الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة العراب.. أحمد خالد توفيق عاد من الموت مرة وفشل في الثانية

الدكتور أحمد خالد
الدكتور أحمد خالد توفيق

"الموت يأتي بسرعة فائقة فلا تراه قادمًا.. من ماتوا لم يجدوا فرصة ليخبروا الآخرين بهذا.. أنا من القلائل الذين عادوا ويمكنهم أن يؤكدوا لك ذلك" كانت هذه خاتمة مقال للعراب أحمد خالد توفيق، بعنوان "أماركورد" ومعناه أنا أتذكر، سرد فيه تجربته مع الموت، قبل وفاته بـ6 سنوات.

تحل اليوم الذكرى الثانية لوفاة أحمد خالد توفيق، الذي توفى 2 أبريل 2018، عن عمر يناهز 55 عامًا إثر أزمة صحية مفاجئة.

ذات اليوم قبل 6 سنوات، شعر العراب بالتعب نتيجة ضيق التنفس وضربات قلبه المختلة خلال تناوله الغداء، حتى أصابه الإغماء ووقع على الأرض، ليفتح عينه بعد ذلك على وجوه أسرته الباكية زوجته الدكتور منال وابنيه محمد ومريم، يتوسلون إليه لكي يفيفق ويفتح عينيه.

لم يكن يعرف شيئا في البداية، لكنه أدرك بعد ذلك أن قلبه توقف عن العمل تماما وسقطت على الأرض، ونظرا لكون زوجته طبيبة مثله؛ اتصلت على صديقه الدكتور رائف -بعدما فشلت محاولات الاتصال بالإسعاف- الذي جاء بعد ذلك لينقل العراب إلى دكتور أيمن صديقهما طبيب القلب، ليكشف على حالته، ثم تبين أن قلبه رخو تماما ولديه ارتجاف بطيني، لذلك تم نقله إلى عناية القلب بمستشفى طنطا الجامعي.

"عندما رقدت في الضوء الخافت بعد ذلك، كنت أفكر في أحداث اليوم..  كان من الوارد جدًا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 إبريل بعد صلاة الظهر".

قضى العراب أياما في قسم القلب بسبب تدهور حالته نتيجة تضخم عضلة القلب لارتفاع ضغط الدم وهذا جعلها غير مستقرة تمامًا، ثم نقلوه بعد ذلك إلى مستشفى عين شمس ليجري عملية قسطرة، زرعوا خلالها جهاز لتنظيم ضربات القلب: "وزرعوا الجهاز الذي يبلغ حجمه تقريبًا حجم ماوس الكمبيوتر.. الجهاز الذي زرعوه لي اسمه ICD ومهمته أن يراقب النبض فإذا شعر باضطراب أو ارتجاف بطيني أطلق الصدمة الكهربية التي تعيدني للحياة، ويعمل بحجارة تستبدل كل سبع سنوات. جهاز باهظ الثمن طبعًا لكن جامعة طنطا قامت بتحمل تكاليفه بالكامل".

"بالنسبة لي مت مرتين في يوم واحد، ولم يكن الأمر صعبًا جدًا .. فجأة انقطع الفيلم في لحظة بعينها ثم عاد بعد حذف عشر دقائق. جميل جدًا ألا تعرف أنك تموت ولا تتوقع ذلك.  فجأة أنت هنا .. فجأة أنت هناك مع السر الأزلي، وتدخل عالم القبر والكفن وانتفاخ البطن وسقوط الأنف .. ويخافك الأحياء.. لكنه بلا شك أفضل من معاناة صعوبة التنفس أيامًا وأنت موصول بجهاز تنفس، أو الشلل عدة أشهر وتلويث الملاءات، أو السقوط تحت عجلات قطار أو ميكروباص مجنون .. كانت ميتة جيدة نظيفة برغم كل شيء.. شاء الله ألا يفقد الصغيران أباهما الآن".

عاد بعد نجاح العملية إلى المنزل مرة آخرى مع أسرته التي لم تتخل عنه للحظة، لكنه شعر عقب العملية بالدوار نظرا لعجزه عن إبقاء رأسه مرفوعا، كما شعر بالاكتئاب الذي زال بمرور الوقت: "شبيه بالاكتئاب الذي يصيب كل من يخرج من نوبة قلبية.. ذلك الشعور الكئيب بأن اليوم طويل والإضاءة ضعيفة والتنفس صعب!.. يضيق صدرك تمامًا وتشعر بأطنان تجثم عليه.. فعلا شعور فظيع! لو لم يزل لكنت قد جننت فعلًا".
 
"لقد عدت للحياة .. يجب أن أتذكر هذا .. ربما كانت لعودتي دلالة مهمة .. لا أعرف .. ربما كان هناك عمل مهم جدا سوف أنجزه .. لكن ما هو ؟.. أخشى أن أكون قد عدت لأتلف ما قمت به في حياتي الأولى".