الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يؤثر كورونا على فرص العمل فى أفريقيا؟ تفاصيل

فيروس كورونا
فيروس كورونا


مرت بالعديد من الأزمات فمن استعمار دام لقرون والعمل على اجلائه ولكنه بعد التخلص من الاحتلال، دخلت معظم بلادها فى حروب أهلية وتعرض أنظمتها الصحية لموجة من الأوبئة التى حصدت معها أرواح الكثير من الضحايا، هذا بالتوازى مع أفة الإرهاب، هذه الأزمات كلها تجمعت بمكان واحد يطلقون عليه القارة الأفريقية.

ولكن ظلت أفريقيا عصية على تلك المشكلات ومضت فى طريقها، إلا أنه لم تصل للمكانة التى يجب أن تكون عليها وخاصة أنها القارة الشابة الغنية التي تمتلك من الثروات ما يجعل شعوبها من أغنى أغنياء العالم، ولكن يبدو أن لا در يقف حائلا بين هذا فالفقر وكأنه يليق بتلك الشعوب فبعد أن سعت ماضية نحو النمو والتقدم جاء فيروس كورونا ليلعب دوره فى إبقاء الفقر والبطالة داخل القارة.

أكد تقرير "العمالة العالمية والتوقعات الاجتماعية: اتجاهات عام 2018"، الذي صدر عن منظمة العمل الدولية،  استقرار معدل البطالة عالميا بعد ارتفاعه في عام 2016، حيث بلغت 5.6% في عام 2017، وتجاوز عدد العاطلين عن العمل 192 مليون شخص.

وبالنسبة لمنطقة شمال أفريقيا، قال التقرير إن عدد العاطلين سيظل ثابتا عند 8.7 مليون شخص في ظل النمو القوي في قوة العمل، مؤكدا على أهمية خفض معدل البطالة من 11.7% العام الماضي إلى 11.5% هذا العام. وعلى الصعيد العالمي، تتسم المنطقة بأعلى معدل بطالة بسبب الفجوات الكبيرة التي تواجه الشباب والنساء اللاتي يمثلن نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل.

البنك الدولي يرى أن أكثر من نصف الفقراء يعيشون فقرا مدقعا في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث ارتفع عدد الفقراء بالمنطقة تسعة ملايين شخص في حين كان يعيش 413 مليون شخص على أقل من 1.9 دولار يوميا عام 2015، أي أكثر من جميع المناطق الأخرى مجتمعة.

وأكد البنك الدولي أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإن كل تسعة من بين كل 10 فقراء فقرا مدقعا سيعيشون في أفريقيا جنوب الصحراء بحلول عام 2030.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا تزال دول القارة جالسة فى الفقر فى حين أن تلك الثروات التى تتمتع بها يجعل شعوبها الأغنى على الكرة الأرضية، وعليه كثيرون أرجع هذه المسألة إلى ما فعله الاستعمار حيث أن الاحتلال الأوربي كان حريص على عدم تدريب الوطني على اعمل مؤثر فى الحكومة وأن كل الوظائف الرئيسية تقتصر على الأجانب فقط داخل تلك المستعمرات الأفريقية.

لذلك قال البنك الدولى أن أفريقيا تتمتع بمركز فريد يتيح لها استحداث مسار جديد تماما للتنمية يقوم على تسخير إمكانات مواردها الطبيعية والبشرية، ولكن متوسط معدلات النمو في أنحاء القارة لا يعكس بعد هذا الوضع، إذ من المتوقع أن يُسجِّل معدل النمو في أفريقيا جنوب الصحراء زيادة طفيفة إلى 2.6% في 2019 ارتفاعا من 2.5% في 2018، وهو ما يقل 0.2 نقطة مئوية عن المستوى الذي أشارت إليه التنبؤات في أبريل، غير أن هذا يخفي فروقات كبيرة بين البلدان، فأربعة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم في 2019 توجد في أفريقيا: كوت ديفوار وإثيوبيا وغانا ورواندا.

ولكن فتح أبواب الاستثمار فى أفريقيا قد يكون الباب الصحيح الذي يمكن تلك الشعوب من إيجاد حل رص عمل لائقة تساهم فى رفع معيشتهم الاقتصادية، فبالتأكيد أن العلاقات القوية المتزايدة بين دول أفريقيا والصين ساهمت فى زيادة استثمارات تلك الدول العميقة.