الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حيل الدمايطة.. حرمتهم كورونا من المساجد فأقاموا التراويح على أسطح المنازل

زينة شهر رمضان
زينة شهر رمضان

مع بدء شهر رمضان كل عام، كانت محافظة دمياط، تعج بالروحانيات والعادات والتقاليد الأصيلة المتعارف عليها على مدار الشهر الكريم، لكن فيروس كورونا هذا العام جاء ليحرم الدمايطة من عاداتهم التى اعتادوا عليها طوال شهر رمضان وطقوسهم الرمضانية، والتي منها أداء صلاة التراويح بالمساجد وخاصة مسجد عمروبن العاص أشهر المساجد الدمياطية والذى له روحانيات خاصة به طوال الشهر الكريم.


المسجد الذي اعتبره الدمايطة قبلة الأئمة  والشيوخ الأشهر بدمياط والمحافظات الأخرى الذين كانوا يتسابقون بأداء صلاة التراويح والخطبة به، هذا المسجد أغلق كغيره من المساجد بسبب كورونا.

 

وهناك عادة اعتادت عليها بعض السيدات وهى الذهاب إلى المسجد قبل أيام من شهر رمضان والقيام بتنظيف المصلى الخاص بالسيدات بأنفسهم ومد المسجد بالمصاحف والسجاجيد لفرش المنطقة المحيطة بالمصلى الخاص بالنساء لاستيعاب أكبر عدد من السيدات أثناء الصلاة، لكن هذا العام حرم كل هؤلاء من طقوسهم وعاداتهم بسبب فيروس كورونا.


في الماضي وعلى مدار الأعوام الماضية كانت السيدات تحرص على اصطحاب العصائر والمياة معهن أثناء الذهاب لصلاة التراويح وتوزيعها بالمسجد طوال شهر رمضان وهناك بعض المتبرعين يقومون بتوفير العصائر والحلوى والتمور وتوزيعها على المصلين بعد صلاة التراويح يوميا.


مسجد عمروبن العاص مغلق بسبب كورونا


مسجد عمرو بن العاص الأثري بمحافظة دمياط، هو ثاني أقدم مسجد في مصر وإفريقيا،هذا المسجد كان له طقوس خاصة في شهر رمضان المبارك ,حيث طوال اليوم تقام فيه الابتهالات الدينية والأناشيد الدينية حيث يكتظ بالمصلين طوال الشهر الكريم وخلال العشر أيام الأخيرة من شهر رمضان يعكف به العشرات من المصليين طوال الليالى العشر الأخيرة.


التاريخ العريق لمسجد عمرو بن العاص جعله قبلة يأتى إليه المسؤولون من الوزراء والمحافظين للصلاة فيه خلال زياراتهم لمحافظة دمياط وفي المناسبات الدينية يحرص المحافظ والقيادات التنفيذية والأمنية على الصلاة فيه.


من كثرة ازدحام المصلين بالمسجد طوال شهر رمضان يقوم المصلون بالفرش خارج المسجد لأن مساحة المسجد لا تستوعب الكم الهائل من المصلين من رواد المسجد فأهم ما يميز الصلاة في هذا المسجد هو تناوب الأئمة عليه طوال شهر رمضان فطوال الثلاثين يوما يأتى إليه يوما الأئمة والشيوخ لأداء صلاة التراويح والتهجد. 

 

من عجائب هذا المسجد أنه تحول من مسجد إلى كنيسة ومن كنيسة إلى مسجد بضع مرات، فحينما استولى جان دى برين أثناء حملته على مدينة دمياط عام 1219م، أقام الفرنجة بالجامع ليلة سيطرتهم على المدينة، وجعلوا الجامع كنيسة، واستولوا على منبره، وكان من الآبنوس، فقطعوه إلى قطع صغيرة، واحتفظ بعضهم بأجزاء منه، وأرسلوا بقية أجزائه الأخرى مع المصاحف التى كانت بالجامع إلى البابا وملوك أوربا كدليل على سقوط المدينة فى قبضتهم. ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221م، عاد إلى مسجد مرة أخرى.

 

وفى أثناء حملة لويس التاسع عام 1249م على دمياط، قام بتحويل الجامع إلى كاتدرائية (كنيسة كبيرة)، وكرسها لمريم العذراء، وأقام بها حفلات دينية ضخمة كان يحضرها نائب البابا، ومنها حل تعميد الطفل الذى ولدته بدمياط ملكة فرنسا زوجة لويس التاسع، واسمه يوحنا ولقبته “أثريستان”، أى الحزين؛ لما أصاب ولادته من أهوال الحرب. وبعد هزيمة لويس التاسع وخروج الصليبيين من دمياط، عاد المسجد إلى سابق عهده، وتم بناء السقيفة التى تتقدم المدخل الرئيسى بالواجهة الغربية وبناء المئذنة على يسار هذا المدخل.


وفى عام 2004 قررت وزارة الآثار ترميم هذا المسجد مع مسجدين آخرين وهما المعينى والحديدى، وقد تمت إعادة افتتاح المسجد أمام المصلين فى يوم الجمعة 8 مايو 2009م، والذى يوافق عيد دمياط القومى الذى يوافق انتصار شعب دمياط على الحملة الصليبية بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، وبذلك عاد المسجد إلى بهائه القديم بعد أن تكلفت عملية ترميمه 27 مليون جنيه.



الدمايطة وتحدى كورونا والتراويح على السطوح 


تحديا لكورونا وعلى الرغم من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، خاصة بمحافظة دمياط، ومع بداية شهر رمضان الكريم واعتياد الأهالى لبعض الطقوس الرمضانية ومنها أداء صلاة التراويح بالمساجد، إلا أن كورونا حرمت الأهالي من الذهاب إلى المساجد وإقامة صلاة التراويح بها خوفا من التجمعات التى ينتج عنها انتشار فيروس كورونا، لجأ البعض من أبناء محافظة دمياط إلى إقامة صلاة التراويح بالمنازل وتكون مقتصرة على المصليين من أفراد الأسرة مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا.


قام المحامى حمدى سعيد وهدان، من أبناء قرية السعدية القبلية التابعة لمركز كفرسعد بمحافظة دمياط، بتجهيز سطح منزل العائلة وتجهيز مصلي به ليؤدى هو وأفراد أسرته صلاة التراويح خلال شهر رمضان مع اتخاذ كافة التدابير التى من شأنها الوقاية من فيروس كورونا.


ومن جانبه صرح حمدى وهدان، أن الفكرة جاءته لرغبته الشديدة هو وأفراد أسرته بالحفاظ على الطقوس الرمضانية خاصة الدينية وهى أداء صلاة التراويح جماعة، ونتيجة لمنع الصلاة بالمساجد نتيجة لانتشار فيروس كورونا المستجد والحد من التجمعات والازدحام، فقرر إقامة خيمة رمضانية أعلى سطح منزل العائلة لإقامة صلاة التراويح بها وتكون بمثابة المصلي الصغير منها أنها تجمع شمل العائلة وتكون عوضا عن حرمانهم من طقوس الشهر الفضيل منها تكون آمنة ومتخذين كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا.


وأشار إلى أنه سيقوم هو وأفراد أسرته فقط بالصلاة بالمصلي أعلى سطح المنزل ولن يسمح لأحد من خارج أفراد العائلة بالتواجد لأداء صلاة التراويح  وذلك منعا للتجمعات.


موضحا أنه قام بتعقيم المنزل بالكامل خاصة المصلي بالكحول وأدوات التطهير والتعقيم ويوميا سيتم تعقيم المصلي للوقاية من عدوى كورونا لافتا بأن المكان مريح نفسيا وسيساعد على عدم الاختلاط ومهيأ لأداء صلاة التراويح.