انهارت أسعار خام تكساس الأمريكي إلىمستوى سلبي وذلك للعقود الآجلة والتي تسلم في شهر مايو، وهو ما يسلط الضوء على المعاناة الكبيرة التي يعاني منها منتجو النفط الصخري الأمريكي ويهدد صناعة هذا النفط.
ورصد موقع "سي ان بي سي" بالعربية تقريرًا يوضح امكانية تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "صانع الصفقات" وانقاذه للموقف أم سيفشل في ذلك، حيثوصل إجمالي إنتاج النفط الأمريكي في يناير 2020 حوالي 23.7 مليون برميل ليضع الولايات المتحدة الأمريكيةكأكبر منتج للنفط في العالم، بالإضافة إلى أن معلومات الطاقة الأمربكية قالت إن انتاج النفط الصخري سيتراجع بـ 200 ألف برميل خلال أبريل 2020 وهو أكبر انخفاض شهري على الإطلاق منذ حدثت طفرة النفط الصخري.
وتوقعت مؤسسة rystad energy تخفيضات في الإنتاج الأمريكي تصل إلى 2.15 مليون برميل في 2020 يوميًا لافتة إلى أن هذه التخفيضات ليست طوعية ولكنها مجبرة على ذلك بحكم تراجع الطلب العالمي ومقارنة بأهداف ما قبل فيروس كورونا لأنه كان هناك توقعات بزيادة في الإنتاج الأمريكي .
ومن جانب آخر تراجع إجمالي الحفارات العاملة إلى 438 منصة كأقل مستوي منذ أكتوبر 2016 وكان تراجع المنصات لا يؤثر كثيرًا على الإنتاج لأن التكنولوجيا التي تتطور بسرعة في هذا القطاع ستسمح بإستخراج المزيد من النفط من منصات حفر بعدد أقل،وطال الانخفاض إنتاج الأحواض الرئيسية لإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أبرزها حوض "برميان" الذي يتراجع بشكل محدود حتىهذهاللحظاتولم تقم شركاتالنفط الصخري الأمريكي بالحد من انتاج بشكل كبير حتىالآن ولكن ربما تكون مجبرةعلى ذلك خلال الأشهر القادمة.
وقامت أوبك بتخفيض الإنتاج بنسبة 9.7 مليون برميل بالإضافة إلى تخفيضاتإضافية من خارج المنظمة بعد الضغوط التي مارسها ترامب على أوبك+ وروسيا لعقد اتفاق وقف نزيف النفط ولكنها لم تكن كافية لدفع أسعار النفط على الارتفاع ولكن على العكس تفاعل السوق بالسالب ويهوي الطلب العالمي على النفط بنسبة 30% وهو أكبر تراجع منذ عقود.
كما خفضت أوبك+ 10% من إجمالي الإمدادات وبالتالي هناك فرق مازال موجودًا في الأسواق وفرق كبير في المعروضوتراجعت الأسعار بنحو 70% منذ بداية 2020 والعرض لايزال يفوق الطلب ومع ذلك لم تتوقف الأسعار عن التراجعات.
وتوقعت rystad energy انخفاض إجمالي النفقات الرأسمالية للشركات 17% بشكل عام ومن المتوقع ان تخفض خلال عام 2020 بـ 64 مليارا، بعد ان كان 107 مليارات في عام 2019،أمابالنسبة للحد الأدنىفي 13 عاما من نفقات الشركات من المتوقع أن يصل إلى 450 مليارا بعد ان كان 546 في عام 2019 كإجمالي الشركات النفط الأمريكية .
أما أبرز الشركات الأمريكية التي أعلنت عن خطط لخفض نفقتها،شركة conocophillips خفض الإنتاج بمقدار 225 ألف برميل يوميًا وخفض الانفاق المخطط بأكثر من 25% إلى 4.3 مليار دولار، بالإضافة إلى خفض تكاليف التشغيل إلى 5.3 مليار دولار بنسبة 10%
اما بالنسبة لشركة exxon Mobil وهي اكبر هذه الشركات خفض الإنفاق بنسبة 10 مليارات دولار في 2020، وتخفيضات ستتركز في حوض بيرميان الواقع في تكساس ونيو مكسيكو .
كما ستخفض شركة chevron توقعاتها للإنفاق والإنتاج في الحوض البرمي إلى 16 مليار دولار بنسبة 20% ، وبيع أصول في أذربيجان وتركيا بـ 1.6 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى ان هناك اختلافا بين منتجي النفط الصخري في تكساس إزاء خفض الإنتاج لأن الشركات لا تريد ان تخسر حصتها حتي لو كانت تتعرض لخسائر بسبب ارتفاع تكلفة البرميل وتكلفة الإنتاج.
ويعتبر قطاع الطاقة ورقة مهمة في لعبة الانتخابات الرئاسية في أمريكا وهي متعلقة بمكافحة الاحتكار وتمنع التنسيق مع أي جهة خارجية للتأثير على الأسعار وبالتالي هذه الشركات لا يمكنها التنسيق مع أوبك للمزيد من الخفض حتي ان ترامب صرح بأنه لن يجبر الشركات على خفض إنتاجها لأنه بالفعل لن يستطيع ان يفعل ذلك.