EN 
تعد الفترة الاولى والتي تمتد ما بين أربعة إلى ستة أسابيع بعد إجراء عملية زراعة الكلى، من أهم الفترات التي تبدأ فيها التغيرات الجسدية والنفسية والمرضية بالظهور لدى الزارع، وقد لا يستطيع الطبيب تحديد الاحتياجات الغذائية بشكل واضح إلا عن طريق المتابعة الأسبوعية ومراقبة معدل السكر والدهون في الدم وارتفاع ضغط الدم.
وقالت دكتور هدير جميل، استشاري التغذية العلاجية، إن بعض مرضى زراعة الكلى يتخلصون من حمية الفشل الكلوي بمجرد نجاح العملية والبدء في تناول الأطعمة التي حرم منها لفترة طويلة، إلا أن التوصيات الغذائية تختلف من مريض لأخر، ويجب تقييم كل حالة على حدة، حسب وظيفة الكلية المزروعة والتحاليل المخبرية.
وأضافت هدير جميل، أن من سبق إصابتهم بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم او ارتفاع مستوى الدهون، ويترافق معهم حتى بعد العملية أو من يظهر لديهم هذه الأعراض بعد البدء بتناول العلاجات المثبطة للمناعة، فإنه في كلا الحالتين يجب استمرارهم بنظام حمية السكري أو حمية قليلة الأملاح أو الدهون.
ونصحت استشاري التغذية العلاجية، باتباع هذا النظام الغذائي:
- مستوى البروتين:
معظم مرضى الزراعة ينخفض لديهم مستوى البروتين بسبب العملية الجراحية نفسها وكذلك بسبب تناول علاج الكورتيزون وهو أحد العلاجات المستخدمة لمنع رفض الجسم للكلية المزروعة بجرعات عالية بعد الزراعة ويكون الاحتياج لتناول الأطعمة عالية البروتين نسبيًا بعد الزراعة مباشرة لتعويض فقدان المريض نسبة كبيرة من البروتين لمنع تآكل العضلات الذي قد يسببه تناول علاج الكورتيزون، ويجب إعطاء الطاقة اللازمة مع البروتين للمساعدة على التئام الجروح ومقاومة عملية رفض العضو المزروع وتقليل فرصة الاصابة بالالتهابات، والأغذية الغنية بالبروتين هي : اللحوم، الدجاج، الحليب ومشتقاته، البيض، البقوليات.
- نسبة السوائل والأملاح:
تتغير نسبتها من مريض إلى آخر، بحسب كفاءة عمل الكلية المزروعة والتي تعتمد على قياس كمية البول ومستوى السموم الذي تفرزه الكلية. وهذه الأملاح هي: الصوديوم، البوتاسيوم، المغنيسيوم، الكالسيوم، والفسفور ويكون التحكم بكمية تناولها من حيث الزيادة او النقصان حسب نتيجة الفحوصات الدورية التي تجرى للمريض، فعلى سبيل المثال بعض الادوية تؤدي لزيادة او انخفاض في نسبة البوتاسيوم في الدم وعليه يكون تحديد نسبة البوتاسيوم في حمية المريض.
كما أنه قد يحدث نقص في مستوى المغنيسيوم وهذا نتيجة استخدام دواء السيكلوسبورين، وفي هذه الحالة يحتاجون عادة الى تناول مصادر المغنيسيوم وهي الورقيات الخضراء، الفواكه وخاصةً الموز، التمور، الشوكولاته، المكسرات، واضافة لذلك يفضل زيادة تناول مصادر الأغذية الغنية بالكالسيوم كالحليب والألبان وغيرها من مصادر أخرى وذلك لتجنب هشاشة العظام وما تسببه الأدوية التي تؤخذ لفترات طويلة.
-نسبة الدهون المتناولة :
من المهم لمريض زراعة الكلى التحكم بموضوع زيادة الوزن وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ويمكن السيطرة على ذلك بتحديد كمية الدهون بمقدار 30% من السعرات الحرارية الكلية، والتقليل من تناول مصادر الكولستيرول كالمارجرين والزبدة والحليب كامل الدسم ومرقة الدجاج واللحوم الدسمة مع زيادة تناول الدهون عديدة اللاتشبع والتي توجد في الزيوت النباتية والأسماك والمكسرات، ويفضل الاكثار من تناول الخضار والفواكهة الغنية بالألياف والتي تساعد على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم.
-الكربوهيدرات
إذا كان المريض مصاب بالسكري فإنه يلتزم بالحمية التي كان عليها قبل العملية مع مراعاة جرعات الأنسولين التي يأخذها. وبشكل عام يفضل التقليل من تناول السكريات البسيطة مثل السكر الأبيض، الحلويات، العصائر المحلاة لتجنب مضاعفات بعض الادوية مثل الكورتيزون والتي ترفع من نسبة السكر في الدم وينصح المريض بمزاولة نشاط بدني خفيف وتوزيع الوجبات على مدار اليوم وعدم تناول كميات كبيرة في الوجبة الواحدة.
