فسادها فساده وهي الدرع الواقى من انهياره وعاصمة من الانحلال والضياع وأساس تقوم عليه الاديان السماوية وعنصر اساسي لتكوين أفراد مثاليين وأسر سليمة ومجتمعات ودول وحضارات متقدمة راقية تليق بالانسان الذى كرمه الله عز وجل.

لتعزيز مفهوم الأخلاق في المجتمع بشكل واقعي ومحسوس لا بدّ من توحيد الجهود في ذلك والتي تبدأ أولًا من الأسرة التى هى نواة المجتمع بتربية الاجيال على الأخلاق الحسنة والقيم الفاضلة وكذلك من خلال المؤسسات التعليمية بتوجيه الطلبة نحو الاتجاهات السلوكيّة الإيجابيّة والأخلاق الحسنة، وكذلك المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام المختلفة، فهي مسؤوليّة عامة يجب على الجميع التزامها؛ ذلك أنّ في ضياع الأخلاق ضياع للأسر، وضياع للمجتمعات، وضياع للأمّة بأسرها، وقد عبر عن ذلك الشاعر عندما قال: إنِّما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ فَـإنْ هُمُ ذَهَبَـتْ أَخــلاقُهُمْ ذهبوا.

تلعب الأخلاق دورًا أساسيًا في تنمية الشعور الجماعي بالآخرين، وفي تنظيم العلاقات بين الأفراد، الأمر الذي يقوّي أواصر المجتمع، ويزيد من ألفته، ومن تعاونه، وتماسكه، وبالتالي قوّته؛ ولها دور في تنمية الإرادة، ووضع حدود للشهوات والنزوات، الأمر الذي يدفع الأشخاص لإشباعها بالطرق الصحيحة والشرعية، وبالتالي كبح جماح النزوات؛ وإنشاء وحدة قيميه للأفراد فالاخلاق تعتبر الدستور المثالي الذي يتم تقييم الأفعال والتصرفات بناءً عليه، علمًا أنّ كل ما يتفق مع التصرفات هو حسن ومحترم وخيّر، وكل ما يخالفها فهو شر ومحتقر وسيئ، الأمر الذي يوحّد هذه القيم لدى أفراد المجتمع.