الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدمة وفقدان.. تفاصيل مشوار أسماء خليل ووالدها مع رحلة العلاج الكيماوي.. فيديو

اسماء خليل
اسماء خليل

"خايفة من العلاج الكيماوي".. كلمات تحمل في طياتها معاناة، لكنها بدأت رحلة العلاج بالقوة والصلابة، تبدأ يومها بالرضا، عرفت بشوارع الإسماعيلية بالجدعنة لمواقفها الإنسانية مع أهل مدينتها، إنها أسماء خليل صحفية ومراسلة، تروي تفاصيل رحلة علاجها مع السرطان، وإصابة والداها بالسرطان أثناء تلقيها بالعلاج.

عاشت أسماء خليل قبل أن تخوض تجربتها مع المرض، مشوارا طويلا مع أميرة وعمر في علاج السرطان، هؤلاء الأشخاص هم من تركوا بداخلها بصمة لا تنسى، لكنها لم تتوقع ان تجاورهم بغرفة داخل مستشفى لإصابتها بالسرطان.

بدأت أسماء خليل تروى لـ"صدى البلد"، عن اللحظات الأولى التي تلقت بها خبر اصابتها بالمرض الخبيث، والتي لم تمحى من الذاكرة، فهي المرة الأولى التي تشعر بها أسماء أنها مكتوفة الأيدي، تحاول ان تنكر الحقيقة التي سمعتها باذنها خلال مكالمة تليفونية أثناء استرخائها على السرير بغرفتها ، "التحاليل مش كويسه" جملة وقعت على أسماء كأصوات رصاص الحرب، لتفاجئ بدخول والدتها برفقة أصدقائها حاملين في أعينهم نظرة خوف على الفتاة التي عرفت بالطاقة والنشاط.

مكالمة تليفونية غيرت حياة تلك الأسرة رأسًا على عقب، وبدأ العويل يجوب اركان المنزل، "احنا مش مصدقين"، عبرت والدة أسماء عن تلك اللحظة بأنها القاسية وغير متوقعة، انقسمت من خلاله لشقين، الاول بقلب أم لم يعرف سوى الخوف على ابنتها يبكي ويتمرد ينكر الحقيقة، والآخر سيدة يجب أن تتسم بالقوة تحاول التخفيف عن ما جرى لفلذة كبدها.

"مخيفة"..كلمة واحد استطاعت بنت الإسماعيلية أن تعبر عن حالها عند دخول المستشفى لتلقى أول جلسة كيماوي، والتي وصفت خطواتها نحو الغرفة وقتها إنها تخطو للموت وليس الشفاء من المرض الخبيث، قائلة" كنت خايفة من صوت رجل الممرضة وهي جاية تديني جرعة الكيماوي"

صراع وألم وبكاء ويأس، مشاعر متخبطة شعرت بها بطلة السرطان، لكنها لم تقف وحيدة في مواجهته، فالتف حولها الأصدقاء والأهل والجيران، ويتسابق الجميع في الدعم وتقديم ما يمكن أن يخفف عنها ما تشعر به من آلام جسدية ونفسية، مواقف عديدة أثبتت أنها لم تكن وحيدة في ذلك الموقف الذي لم تضعه في الاعتبار يوما واحدا.

تجربة أليمة مع السرطان غيرت حال صاحبة الملامح الرقيقة للأفضل، "عرفت معنى الصبر الحقيقي" عبارة رددها لـ"صدى البلد"، بتنهيدة متذكرة بها الشهور الماضية في كل مرة تعود لمنزلها بعد جلسة الكيماوي، تلزم الفراش وتنصت إلى القرءان، تشعر بآلام في الجسد، وتناجي ربها وتطلب منه الشفاء العاجل.

" تقبلت الموضوع".. وقفت اسماء امام مرآتها لترى التغييرات التي طرأت عليها بعد تلقى العلاج، بنظرات لوم ودهشة استقبلت سقوط الشعر، والذي اثر بها في البداية فقط ،وتقبلت الامر شيئا فشيئًا، وشاركتها والدتها في الحديث وعبرت عن الأثر النفسي الذي بداخلها "وحشني شكل بنتي".

لم يقف الابتلاء عند هذا الحد، تلقت أسماء قبل خبر إصابتها بالسرطان بوفاة أميرة صديقتها التي لازمتها في المرض ، ورافقتها حتى تلقت أنفاسها الاخيرة، لم يعد هذا الفراق الأخير الذي بات في قلب أسماء، فبعد مرور شهور عاشت مرارة الفقد مرة أخرى مع عمر الطفل الذي تعرفت عليه داخل المستشفى التي تلقت بها صديقتها العلاج.

وبعد إصابتها بـ السرطان بشهور، ذاقت مرارة الاخبار السيئة مرة أخرى، "تحاليل باباكي مش كويسه"، تكرر نفس السيناريو مرة أخرى ولكن بشعور أصعب وأقسى على قلبها، يتساندان على بعضهما البعض يذهبان للمستشفى معا، يقويان على ما أصابهم، وبكلمات ممزوجة بالرضا قالت والدة اسماء خليل "ابتلاء من ربنا صعب بس هيعدي".