الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفتخر بوالدي مهما حدث.. طبيب سوري يروي قصته مع أبيه المصاب بمتلازمة داون

صدى البلد

"لو كنت أقدر اختار مين يكون والدي ما كنت أفكر في أي  شخص تاني غير أبي" بكل فخر واعتزاز قالها "صادر عيسى" الطالب السوري بكلية الأسنان معبرًا عن علاقته بوالده ذو متلازمة داون.

منذ أكثر من 21 عامًا مضى أسس "جاد" المصاب بمتلازمة داون مع  شريكة حياته التي تصغره بنحو 3 أعوام منزلًا يعم أرجائه الحب والود والتفاهم، إلى أن جاء إلى عالمهم "صادر" الطفل الصغير الذي أزاد من من مقدار الحب والحنان في المنزل، فيقول  "صادر" :"من أول يوم ولدت فيه وأبي  يغمرني بالحب والحنان بشكل لا يصدق".

لم تعرقل إصابة "جاد عيسى" بهذا المرض المزمن من خطواته وسعيه المستمر والدؤوب في أن يكون زوج وأب ورب أسرة، فيقول "صادر":" لمدة 21 عامًا قدر والدي أن يؤدي دوره على اكمل وجه، كان بيشتغل بأي شيء وفي أي شيء حتى تكون حياتي طبيعية كباقي الأطفال لا ينقصها أي شيء"، فقد عمل "جاد" على مدار سنوات في طاحونة برغل بجوار المنزل ليأمن مستقبل ابنه ومصدر الدخل.

مرت السنوات وشب الطفل ليكلل مجهود أبيه بدخوله كلية الصيدلة ليتخرج منها طبيبًا يفتخر به، فيحكي "صادر" بنبرة تملؤها الفخر:" خلال دراستي  كان هو الداعم الأكبر من كل النواحي  سواء النفسية أو المادية، وأبسط هدية أقدر أقدمها لهذا الشخص هو إن أكون أبن يليق به وأحسن شخص بالدنيا، ويفتخر بي".

"كأي زوجين كان في أيام يتفقون فيها وأيام فيها خلافات، لكن الدائم  في بيتنا البسيط أنه دافئ بحبنا، وبيئة كهذه قادرة على إنتاج طفل سوي مشبع  بالحب والحنان والسلام النفسي"، هذا هو الحال داخل منزل "صادر" في إحدى البلدات السورية، وفي الختام قال "صادر" :" أرى الفخر والفرح في عين والدي، وكأنه يقول هذا الرجل ابني ونتاج تربيتي، وهذا ما يجعلني  في غاية السعادة".

كانت قصة "صادر عيسى" قد عرضت بالمؤتمر الوطني لمتلازمة داون، وأشاد القائمون على المؤتمر بتلك القصة فمن النادر فعلًا أن يكون لدى الرجال المصابين بمتلازمة داون أطفال، ويعتبر الاب تحدى كثيرًا ليفعل كل هذا".