الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم المنشاوي يكتب: بأي حال عدت يا حب؟!

صدى البلد

"هدية حلوة ويوم جميل".. هذا ما يشغل بال الكثير منّا قبل حلول عيد الحب"، فهو اليوم الموعود لالتقاء الأحبة، والعفو عن السقطات، وغفران وتنحي الخلافات، فتجد من يرتدون الملابس الحمراء، وآخرون يحملون الورود ويقدمون القرابين والبراهين لمن تربع على عرش قلوبهم، وغيرهم افترش الحدائق والمتنزهات، وبدأوا يتجاذبون أطراف الحديث، ففي هذا اليوم إن شأت فقلّ بأن جميعنا يحتفل على طريقته الخاصة.

هذا ما يبدو على الساحة وخشبة المسرح للجمهور، فهناك من القصص والعبر وخلف الكواليس حكايات لا تعد ولا تحصي، محليًا ودوليًا، فهناك من أبرز ما قرأت وعلى سبيل المثال لا الحصر، الطريقة التي اختارها المتواجدون على متن "أميرة الألماس" الباخرة السياحية التي ضاقت بها السبل في مياه البحر المظلم، فسارت في المياه تبحث عن مرسى تقف عليه، بعدما رفض كثير من البلدان أن ترسو السفينة بشواطئها خوفًا الفيروس اللعين "كورونا" لكونها خرجت من إحدى المياه الصينية.

احتفل المتواجدين على متن السفينة البالغ عددهم 3700 شخص، التي كانت تخضع للحجر الصحي في اليابان الجمعة الماضية، عبر تزيين السفينة بالورود مع رسائل على شكل قلوب لطاقم السفينة، وقائمة طعام خاصة، فضلا عن انفصال مؤلم، علاوة علي إعداد إحدى الراكبات قلوبا ورقية وعلقتها على باب غرفتها مع رسائل موجهة إلى الطاقم منها "شكرا على عملكم الشاق" و"شكرا لاهتمامكم بنا"، وذلك بحسب ما نشره موقع "بلدنا اليوم".

أيضًا، هناك من يحتفل تحت خط النار، وعلى جبهات القتال، والغارات والبراميل المتفجرة مثل سوريا، وآخرون في ساحات وميادين الاحتجاج مثل العراق ولبنان، وغيرهم في المعتقلات مثلما حدث مع أشقائنا اليمنيين من الشباب الذين قام "الحوثيين" باعتقالهم في صنعاء ـ كل من ارتدي ملابس حمراء ـ بذريعة الاحتفال بعيد الحب.

لكن، لم يرتبط هذا بذهني فقط عن عيد الحب، وما يحمله من عادات وتقاليد أو حتى طقوس، بل ويمكننا جميعًا الحكم على كل من اختزل هذا اليوم وأحداثه بتلك المشاهد فقط بأنه أعمى، ليس البصر، بل البصيرة، حيث هناك من يقف على أعتاب غرف العمليات، وآخرون يفترشون طرقات المستشفيات، وغيرهم في المقابر، وغيرهم يواجهون برودة الطقس على الأرصفة "المشردين"، لم يكن هذا فحسب بل وهناك من يصارع الموت على فراش المرض وتحت جرعات وتأثير الكيماوي.

فكل من يوجد في تلك الأماكن، سوءا بصحبة المريض، مرافقُا كان أو زائرًا، والحاضرون في وداع ميتٍ أبًا أو أمًا أو أخًا أو ولدًا وصديقًا، هم فقط من يمكننا الجزم دون نفاق بأنهم ضربوا أسمى معاني الحب والعطاء والتضحية في عيد الحب، فرغم مرارة المرض وألمه ينتظرون على أمل الشفاء، ورغم حرارة الفراق، يأملون لم الشمل في جنان الخلد، فهؤلاء لا ينتظرون مقابل، ولا يطمعون في كلمة شكرٍ أو عرفان، ولا يتأهبون لرد الجميل.

لكن يبقي السؤال مطروحًا: ماذا أهديت لنفسك في عيد الحب؟، فنفسك التي بين جنبيك لها حق عليك، فكما تحرص على منح كل ذي  حقٍ حقه فأعطي نفسك حقوقها، حق الطاعة لله، حق الراحة، حق سعة الصدر، وحق الطمأنينة والسكينة والاستقرار، وحق السلم والسلام، فعليك أن تهديها الصبر وتُجمّلها بالصدق وتعطرها بحب الناس.