الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب تحت قبة الكونجرس.. خطاب حالة الاتحاد السنوي يتحول إلى فقرة استعراضية.. ترامب يزهو بإنجازاته ويجدد هجومه على الديمقراطيين.. ومواقف محرجة وطريفة لأول مرة في المناسبة الوطنية الأمريكية

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب تجنب الإشارة إلى محاكمة العزل في خطاب حالة الاتحاد
الرئيس الأمريكي يرفض مصافحة بيلوسي والأخيرة تمزق نص خطابه
حضور زعيم المعارضة الفنزويلية تحت قبة الكونجرس يفاجئ الأمريكيين
الديمقراطيات يخطفن الأنظار بأثوابهن البيضاء

ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر اليوم خطاب حالة الاتحاد السنوي، وقدم فيه لمحة عامة عن حملة إعادة انتخابه لولاية ثانية خلال الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نوفمبر المقبل.

وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، ألقى ترامب خطابه في الكونجرس أمام أعضاء مجلس النواب الذين صوتوا بالأغلبية لصالح اتهامه بإساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس تمهيدًا لعزله، وكذلك أمام أعضاء مجلس الشيوخ الذين يستعدون للتصويت اليوم على توجيه التهمتين إليه.

ولم يتطرق ترامب خلال خطابه صراحة إلى محاكمة عزله الدائرة حاليًا في مجلس الشيوخ، الأمر الذي أراح حلفاءه الجمهوريين نوعًا ما، الذين شجعوه على التركيز على أجندته وإنجازاته وسياساته، والذين يخشون زلات لسانه وتصريحاته الصادمة التي يستغلها خصومه.

ويبدو أن ترامب قرر هذه المرة الإصغاء لنصيحة مستشاريه، وركز في خطابه على إنجازات إدارته خلال ولايته الأولى في الاقتصاد وتأمين الحدود والتصدي لأنشطة إيران التخريبية، وهي ذات الموضوعات التي يُتوقع أن تبني عليها حملته الانتخابية دعايتها استعدادًا للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال ترامب في خطابه "خلال سنوات ثلاث قصيرة، حطمنا فكرة التراجع الأمريكي ورفضنا تحديد أفق مصير أمريكا. إننا نمضي إلى الأمام بوتيرة لم يكن ممكنًا تخيلها قبل فترة قصيرة من الآن، ولن نعود إلى الوراء أبدًا".

مع ذلك، لم يستطع ترامب مقاومة إغراء التصرف بشكل صادم ومخالف للتوقعات وقواعد البروتوكول، ورفض مصافحة رئيسة مجلس النواب الديمقراطية وخصمته اللدود نانسي بيلوسي قبل تلاوة الخطاب، وهي بدورها تجاهلت النظر إليه تمامًا أثناء إلقائه الخطاب، وتشاغلت بقراءة نصه من أوراق موضوعة أمامها والتجول بعينيها في قاعة الكونجرس الفسيحة.  

التصفيق أيضًا جرى على نحو محسوب من جانب بيلوسي والنواب الديمقراطيين، وفي مواضع معينة من الخاطاب، بخلاف تصفيق الجمهوريين الذي لم ينقطع تقريبًا بعد كل جملة يتلوها الرئيس الأمريكي، وشوهدت بيلوسي تهز رأسها يمنة ويسرة في إشارة إلى عدم التصديق، عندما وصل ترامب في خطابه إلى فقرة تعهد فيها بالحفاظ على برامج الرعاية الصحية والاجتماعية.

وبعدما فرغ ترامب من إلقاء الخطاب رفعت بيلوسي النسخة المطبوعة ومزقتها على مرأى من النواب وعدسات التصوير وألقتها أمامها مكومة على المنصة التي كانت تجلس إليها بجانب نائب الرئيس مايك بنس، بينما وقف النواب الجمهوريون يصفقون بحرارة ويهتفون محيين الرئيس الأمريكي.

واستغل ترامب فرصة الخطاب لإبراز إنجازات إدارته، وفي مقدمتها توقيع المرحلة الأولى من اتفاق التجارة مع الصين، وتوقيع اتفاق التجارة الجديد مع المكسيك وكندا، وإقرار نظام الإجازات المدفوعة لموظفي الهيئات الاتحادية، فضلًا عن الكشف عن ملامح حملته الانتخابية في ثنايا الخطاب.

وعلى الرغم من الحرب المستعرة بين ترامب وحلفائه الجمهوريين من ناحية وخصومه الديمقراطيين من ناحية أخرى، كانت هنالك مواضع في الخطاب نالت استحسان النواب من الحزبين، مثل تلك الفقرات الخاصة باتفاق التجارة مع كندا والمكسيك، الذي أمكن إبرامه بتعاون من النواب الديمقراطيين في مجلس النواب.

ومع ذلك، لم يخل خطاب ترامب من فقرات تصادمية، فهو مثلًا هاجم الديمقراطيين بسبب دعمهم لمد مظلة الرعاية الصحية لتشمل المهاجرين الأجانب غير الشرعيين في الولايات المتحدة، داعيًا الكونجرس إلى تمرير تشريع يحظر منح مثل هذه المزايا للمهاجرين.

ويُعد ترامب ثاني رئيس أمريكي، بعد بيل كلينتون، يلقي خطاب حالة الاتحاد في ظل عملية جارية لعزله في الكونجرس.

وهيمن الاقتصاد على الجزء الأكبر من خطاب ترامب، الذي راح يزهو على نحو متكرر بعودة "العظمة الأمريكية" التي يتخذ منها شعارًا لحملته الانتخابية، وبانتعاشة الصناعة وفرص العمل التي شهدها عهده.

وسعى ترامب إلى انتزاع اعتراف بإنجازاته الاقتصادية، وإبراز اختلافه عن الرؤساء والإدارات الأمريكية السابقة، كما امتدح إنجازات سياسته الخارجية، وفي مقدمتها اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.

ولم تخلُ مناسبة الخطاب من مواقف غريبة أظهرت حب ترامب للاستعراض وعجزه عن مقاومة ميله لمفاجأة المتابعين. ومن ذلك ظهور زعيم المعارضة الفنزويلي خوان جوايدو خلال خطاب حالة الاتحاد، برغم عدم كشف ترامب عن حضوره خلال إعلانه القائمة الأولية لضيوف الخطاب.

وخلال إلقاء الخطاب، قال ترامب إن جوايدو هو الرئيس الشرعي لفنزويلا، واصفا نيكولاس مادورو بـ"الطاغية".

وتابع ترامب: "دعوت الرئيس جوايدو الشجاع لنظهر تعاطفنا مع الشعب الفنزويلي"، مؤكدًا أن الأمريكيين متحدون مع الشعب الفنزويلي في كفاحهم من أجل الحرية.

ومنح ترامب المذيع راش ليمبو، وسام الحرية الرئاسي، خلال خطاب حال الاتحاد. وليمبو البالغ 69 عامًا، هو أحد رموز الحزب الجمهوري وحليف مقرب من ترامب، وأعلن أمس أنه يبدأ علاجا بعد إصابته بسرطان الرئة.

وقال ترامب: "كل أسرة أمريكية تقريبًا تعرف الألم عندما يتم إصابة أحد أفراد أسرتها بمرض خطير.. هذه الليلة رجل مميز، شخص محبوب من قبل ملايين الأمريكيين الذين تلقوا للتو تشخيص مرض السرطان بالمرحلة الرابعة. هذا ليس بالأخبار الجيدة".

وطلب الرئيس الأمريكي من السيدة الأولى ميلانيا ترامب أن تقدم لليمبو الوسام الذي يعد أعلى الأوسمة المدنية في الولايات المتحدة.

ويعد ليمبو واحدا من أشهر مقدمي برامج فوكس نيوز وهو شخصية يمينية شهيرة، ومن المقربين للرئيس دونالد ترامب ومن أشد الداعمين لإدارته.

وخلال إلقاء الخطاب تم طرد أحد المحتجين من القاعة؛ بعد ما صاح صارخًا أثناء إلقاء ترامب خطابه السنوي.

وحسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، صاح والد أحد ضحايا مجزرة بارك لاند، خلال خطاب حالة الاتحاد، قائلا: "ماذا عن ضحايا العنف المسلح مثل ابنتي؟"، ليتم على الفور طرده من القاعة، بينما واصل الرئيس الأمريكي خطابه بلا إزعاج. 

وخطفت الديمقراطيات الأنظار، في مبنى الكابيتول، خلال حضورهن للاستماع إلى خطاب الرئيس دونالد ترامب، حيث ارتدت العديد منهن الفساتين والبذات البيضاء بينهن نانسي بيلوسي زعيمة الأقلية الديمقراطية ورئيسة مجلس النواب التي أظهرت دعما لحملة للظهور بهذا اللون، وفقا لشبكة "سي إن إن".

فيما قالت النائبة لويس فرانكل إن ارتداء اللون الأبيض هو رسالة محترمة للتضامن مع النساء في جميع أنحاء البلاد، وإعلان "أننا لن نعود إلى الخلف بحقوقنا المكتسبة بصعوبة".