الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات داخل أسوار العزل.. فني يرفض الإجازة لخدمة المرضى.. وممرض يخصص وقته للأطفال.. والإنسانية كلمة السر

صدى البلد

  • حكاية ممرض في مهمة خاصة داخل مستشفى قها للعزل

  • جدعنة المصريين.. حكاية رضا عرفات فني بمستشفى قها رفض الإجازة لخدمة مصابي كورونا

  • مستشفى قها للعزل يحتفل بعيد ميلاد طفل مصاب بكورونا


لقب بدينامو المستشفى ومهندس الأجهزة، رفض مغادرة المستشفى فى الفوج الأول معتبرا رسالته في خدمة المرضى أهم، لم ير أسرته؛ لإيمانه برسالته، إنه رضا عرفات، رئيس قسم الصيانة والأجهزة الطبية بمستشفى قها المركزي المخصص لعزل الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد.


عمل عرفات على مدار شهر كامل مع 3 أطقم طبية رافضا تغييره بآخرين أو الحصول على راحة أو إجازة مثل باقى الأطقم الطبية والتمريض ما أدى إلى تلقيبه بـ"دينامو الحجر الصحي".


شهر كامل قضاه عرفات فى عمله داخل أسوار المستشفى دون أن يرى أسرته وأبناءه، وكذلك والدته التي طالبته بعدم الرجوع، إلا بعد أن يقضي جيش مصر الأبيض على كورونا وأن يكون دائما فى خدمة المرضى.


تخصص عرفات في صيانة الأجهزة الطبية ولكنه يقدم خدمات أخرى داخل المستشفى، فهو يقوم بأعمال النجارة والسباكة والكهرباء وكل ما يحتاجه المستشفى بسبب طبيعة وجود 3 فقط ضمن أفراد فريق العزل بالمستشفى خارج الأطباء والممرضين.


وقال رضا عرفات إنه رفض مغادرة المستشفى مع الفريق الأول، حيث يتم تغيير الفرق كل 15 يوما واستمر مع الفريق الثاني الذي يعمل حاليا وسيكمل مع الثالث الأسبوع المقبل متطوعا، ولحين التخلص نهائيا من الفيروس والقضاء عليه.


وأضاف أنه عمل بمستشفى قها منذ عام 14 عاما قبل إعادة تطوير وبناء المستشفى الجديد حاليا، وهو من أبناء مدينة قها، لذا شعر أن المستشفى بيته الثاني، مشيرا إلى أنه لا يحب أن يري شيئا مكسورا أو مهملا إلا ويصلحه كما يفعل في منزله بالضبط.


وأكد أنه عندما اختارت وزارة الصحة المستشفى كمكان للحجر الصحي؛ شعر أن عليه مسئولية أكبر، خاصة أن العمال خارج الأطباء والتمريض ليسوا كثيرين، ومن هنا حمل عبء إصلاح السباكة والكهرباء والأجهزة الطبية والإشراف على البوابات أحيانا، فكل شيء تقتضيه الحاجة يفعله دون تردد.


وأوضح أنه يفكر في إسعاد المرضى، خاصة الأطفال منهم، لذا اشترك في مبادرة لتوزيع فوانيس رمضان عليهم لإدخال الفرحة في قلوبهم باعتبارهم أكثر الفئات التي تمس قلوب الطاقم الطبي، لان أعمارهم صغيرة كا أنهم لم يستوعبوا أمر الحجر الصحي.


واختتم حديثه قائلا: "والدتى تتصل بى كل يوم للاطمئنان علي وطمأنتى على أولادى وتؤكد دائما فى في كل مكالمة بعدم العودة إلا بعد القضاء نهائيا على كورونا، وأن أكون دائما فى خدمة المرضى".


كل يوم يجسدون بطولات عظيمة ومواقف إنسانية لا تنسى، يؤكدون للجميع يوميا بعد يوم أن الطب والتمريض رسالة وليست مهنة، إنهم الأطقم الطبية وفرق التمريض بمستشفى قها للحجر الصحي.


وعلى مدار الأسابيع الماضية، حرصت هيئة التمريض على رسم الفرحة والسعادة على وجوه المصابين بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة بفيروس كورونا المستجد، والذين يتلقون العلاج اللازم داخل المستشفى حتى يخففوا عنهم آلامهم وتعبهم حتى يتم شفاؤهم.


من ناحية أخرى، وفي لفتة إنسانية، خصص الممرض أحمد التمري، أحد أعضاء الطاقم الطبي بمستشفى الحجر الصحي بقها، جزءا من وقته للعب مع الأطفال المتواجدين بالحجر الصحي لإدخال السرور عليهم والتخفيف عنهم.


وأشار التمري إلى أن الفريق الطبي بالمستشفي يعمل بروح واحدة، وأكثر ما يشغلهم هم الأطفال الذين يبكون لعدم إدراكهم لفكرة الحجر الصحي، موضحا أن البروتوكول الذي تطبقه المستشفي في العلاج يراعي الحالة النفسية لذا يقوم فريق التمريض بين الحين والآخر باللعب مع الأطفال وجلب الألعاب لهم لإسعادهم.


فيما قامت إدارة المستشفى بتوزيع باقات من الورود والشيكولاتة على المصابين والأطقم الطبية والتمريض تزامنا مع الاحتفال بأعياد الربيع، مما ساعد  في رفع الروح المعنوية وإدخال البهجة على المستشفى سواءً بين المصابين أو العاملين من الأطقم الطبية.


كما نظمت الممرضات فقرات احتفالية وغنائية للأطفال المصابين الذين يتلقون العلاج داخل المستشفى فى محاولة للترفيه والتخفيف عنهم وتقديم بعض الهدايا والفوانيس ولعب الأطفال عليهم.


وقالت مي منسي، ممرضة بمستشفى العزل الصحى بقها، إن العمل مع المصابين من الأطفال بفيروس كرورنا هو الأصعب بالنسبة لكل الفريق
الطبي، مشيرة إلى أن الفريق الطبي حريص دائما على التخفيف عن الأطفال ونشر جو من المرح والبهجة فيما بينهم وتوفير أطعمة يحبونها مثل الشيكولاتة والحلويات.


وأضافت: "إننا نقوم باللعب معهم لكن هناك مع الأسف أيضا حالات لإصابة بين الأطفال دون أسرتهم ويتم نقلهم وحدهم إلى المستشفى، وهنا نتواصل تليفونيا بشكل دائم مع أسرهم لطمأنتهم عليهم".


على جانب آخر، واصلت الأطقم الطبية فى مستشفى قها للعزل الصحى فى تقديم أروع الأمثلة التى تؤكد حقيقة أنهم ملائكة الرحمة على الأرض، حيث حرص الأطباء فى المستشفى على الاحتفال بعيد ميلاد بعيد ميلاد أحد الأطفال المحجوزين داخل المستشفى لتلقى العلاج من فيروس كورونا.


وفي لفتة إنسانية جميلة، قامت إدارة المستشفى وفريق الأطباء والتمريض بالاحتفال بالطفل الذى ارتسمت على وجهه السعادة بعد إحضار عدد
من الهدايا وتورتة لمشاركته عيد ميلاده داخل المستشفى وسط فرحة كبيرة من الجميع.


الطفل عمر علي محمود، والمحجوز داخل المستشفى منذ يومين، لم يتوقع أبدا أن يتذكره أحد من المستشفى او يحتفل بعيد ميلاده الثاني عشر وسط هذه الأجواء والاصابات من فيروس كورونا.


مكث عمر داخل غرفته بالعزل الصحى مثل أى مصاب آخر يتلقى العلاج، ليفاجأ بدخول الأطباء وتنظيم هذا الاحتفال الذى أدخل السعادة والفرحة على قلبه وتقديم الهدايا له.


من ناحية أخرى، أكد المشاركون فى الاحتفال أن الفريق الطبي يعمل كروح واحدة وأكثر ما يشغلهم الأطفال الذين قد يكونوا غير مدركين لفكرة الحجر الصحي، لذلك فضمن البروتوكول الذي تطبقه المستشفى في العلاج هو مراعاة الحالة النفسية، لذا فيقوم التمريض بين الحين والآخر باللعب مع الأطفال وجلب الألعاب لهم لإسعادهم.