الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر الكورونا


جاءت حزمة قرارات مجلس الوزراء الطارئة فى توقيتها القياسي لكى تضبط ما كان ينبغى ضبطه وما كان يجب أن يكون ، حيث تشير معلومات قريبة من دوائر صنع القرار الى أن الحكومة على استعداد لإدخار كل المجهودات الممكنة للتضييق على وباء (كورونا) الذى تحول إلى عالمى وشمل معظم دول أوروبا وأسيا وأفريقيا وحتى أمريكا .


بدأت سلسلة الإجراءات الاحترازية لمواجهة المرض بسلسلة نشرات دورية للتعريف به وطرق الحد منه والقضاء عليه ثم قرار بتعليق الرحلات بين الخارج والداخل بالرغم من تشكيل ذلك الأمر خطورة على الإقتصاد المصرى الا ان الأمر لم يعد ترفيهيا بل جادا ويجب مواجهته بنفس  الجدية التى توغل بها فى البلاد بسرعة فائقة وقد سمعنا عن مساع حكومية أخرى بجانب تعطيل الدراسة فى المدارس لمدة أسبوعين وذلك بالتنسيق مع وزارة التموين بغرض توفير السلع الغذائية اللازمة لضمان وجود خزين مستقر حال تطور الأمور لا قدر الله بشكل أو أخر .


ومن هنا يتبين لنا دور الحكومة المصرية المستمر فى مكافحة الوباء بأساليب قابلة للتطبيق على أرض الواقع بعيدا عن الشعارات والخطب والمحاضرات الأكاديمية والفهلوة الكاذبة .


يظل الضوء مسلطا على القطاع الخاص وأسئلة عديدة تحتاج الى أجوبة مباشرة وحاسمة حول الشركات و وضع الموظفين والعمال فيها حال اتخاذ الحكومة تدابير احترازية أكثر صعوبة مثل حظر التجوال ببعض المناطق مما يعنى شللا اقتصاديا تاما وتوقف الإنتاج وهذه الرؤية قد تكون درامية بعض الشىء الا انها فى ظل تطور الأمور ستبقي مطروحة على مائدة المقترحات و يحضرنى حل يمكن تسميته بالحل السحرى الذى يمكن أن يلجأ اليه بعض رجال الأعمال وشركات القطاع الخاص اذا اضطرت لتوقف أنشطتها وهو المقترح الذى علمته فى دردشه تليفونية مع الاستاذ عيد لبيب رجل الأعمال الذى يخرج بين الحين والأخر بصورة وطنية لمد يد العون مثل الكثير من المخلصين لمصر.


ويتلخص المقترح الذى سيطبقه لبيب فى مجموعة شركاته بمنح أجازة للعمال دون رواتب مع صرف كرتونة تموينية شهرية شاملة لهم وأسرهم وبذلك يكون تم تأمينهم بشكل غير مباشر وفى نفس الوقت حل وسط اذا لم تقم الحكومة بتعويض القطاع الخاص جراء ما يمكن أن يتعرض له من هبوط إقتصادى بسبب حالة الركود التى يمكن أن تصيب السوق .


الكورونا ليس وحشا يمكنه التمكن من أحد الا اذا منحناه الفرصه وهو بشكل عام تم تعريفه من قبل منظمة الصحة العالمية بكونه مرضا ضعيفا اذا تمت السيطرة عليه فى مراحلة الأولية ينحسر ويتلاشي ويمكن تحقيق ذلك باستخدام المطهرات الصيدلانية المتنوعة وعلى رأسها الكحول و الديتول و خليط الملح بالماء والكلور الذى ترش به الأسطح و الأرضيات فى المنازل وأماكن العمل بجانب إرتداء أقنعة الوجه الواقية واستخدام المناديل المبللة والحرص على بعض السلوكيات منها تقليل التجمعات فى الشوارع وتناول أطعمة التيك أواى السريعة و غسل الأيدى بالماء والصابون بصورة دورية .


وتضاربت الروايات والأقاويل حول سبب ظهور الكورونا فى الصين تحديدا التى يتجاوز عدد سكانها المليار ورجح البعض ذلك الى خروجهم عن كل ما هو مألوف فى عملية التغذية وتناولهم للحشرات والقوارض والطيور الجارحة مثل الثعابين والخفافيش وأكل النمل المتهمين بنقل ذلك الوباء للانسان وذلك بناء على تقارير وكالات بحثية طبية شهيرة فى الصين  الا أن دوما الدول العظمى لا تقف عاجزه أمام مستقبلها بل تتحرك وتقاوم  وتسعى لإيجاد حلول وتجرى حاليا تجارب ثنائية مشتركة بين شركات صينية و المانية تعمل فى المجال الدوائى من أجل إيجاد مصل للوقاية من الكورونا .


المصريون بفكاهتهم المعهودة حولوا الحزن الى فرح و الميام الى عرس و ألفوا نكات عديدة حول الكورونا مشبهينه بنوع من الشيكولاته أو أحد محركات السيارة بينما رأى بعض رجال الدين المسيحى الأمر كإشارة على بداية علامات القيامة ومنهم من شببهها بضربات العهد القديم  وبين هذا وذاك يظل الأمر معلقا ونبقي أمام حقيقة يقينية أننا أمام وباء عالمى.

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط