علامات ليلة القدروردت في العديد من الآيات القرآنيةوالأحاديث النبوية علامات تفيد أن هذه الليلة هي ليلة القدروعلى المسلم أن يجتهد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان، لينال فضل ليلة القدرالتي
هي خير من ألف شهر، وعلامات ليلة القدر منها صحيح ثابت عن الرسول -صلى
الله عليه وسلم- ومنها من لم يرد عليه دليل، وأفضل ما يقال فيها هو دعاء ليلة القدراللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي كما ورد في حديث السيدة عائشة -رضي الله عنها-إذا وفقها الله تعالى في ليلة القدر فماذا تقول فنصحها بهذا الدعاء السابق.
ومن علامات القدر الصحيحة أولًا: أنالملائكة تنزل أفواجًا فيليلة القدر،
وتكون أكثر من الحصى على الأرض، فقد قال الله تعالى: «تَنَزَّلُ
الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»،
ورُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ
في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى».
وتعد العلامة الثانية لـليلة القدرهي اعتدال
الجوّ فيها؛ فلا يُوصف بالحرارة، أو البرودة، حيث رُوِي عن عبدالله بن
عباس -رضي الله عنهما-: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا
حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ».
ورد في ذكر علامات ليلة القدر
ثالثًا: طلوع الشمس دون شعاع في صباح اليوم التالي لها؛ فقد ورد عن أبيّ
بن كعب -رضي الله عنه-: «وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها
مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ»، ثبت فيعلامات ليلة القدر
النقاء والصفاء في ليلتها؛ فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت
-رضي الله عنه-: «أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها
قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى
به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً
ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ
معَها يومَئذٍ».
ومنعلامات ليلة القدرالعلامة الخامسة أن يحدث للإنسان سكون في النفس، وسادسًا:فيليلة القدريشعر الشخص بإقبال على الله عز وجل في هذه الليلة، وسابعًاأنه لا ينزل فيليلة القدرالنيازك والشهب،وثامنًا: أن يُوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل.
علامات ليلة القدر غير صحيحة
تنشر بين الناس علامات غير صحيحة عن ليلة القدر فيظن البعضخطأ أن منعلامات ليلة القدرأولًا:
سقوط الأشجار، حتى يراها المارة وكأنها مكسورة، بعد تعرضها لرياح عاتية،
ثم تعود مرة أخرى إلى موضعها الأصلى، وكأن شيئًا لم يكن.
ويعتقد البعض أن منعلامات ليلة القدرثانيًا: الماء المالح يتحول إلى ماء عذب يستطيع الناس الشرب منه وقضاء حوائجهم، ثالثًا: يزعمون أن الله تعالى فىليلة القدريأمر
الكلاب بعدم النباح، أو أن الكلاب تفعل ذلك من تلقاء نفسها، لأنها مخلوقات
تسبح خالقها وتعلم حقائقه الكونية، رابعًأ: وينتظر بعض الناس في تلك
الليلة انتشار الأنوار في كل مكان، حتى من الممكن أن يصل الأمر إلى اتساع
النور ما بين السماء والأرض، حتى في الأماكن المظلمة التي لا توجد بها أي
إضاءة، خامسًا: وقد يسمع البعض ترديد السلام في كل مكان، ولكن الصوت لا
يسمعه إلا من يؤمن بذلك.
سادسًا:
ويرى البعض أن من علامات ليلة القدر أنه في تلك الليلة، وفى الثلث الأخير
منها يرون صورة المساجد: الحرام والنبوى والأقصى، كأنها مُجسدة في السماء،
كصورة حقيقية، سابعًا: كما يعتقدون أن السماء تنشق وتسقط الأمطار مع حدوث
برق ورعد، وذكر الإمام الطبري أنه لا أصل لهذه العلامات السابقة وهي وغير
صحيحة، نقلًا عن الإمام الطبرى.
فضل ليلة القدر
أولًا:
عن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ
أنَّه قال: «مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له
ما تَقدَّمَ من ذَنبِه» رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760)، فمن قام ليلة
القدر غفر الله تعالى ذنبه إذا قام ليلة القدر محتسبًا الأجر عند الله عز
وجل.
ثانيًا: فضل الله تعالى ليلة القدر وأنزل فيها القرآن الكريم، كما قال سبحانه وتعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
ثالثًا: وصف الله تعالى ليلة القدر بأنها مباركة وفيها البركة، قال عز وجل: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ».
رابعًا:
فضل الله تعالى العبادة في ليلة القدر دون غير من الأيام والليالي فهي
تعادل عبادة ألف شهر قال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ
شَهْرٍ».
خامسًا:
من أكثر الليالي التي تنزل فيها الملائكة على الأرض، قال تعالى:
«تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ
أَمْرٍ».
سادسًا: ليلة القدرتكثر فيها الطاعة والخيرتكون خالية من الشر، فهي سلام من الأذى كله، قال تعالى: «سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ».
سابعا: من فضائل ليلة القدر أنه تكتب فيهاالأعمار والأرزاق للعام القادم، قال تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ».
لماذا سيمت ليلة القدر بهذا الاسم
وعلم
النبي -صلى الله عليه وسلم- موعد ليلة القدر ولكن بسبب التشاحن والتشاجر
بين اثنين في المسجد أنسى الله تعالى النبي موعد الليلة المباركة لكي
يجتهدوا في الطاعات وفعل الأعمال الصالحة،وعن سبب إخفاءليلة القدرروي حديثعن
عُبَادَةُ بْن الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-
خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاَحَى -أي: تشاجر- رَجُلاَنِ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ،فَقَالَ:
«إِنِّى خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى
فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ
الْتَمِسُوهَا فِى السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ».
القَدْرُفي
اللغة: يأتي بمعنى القضاء والحكم كالقَدَر، ويأتي بمعنى الحرمة والمكانة،
فلان له قدر، ويأتي بمعنى التقدير، ولذا اختلف العلماء في سبب تسمية ليلة
القدر بذلك، منها أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، لقوله تعالى: «فيها
يفرق كل أمر حكيم»، والقول الثاني سميتليلة القدربذلك لشرفها وعظيم قدرها عند الله، قال القرطبي: «إنماسميتليلة القدربذلك
لعظمها وقدرها وشرفها من قولهم: لفلان قدر أي شرف ومنزلة قاله الزهري
وغيره»، وقال النووي: "وقيل سميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها.
لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسموقيل
لأنه ينزل فيها ملائكة ذوات قدر، وقيل لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة
ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر، كما قيل لأن للطاعات فيها
قدرًا عظيمًا، كما قيل لأن من أقامها وأحياها صار ذا قدر، قال أبو بكر
الوراق: سميت بذلك لأن من لم يكن له قدر ولا خطر يصير في هذه الليلة ذا قدر
إذا أحياها"، والراجح أنها سميت بذلك لجميع هذه المعاني مجتمعة وغيرها.
وقت ليلة القدر
تقعليلة القَدرفي
الثُّلث الأخير من شهر رمضان كما ثبت في صحيح البخاريّ عن أمّ المؤمنين
عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ:
تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ» إلّا
أنّ الأقوال اختلفت في تحديد ليلة القَدْر، وتعيينها؛ فقِيل إنّها في
الليالي الفرديّة من العشر الأواخر؛ استدلالًا بما رُوِي عن أم المؤمنين
عائشة -رضي الله عنها-: «أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،
قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ
الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ»، وقِيل إنّها في الأيّام السبع الأخيرة من
رمضان؛ لِما ثبت من رواية الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عمر -رضي الله
عنهما-: «فمَن كانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ
الأوَاخِرِ» وقِيل إنّها مُنتقِلةٌ، دون تحديدها بالليالي الفرديّة، أو
الزوجيّة.
دعاء ليلة القدر
وأفضل
ما يدعو به المسلم في ليلة القَدْر العفو والمغفرة من الله -سبحانه-، إذ
رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «قلتُ يا رسولَ
اللهِ أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي اللَّهمَّ
إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي».
أعمال ليلة القدر
من
الأعمال الصالحة في ليلة القدر الدعاء في ليلة القدر يغتنم المسلم ليلة
القدر بالإكثار من الدعاء، والأذكار، والتسبيح، وسؤال الله -تعالى- العِتق
من النيران، والتعوُّذ منها؛ فالدعاء فيها مُستجابٌ، والاجتهاد فيه مرغوبٌ،
ولذلك يتسابق العباد، ويحرصون على التوبة، والفوز برضا الله -عزّ وجلّ-،
وتوفيقه، ونَيْل المنزلة الرفيعة.
الصلاة في ليلة القدر
الصلاة
في ليلة القدر تؤدى صلاة القيام ركعتَين ركعتَين كما ثبت في صحيح مسلم عن
عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: «أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن صَلاةِ اللَّيْلِ، فقالَ رَسولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا
خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ، صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ
صَلَّى».