الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على جمعة يوضح 3 أمور محركة للإنتاج الفكري والحضاري

على جمعة يوضح 3 أمور
على جمعة يوضح 3 أمور محركة للإنتاج الفكري والحضاري

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق،عضو هيئة كبار العلماء، إن الشق الثاني للموروث هو الواقع الذي يقابل النتاج الفكري.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعى «فيسبوك» أن الواقع يتكون من خمسة عوالم، وهن:عالم الأشياء  والرموز والأفكار والأحداث، مشيرًا أنه عندما نتعامل مع الواقع نضع على أعيننا نظارة النص.


وتابع: ففي علم الفلك مثلًا لكي أفهم جيدًا؛ فإنني أحتاج إلى رصد لعُمر طويل، فكانوا يرصدون في جداول كبيرة وكثيرة، كلها أرقام ومعادلات كجداول اللوغاريتمات بالضبط كما يفعل الفلكيون المعاصرون.


وتساءل:  لكن ماذا استفاد أهل التراث في ذلك؛ حين نراجع عمل هؤلاء الأجداد نجدهم قد أخرجوا علماء ذوي فهم عميق جدًا لمواقيت الصلاة واتجاه القبلة ومواقيت الصيام والحج... إلخ. 


وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن  الفلكي المسلم القديم يحب -ولا شك- هذا الفن بغض النظر عن الدين، لكنه كمسلم التفت أيضًا إلى معرفة هذه العلوم لدينه وخدمته.


وأشار إلى أنه في عالم الأشياء الجمالية نجد أن الزخرفة الإسلامية تحرَّجت عن رسم الكائنات الحية؛ فبدأت بالرسومات الهندسية ثم النباتية فالخطيَّة، ثم خلطت بين كل هذا؛ ليظهر الأرابيسك الإسلامي وفلسفة فنية خاصة.


ونوه أنه كان  هناك تقدم وتطور و حضارة حية منتجة؛ يتأمل الباحث في ذلك فيجد ثلاثة أمور محرِّكة لهذا الإنتاج، وهي: أولًا: معرفة بالله، ثانيًا: خوفًا من الله، ثالثًا: حبًا لله .


وواصل أن هذا ما بدا في الخط القرآني - الذي تُكتب به المصاحف- في عصور الالتزام والاستقامة، ولكن بعد القرن السابع لوحظ أن الخط القرآني بدأ يسوء؛ دليلًا على أن المعرفة بالله - سبحانه وتعالى بدأت تضعف-.


واستكمل أن النُّسّاخ  بدوأ ينسون أسباب نشأة هذه الخطوط، وتضاءل تفاعلهم مع القرآن على عكس ما جرى مع ابن مقلة الوزير .

وأفاد أنه حتى القرن السابع كانت الزخرفة في المصحف قليلة، وهذا نابع عن الخوف (أو التحرُّج).. لكن بعد ذلك بدأت الزخرفة تتزايد مما دل على نقصان الخوف.


وأبان أنه في القرون الأخيرة بهتت الخطوط والزخارف مما دل أخيرًا على ضياع الحبِّ نفسه، وإذا ما خرج اليوم كتاب فيه هذه الشروط الثلاثة، نجده من رجل ورِع تقيٍّ، مختتمًا: " هذا في عالم الأشياء، فماذا عن عالم الأفكار؟".