الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد قتله 50 مليون إنسان وإصابة 40% من سكان العالم.. ما سبب تسمية وباء 1918 بـ الإنفلونزا الإسبانية؟

مصابي انفلونزا الإسبانية
مصابي انفلونزا الإسبانية

على خلاف ما ساد من اعتقاد بأن وباء الإنفلونزا الإسبانية، الذي حصد أرواح نحو 50 مليون شخص نشأ في إسبانيا، فإن التكهنات تشير إلى أنه بدأ في فرنسا أو بريطانيا أو الصين أو الولايات المتحدة؛ إذ لازال العلماء لا يعرفون مصدره تحديدًا.. ولكن يظل السؤال لماذا ربط بإسبانيا مادام لم يبدأ منها؟.


سوء فهم

في ربيع عام 1918 وفي خضم صراع الحرب العالمية الأولى، بدأت أكثر سلالات الإنفلونزا دموية في التاريخ الحديث في الانطلاق، وأصاب الفيروس ما يصل إلى 40% من سكان العالم آنذاك على مدى الأشهر الـ 18 التالية، ومن بين هؤلاء قُتل ما بين 20 إلى 50 مليون شخص.

وعندما وصل الوباء إلى ذروته في خريف عام 1918، أصبح معروفًا باسم "الإنفلونزا الإسبانية" أو "السيدة الإسبانية" في الولايات المتحدة وأوروبا. 

افترض الكثيرون أن هذا يرجع إلى أن المرض قد نشأ في إسبانيا، لكن اللقب كان في الواقع نتيجة لسوء فهم واسع النطاق، بحسب ما يشير إليه موقع شبكة قنوات "History" الأمريكية.

انطباع مضلل

كانت إسبانيا واحدة من عدد قليل من الدول الأوروبية الكبيرة التي بقيت محايدة خلال الحرب العالمية الأولى، وعلى عكس بقية الدول التي منعت الإبلاغ عن الإصابات وتغطية أخبارها، كانت أخبار الوباء تتصدر عناوين الصفحات الأولى للصحف الإسبانية، وازدادت وتيرة التغطية وشموليتها حدة بعد أن تعرض الملك الإسباني ألفونسو الثالث عشر للإصابة بالفيروس القاتل.

وفي حين كانت التغطية الإسبانية متزايدة، كانت الدول الأخرى خاصة أطراف صراع الحرب العالمية الأولى تمارس تعتيمًا إعلاميًا واسع النطاق على أعداد الإصابات والوفيات جراء الفيروس؛ لتجنب التأثير على الروح المعنوية، ما أعطى انطباعًا مضللًا أن إسبانيا كانت أكثر المناطق تضررًا، وأنها مصدر الشرارة الأولى لانطلاق الفيروس.

وللمفارقة فقد اعتاد الإسبان إطلاق اسم "الإنفلونزا الفرنسية" على المرض المميت في وسائل إعلامهم؛ لاعتقادهم بأنه جاء إليهم من فرنسا.

في حين أنه من غير المحتمل أن يكون مصدر "الإنفلونزا الإسبانية" في إسبانيا، لا يزال العلماء غير متأكدين من مصدرها. وقد تم اقتراح كل من فرنسا والصين وبريطانيا باعتبارها مكان ولادة الفيروس المحتمل، وكذلك الولايات المتحدة، حيث تم الإبلاغ عن أول حالة معروفة في قاعدة عسكرية في كانساس في 11 مارس 1918.

 كما أجرى الباحثون دراسات مكثفة على بقايا ضحايا الوباء، لكنهم لم يكتشفوا بعد لماذا كانت السلالة التي دمرت العالم في عام 1918 مميتة للغاية؟