الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عصر البلاستيك.. ماذا بعد قرار الصين بعدم استيراد نصف نفايات العالم؟

نفايات
نفايات

تبذل الصين قصارى جهدها لمعالجة النفايات البلاستيكية منذ عدة سنوات، واتخذت الدولة صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، الأسبوع الجاري، خطوة أكبر للتخلص من كل النفايات البلاستيكية، والمحافظة على حياة الصينيين، ولكن قرارها بالحفاظ على بلادها يضع العالم في خطر.

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فقد أعلنت الصين أنها لن تقبل بقية عمليات إعادة التدوير في العالم والكميات الضخمة من النفايات على أراضيها مجددا، وهذا ضمن خطتها لتطبيق حظر على مستوى البلاد على استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في السنوات الخمس المقبلة، وتقييد إنتاج وبيع واستخدام بعض المنتجات التي تعتمد في تصنيعها على المواد البلاستيكية.

- اقرأ أيضا: بعد تحرك قوات عسكرية.. ماذا تعرف عن مضيق هرمز بوابة النفط إلى العالم؟

وسيتم حظر الأكياس البلاستيكية في المدن الكبرى في أقل من عام، وبحلول نهاية عام 2020 سيتم حظر إنتاج وبيع أدوات الطعام البلاستيكية، والأدوات البلاستيكية ذات الاستخدام الفردي، وهذا من خلال تطبيق خطة شاملة وقوية لمواجهة التلوث البلاستيكي.

واتخذت الصين هذا القرار بعدما أصبحت اكبر منتج للبلاستيك في العالم، حيث تنتج ما يقرب من 50% من البلاستيك في العالم، ولمعالجة هذه المشكلة كانت بحاجة لتغيير جذري واسع النطاق، وستعطي للمطاعم فرصة حتى نهاية عام 2020 للتوقف عن استخدام القش، مع تقليل المواد البلاستيكية بنسبة 30%.


 وسيكون أمام الفنادق فرصة حتى نهاية عام 2025 للتوقف على الاعتماد على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وسيكون أمام قطاع التعبئة نفس الوقت للتوقف عن استخدام الحاويات البلاستيكية والأشرطة والأكياس، وإذا تحقق ذلك، فسيكون هذا نجاحًا كبيرًا للقضاء على التلوث البلاستيكي ليس فقط في الصين بل في جميع أنحاء العالم.

هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الصين توقفها استيراد النفايات، ففي ديسمبر عام 2017 كانت أوقفت استيرادها مما خلق رعبا في عدة بلاد لأن الصين تعد أكبر مستورد للنفايات في العالم حيث تستورد أكثر من نصف نفايات العالم.

تأكيد الصين لخطتها بوقف استيراد النفايات يجعلنا مهددون بالحياة في عصر أطلق عليه العلماء اسم «عصر البلاستيك»، ففي حالة توقف الصين عن استيراد النفايات ستحتاج دول العالم إلى إيجاد حل لتدوير 111 مليون طن من البلاستيك المستخدم، وإيجاد الدول لطرق جديدة لإعادة تدويرها.

الولايات المتحدة تعد أول المتضررين من هذا القرار، فقد أرسلت مخلفات أكثر من 10 ملايين طن إلى الصين خلال العقود الثلاث الماضية، وتعتمد على إرسال النفايات إلى الصين لأنها أقل تكلفة من إعادة تدويرها داخل البلاد، فالصين تتميز بالعمالة الرخيصة.


نمو اقتصاد الصين بهذا الشكل، جعلها أخيرا تفكر في تحسين الحياة في البلاد، وتقليل التلوث، ومنها خفض الانبعاثات الحرارية  الناتجة عن معالجة البلاستيك، وأيضا ضمان حياة في الصين، فالنفايات التي لم يعاد تدويرها وتتحلل في الصين كانت تؤدي إلى تلوث مياه الشرب بمواد سامة.