لم تعرف الأمة الإسلامية، في عهدها عبر التاريخ مصيبة أعظم من مصيبة موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم، قبل يوم من وفاته -صلى الله عليه وسلم- - يوم الأحد - قام النبي -صلى الله عليه وسلم- باعتاق غلمانه، ووهَب للمسلمين أسلحتَه، وتصدَّق بسبعة دنانير كانت عنده.
من الذي دفن الرسول؟
الذي تولى عملية دفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هم:العباس عم الرسول، وسيدنا علي، وسيدنا الفضل وقُثَم ابني العباس، وأسامة بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، فحفروا له في المكان الذي مات فيه، لحديث رواه أبو بكر -رضي الله عنه- ولحد قبره لحدًا، وكان آخر من مس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قبره وهو؛ المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-، فكان يقول: "أنا أحدَثُكم عهدًا برسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم" وأنعم بها من منقبة وشرف.
وفاة الرسول
توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يوم الإثنين من شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرةفأنكر ذلك عمر -رضي الله عنه- حتى ثبّت الله المؤمنين بأبي بكر وقام في الناس خطيبًا ثم تلا قوله تعالى:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ}.
تجهيز الرسول للدفن
فصّل أهل العلم في كيفية جهاز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا أنّه قد تم تغسيل النبي صلى الله عليه وسلم من غير تجريد لملابسه، وكان القائمون بالغسل: عمّه العباس وعلي والفضل وقثم ابني العباس، وشُـقْران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسامة بن زيد، وأوس بن خولة، فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشُـقْران كانا يصبان الماء وعلي يقوم بتغسيله وقام أوس بن خولة فأسنده إلى صدره ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ثم كفّنوه في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف قطن ليس فيها قميص ولا عمامة، فأدرجوه فيها إدراجًا -صلى الله عليه وسلم- وكانت تحتوي، على ثوبين صحاريين ومشتملة على ثوب حبرة، ثمّ صلّى عليه الناس أرسالًا الرجال ثم النساء ثم الصبيان، وهذه الكيفية تناقلتها كتب السيرة المعتمدة وأصلها في الصحيحين وغيرهما.