الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في زمن كورونا.. عطاء فني متدفق وأفكار متجددة لـ عصمت دواستاشي في كل يوم لوحة

صدى البلد

لا يزال الفنان التشكيلي السكندري الكبير عصمت داوستاشي في حالة عطاء فني متدفق، وأطلق مؤخرًا في ظل الحجر الصحي، وانتشار فيروس كورونا، مبادرة بعنوان " كل يوم لوحة"، وينشر عمل من أعمال الفنية عبر صفحته الشخصية فيس بوك، ويشرح تفاصيل العمل، وكل شيء متعلق به، ولاقت المبادرة ترحيب كبير من جمهوره، وعشاق الفن التشكيلي.


عطاء داوستاشي لم يتوقف عند معارض جديدة فقط، وإنما استطاع بجهده أن يجعل من مرسمه أصغر متحف للفن المصري الحديث، في فيللته التي يقطنها وتضم مرسمه بالبيطاش بضاحية العجمي القريبة من الإسكندرية.


ولد داوستاشي في حي بحري في 14 مارس  عام 1943، وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم نحت بجامعة الإسكندرية عام 1967 وتخصص في التصوير، وبدأ عمله مخرجا مساعدا في البرامج الثقافية بالتلفزيون المصري، وذلك عام 1968، وبعدها بعام انتقل إلى ليبيا ليعمل بها مخرجا ومهندسا للديكور بالتلفزيون الليبي، وعاد إلى مصر عام 1973 وعمل مشرفا على الأنشطة الثقافية والمعارض بالمراقبة العامة للفنون الجميلة بمتحف محمود سعيد بالإسكندرية، وانتدب في عام 1993 من وزارة الثقافة مديرا لمتحف الفنون الجميلة والمركز الثقافي بحي محرم بك في الإسكندرية، وشغل منذ ذلك الوقت عدة مناصب قيادية.


وبدأ فنه بعمل تشكيلات تجريدية مستفيدا من خبرته في الفوتوغرافيا ومستخدما الكولاج "القص واللصق"، ثم واصل الرسم لفترة ليعود بعد ذلك بأسلوب جديد ويغير اسمه من عصمت عبد الحليم الي عصمت داوستاشي واطلق علي نفسه اسم المستنير دادا، ولوحاته اخذت شكل سيريالي يميل الي الدادية مشحونة بالرمز والعناصر والألوان القوية.


وأقام أول معرض له في الرسم والتصوير الزيتي عام 1962، قبل أن يدرس فن النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، وعمل دواستاشي 4 سنوات في ليبيا حتى 1972 في الإخراج والرسم الصحفي، وأقام أحد معارضة في بنغازي، ثم عمل في التلفزيون المصري مخرجا مساعدا في البرامج الثقافية، ثم عمل من نوفمبر 73 بوزارة الثقافة مشرفا على المعارض بالمراقبة العامة للفنون الجميلة بالإسكندرية بمتحف محمود سعيد.


واتخذت لوحات داوستاشي في الأعمال الأخيرة إلى نوع من التصوف الديني، ودواستاشي كثير التغير والتحول، يهوى جمع الأشياء القديمة واستخدامها في تشكيلاته المجسمة التي دائما ما تتضمن سخرية وانتقادا مريرا للعديد من المظاهر الاجتماعية.


وتطيح لوحات دواستاشي بالقوالب والأنماط بحثا عن خصوصيته الذاتية وهويته المتراوحة بين الملحمة الشعبية والسيرة القديمة، وما وراء الغيب الذي يشكل المعرفة اليقينية.


وشارك داوستاشي في العديد من المهرجانات، وأقام أكثر من 61 معرضا منذ 1962، كما شارك في معظم المعارض الجماعية، وتقتني بعض أعماله وزارة الثقافة ومتحف كلية الفنون الجميلة ومتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة، وحصل على العديد من الجوائز، وكانت الأولى عام 1962 في معرض اتحاد طلاب الإسكندرية عن لوحة تصوير زيتي بعنوان "في انتظار الفرج" وحصلت على المركز الأول.


ويتلاعب داوستاشي في أعماله بالرموز والموتيفات كفيلسوف ويوظفها في كل لوحة بشكل مغاير فتتبدل دلالاتها، مثال استخدام يد الإنسان "الكف" الذي يتناوب دوره كدلالة على قيم الخير والجمال ودلالة على السلام والمحبة، والحاجة إلى الدفء، وتارة أخرى يبدو مجسدا القوة والصراع البشري، فتجد هذا الكف البريء يعيث في رأس بشرية أو يكبلها أو يحاول قنصها.