الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احذر الاستهانة بهذا الأمر .. يهدد علاقتك مع الله

احذر الاستهانة بهذا
احذر الاستهانة بهذا الأمر .. يهدد علاقتك مع الله

قال الحبيب الجفري، الداعية الإسلامي، إن العاصي يمكن أن يكون محبوبًا عند الله؛ فأبواب الله مفتوح لم تغلق ورحمته عظيمة وفضله واسع.

واستشهد  " الجفري" في إجابته عن سؤال: "هل يمكن أن أكون محبوبًا عند الله رغم معصيتي؟  بما روى عن أبى هريرة- رضي الله عنه-: "إذا كان ثُلُثُ الليلِ أو شَطْرُه يَنزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ هل من سائلٍ فأُعطيَه هل من داعي فأستجيبَ له هل من تائبٍ فأتوبَ عليه هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له حتى يَطْلُعَ الفجرَ".

اقرأ أيضاً // لهذا السبب.. سيشفع النبي لجميع الخلائق من آدم وحواء 

واستدل أيضًا بما روى عن أبي مُوسى عَبْدِاللَّهِ بنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِيِّ -  رضِي الله عنه- عن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: " إِن الله تَعَالَى يبْسُطُ يدهُ بِاللَّيْلِ ليتُوب مُسيءُ النَّهَارِ، وَيبْسُطُ يَدهُ بالنَّهَارِ ليَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مغْرِبِها" .


واستند الحبيب الجفري إلى قوله - تعالى-: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، ( سورة الزمر: الآية ٥٣).

اقرأ أيضاً // على جمعة يكشف عن ٦ مكآفات ربانية لمن استبدل العمرة بمساعدة المحتاجين 

ونبه الداعية الإسلامي: المهم ألا يتحمل الأمر الاستهانة بالله - عز وجل-، بمعني: أنه عندما يذنب الإنسان ينبغي عليه التوبة النصوح وهي الشعور بالندم والرجوع عن المعصية والعزم على عدم العودة إليها وإذا كان الذنب متعلق بحق من حقوق العباد ترده إليهم وتطلب مسامحتهم.

وواصل أنه إذا تاب الإنسان عن المعصية وصدق فيها ثم عاد إليها مرة أخرى من جراء وساوس الشيطان؛ لا يتوقف عن التوبة بل يرجع إلى الله فهو يتوب عليه ويعطيه.

وأكمل الله - تعالى- يقول: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ  "، ( سورة البقرة: الآية 222)؛ والتؤابين صيغة مبالغة، وتعني هنا كثرة رجوعهم إلى الله أو لتريقهم في مراتب التوبة.

وحذر " الجفري" من خطر  الاستهانة بالمعصية، وتعني أن تحدثك نفسك قبل وقوعها بإنها معصية تغضب الله وتصر عليها معلقًا أمرك على التوبة.

وأردف: إذا فقدت أن تتألم من المعصية وتتحسب لها؛ خاف فأنت في خطر محقق، ووجب عليك الابتعاد عن أسباب المعاصي من صحبة سوء إلي غيره؛ فعلاقتك بالله أصبحت مهددة، لافتًا: الله فضله واسع وبابه مفتوح عند الرجوع إليه بحق.

اقرأ أيضاً //  مصطفي حسني: علامات حب الله واضحة في وباء كورونا 


فضل التوبة النصوح 
للتوبة النصوح عدد من الفضائل، أبرزها:

نيل محبة الله ورضوانه.

سعة الرزق والبركة فيه.

استقامة سلوك المسلم؛ لقوة الرقابة الداخلية لديه. نيل محبة النّاس له، ويظهر ذلك في أُلف الناس به، و ارتياحهم للحديث معه.

النجاح والتوفيق في شؤون الحياة المختلفة.

تماسك المجتمع وترابطه، ولا سيما كنتيجة للإقلاع عن الذنوب التي تتعلق بحقوق النّاس.

شعور المسلم بذاته وقيمته.

تحقيق معنى العبودية الحقّة لله سبحانه، وذلك عندما يفتقر المسلم لخالقه ويذل له.

طمأنينة المسلم في أمور حياته، وشعوره بالسعادة.

اقرأ أيضاً // صلاة تفرج همك وتغفر ذنبك.. داعية اسلامي ينصح بإدائها على هذه الكيفية 

الثبات على التوبة

الثبات على التَّوبةِ مسألةٌ يسيرة لا تثقل على قاصدها ولا تُجهده، إنَّما تتمثَّل بأفعالٍ وسُلوكاتٍ بسيطةٍ مُعتادةٍ تقطع حبلَ الذُّنوبِ والمَعاصي، وتَصِلُ باب مُراقبة الله والتطبُّعِ بأوامره واجتنابِ نواهيه، وتكون الثبات بإلتزام الأمور التالية: 

استشعار الأجر العظيم؛ فقد أعدّ الله - سُبحانه وتعالى- للتائب أجرًا عظيمًا إذا تَابَ توبةً صادقةً، ونَدم على جَميع الذّنوب والمعاصي التي ارتَكبها سابقاَ.

هجر الذنوب، والمعاصي التي اعتاد على ارتكابها فورًا؛ فالحَزم في ترك الذنوب والمعاصي من دواعي الثبات على التوبة، وعدم التّردد بها، ثم عدم العودة بعد ذلك لهذه الذنوب والمعاصي.

هجر كلّ ما يُمكن أن يُعيد التائب إلى المَعاصي والذنوب، ومن أهمّ ما يَجبُ على التائب الذي يَرغب بالثبات على التوبة بصدق أن يهجره كلّ الأسباب التي يمكن أن تُعيده لطريق الضياع ومعصية الله، كأصدقاء السُوء، وأماكن الفساد والفُجور، وأيُّ سببٍ قد يُزعزِعُ التوبة أو يُؤثر على التائب سلبًا، فتُرديه في طريق الضلال، والهلاك.

التيقّن بأنّ الله - سبحانه وتعالى- إن تاب التائب، وثَبَت على توبته، وحافظ عليها، واستمر عليها، وابتعد عن الكبائر فإنّ الله سيُبدل سيئاته السابقة للتوبة إلى حسنات، وهذا من رحمة الله، وفضله، وكرمه.

استعانة التائبُ على كلّ ما سبق بالله سبحانه وتعالى، بأن يَمنَحه العَزم، والقُوّة للثباتِ على التوبة.

المسارعة إلى التوبة كلما وقع المسلم في مخالفات شرعيَّة وذنوب ومعاصي، وعدم التسويف أو التأجيل للتوبة، قال –تعالى-:« وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»، [سورة آل عمران: الآية 133].

العزم على عدم الرجوع إلى المعصية، فبهذا العزم تصح التوبة، ويكتسب صاحبها صفة الاستمرار على التوبة.

الندم على فعل المعصية، فبالندم تعلو قيمة التوبة في نفس صاحبها. 

تصوُّر النتائج والعقوبات المترتبة على المعصية، وتصوُّر النتائج العظيمة والثواب الجزيل المترتب على التوبة.

هجر أماكن المعصية قدر المستطاع.

صحبة الطيبة الذين يعينون المسلم على الطاعة، وترك مصاحبة الأشرار، الذين يعينون ويشجعون على ارتكاب المعاصي.

مراقبة النفس ومحاسبتها، وذلك باستشعار مراقبة الله سبحانه في كل قولٍ أو فعلٍ يصدر عنها.

تعهد النفس بإشغالها بما ينفعها، مثل الإكثار من الطاعات، وتنظيم علاقته بكتاب الله تلاوة وحفظًا وتدبرًا. تذكر الموت، وحسن الاستعداد له.

المحافظة على ذكر الله سبحانه، مثل المحافظة على أوراد الصباح والمساء.

الحرص على المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد، وحضور دروس العلم والاستماع إليها.