الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. محمد زيدان يكتب: بين الإنزال والتنزيل .. تأملات في ليلة القدر

د. محمد زيدان
د. محمد زيدان

لا شك بأن ليلة القدر هي أعظم ليالي الدهر، و قد حدثنا القرآن في خمس آيات من سورة القدر عن هذه الليلة الموعودة التي شهدها الوجود كله في فرح ومهابة، ولكي نفهم ما حدث في ليلة القدر، نجد أن المفسرين اتفقوا  أن المقصود ب"أنزلناه" قوله تعالى ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾هو القرآن الكريم ، واتفقوا بأنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقًا طوال بعثته الشريفة، لكنهم اختلفوا بالمقصود بالإنزال على أقوال أشهرها:

القول الأول: أنه أنزل إلى السماء الدنيا ليلة القدْرِ جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجمًا طوال حياة النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة، وقال الكثيرون إن هذا القوْل هو أصحُّ الأقوال، وهو قول ابن عباس رضي الله عنه في " فتح الباري " (9 / 4)وغيره.

القول الثاني: أنه ابتُدئ إنزال القرآن في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجَّما في أوقات مختلفة حسب الحوادث والوقائع وحاجات الناس، وبه قال التابعي الجليل الشعبي.

القول الثالث: أنه نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قَدْر، أو ثَلاث وعشرين أو خمس وعشرين ـ حسب الاختلافات في مدة مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة ـ في كل ليلة قدر ينزل ما يقدِّر الله إنزاله في كل السنة، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في جميع السنة، وقد حكى الفخر الرازي هذا القول.

وجميعا أقوال لها شديد الاحترام والتقدير، لكنها لا تفسر لنا بوضوح حقيقة الإنزال في آيات أخرى من القرآن الكريم، مثلًا قوله تعالى ﴿وأنزلنا الحديد﴾ الحديد 25،حيث يمكن أن نتساءل هنا عن الكيفية التي أنزل الله بها الحديد، لنجد أن البعض حاول أن يفسر الإنزال هنا علميًا، وقال بأن كوكب الأرض تعرض في أزمنة سحيقة الى قصف نيازك عملاقة وهي التي كونت الحديد في القشرة الأرضية وباطن الأرض، لكن إذا كان إنزال الحديد بالنيازك، فكيف نفسر آية أخرى مثل قوله تعالى ﴿يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا﴾ الأعراف 26، كيف تم الإنزال هنا للباس؟ وأية أخرى مثل ﴿وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ الزمر 6 ـ 

لذا يجب علينا أن نحاول أن نبحث عن تعريف شامل لمعنى الإنزال ينسجم مع كل هذا. الحقيقة أن المتأمل لآيات سورة القدر، وكذلك للآيات الأولى من 1 إلى 6 من سورة الدخان يكتشف الكثير عن معنى إنزال القرآن.

من الثابت أن القرآن الكريم موجودٌ في اللوح المحفوظ قبل الإنزال أو التنزيل لقوله تعالى ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)﴾ البروج 21 و22، وذلك بصورة غيبية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولكي يصل القرآن الى النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم الى البشرية كلها، اقتضى ذلك أن يتم "إنزال" ثم "تنزيل" القرآن، وفهم الفرق بينهما هو مفتاح هام لفهم ما حدث في ليلة القدر، وكذلك فهم الكثير من آيات القرآن الكريم. 

تعالوا نتأمل هاتين المرحلتين في آيات القرآن:
أولًا الإنزال:  صدر في ليلة القدر أمر إلهي بإنزال القرآن من حالة الى حالة ، من حالة كونه مستحيل الإدراك الى حالة كونه ممكن الإدراك، أي من عَالَم الغيب (سواء أكان غيبًا مطلقًا أو نسبيًا) الى عَالَم الشهادة، فبعد أن كان القرآن الكريم في كتاب مكنون أصبح بأمر الهي ممكن الإدراك للبشرية ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) ﴾الواقعة 77-79 ، ومعنى المَكْنُونُ  في معاجم اللغة هو "المستور البعيد عن الأعين".

وكشفت لنا بوضوح آيات أخرى من سورة الدخان تحدثت عن نفس الحدث الجليل سبب هذا الأمر الإلهي بإنزال القرآن وإشهاره ﴿حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)﴾، لاحظوا تكرار كلمة أَمْر في الآيات، وجاء هذا الأمر الإلهي بإنزال القرآن: انذارًا ﴿إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ﴾،  وإيذانًا ببدء رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ﴿إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ﴾، ورحمة من الله سبحانه وتعالى ﴿رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾،  والإنزال يكون دفعة واحدة، وهذا ما حدث للقرآن الكريم  في ليلة القدر من شهر رمضان، قال تعالى ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ ، وقال تعالى ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ - وهذا يوافق رأي جمهور العلماء بأن القرآن أنزل دفعة واحدة في ليلة القدر.

كما استلزم الإنزال بهذا المعنى تحويل القرآن الى شكلٍ قابلٍ للإدراك البشري وأن يتم جعل القرآن عربيًا ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾الزخرف 3 ، أي تحويله الى لغة إنسانية قابلة للفهم، فالجعل في اللغة هو التحويل من صورة الى صورة، كأن تقول مثلًا جعلت الخشب سريرًا ، وللتأكيد على ارتباط مفهوم "الجعل" بمفهوم "الإنزال" قول الله تعالى في سورة أخرى ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ يوسف 2، أي أن عملية إنزال القرآن من كونه غيبًا الى عالم المدركات والمحسوسات، اقتضت تحويله الى صيغة ممكنة الإدراك أي تحويله الى لغة إنسانية، لذا كان الإنزال عربيًا  ليستطيع البشر تعقله وفهمه، لاحظوا قول الله تعالى ﴿لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾في الآيتين، أي أن جعله عربيًا وانزاله كان بهدف دخوله في مدركاتكم ومعقولاتكم.

ثانيًا التنزيل: وهو عملية نقل هذا القرآن - بعد أن جعله الله قابلًا للإدراك البشري - الى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الروح الآمين جبريل عليه السلام، وهذا ما حدث مفرقًا طوال حياة النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا ﴾ الإنسان 23، وقال تعالى ﴿تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ الزمر 1، وقال ﴿ تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾ فصلت 2، وقال ﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين﴾ الحاقة 43، والدليل أن التنزيل هو الذي كان مفرقًا وليس الإنزال، قوله تعالى ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ الفرقان 32، لاحظوا هنا "نُزِّلَ" وليس "أُنزِلَ"، وأن الله تعالى شاء أن ينزل القرآن منجمًا متفرقًا على النبي صلى الله عليه وسلم، متوافقًا مع ما يمر به النبي من أحداث طوال بعثته الشريفة من أجل تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم.

وأكد الله أن كلتا المرحلتين كانتا بالحق، أي لم تكن وهمًا أو باطلًا، ﴿وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ الإسراء 105 ، لاحظوا أيضًا كيف ميز الله بين المرحلتين في أول آيتين من سورة الزمر ﴿ تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2) ﴾ الزمر 1 – 2 ، ولكي نؤكد هذا المعنى بأن الإنزال هو تحويل من الغيب الى الشهادة، ومن الغير قابل للإدراك الى القابل للإدراك، وأن التنزيل هو عملية النقل الموضوعي والإرسال ـ

تعالوا نتأمل بعض ما شمله الإنزال والتنزيل في القرآن الكريم. 
الملائكة: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ﴾الأنعام 8، لاحظوا أنهم طلبوا أن يتم إنزال ملك يدركونه ويرونه بأعينهم أي في عالم الشهادة، رغم أنه بالفعل نزل عليه ملك وهو جبريل عليه السلام بالوحي، لكن لم يكن ضمن مدركاتهم ، ورد الله باستحالة إدراك الملائكة وأنهم سيبقون غيبًا ﴿وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ﴾، رغم أن الله تعالى أمد المسلمين بألف ملك في غزوة بدر ، لكن في صورة غير مدركة ـ أي كان تنزيلًا وليس انزالًا، أي انتقلوا الى صفوف المسلمين لكن لم يتم إدراكهم وبقوا غيبًا، قال تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: 9] ، وحتى في نفس سورة القدر ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾القدر-4 ، لاحظوا تنزيل وليس إنزال فهم موجودون في السماء الدنيا ولكن بصورة غيبية لا يمكن إدراكها.

الماء : حدث له انزال وتنزيل ، وعندما يتكلم الله عن انزال الماء فهو يتكلم عن ظاهرة قابلة للإدراك ، ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾ فاطر 27 ، لاحظوا قول الله تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ﴾ أي يتحدث عن ظاهرة يمكن إدراكها ورؤيتها وليست غيبًا، وبعد أن أنزل الله الماء وجعله قابلًا للإدراك ومن ضمن محسوساتنا ـ نقله الله وأرسله الله الينا من السماء أي نَزَّله، قال تعالى  ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾ ق-9. 

والأمثلة كثيرة لن يتسع الوقت لذكرها كلها منها المائدة التي أنزلها الله ثم نزلها على عيسى عليه السلام، والمن والسلوى التي أنزلها الله ثم نزلها على قوم موسى، أي جعلها ممكنة الوعي والإدراك أولًا ثم أرسلها إليهم، لكن هناك ظواهر في القرآن حدث فيها إنزال دون تنزيل، وهذا يعيدنا الى الاستفسارات التي طرحتاها في البداية عن إنزال الحديد أو إنزال اللباس أي أن الله جعلها في صيغة قابلة للإدراك والاستفادة منها ولكنه لم يرسلها لنا وينزلها علينا مباشرة نقلًا موضوعيًا، ومنها:

الحديد : وهو ما احتار فيه المفسرون، لأنهم لم يلاحظوا الفرق بين الإنزال والتنزيل ﴿وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ الحديد 25 ، كما اتفقنا  الإنزال هو نقل من غير المدرك الى المدرك، وكان انزال الحديد أي جعله قابلًا للإدراك والاستفادة به ، ولكن الله لم "يُنَزَّل"الحديد أي لم ينقله ويرسله الينا كما نزل المطر ، ولذلك وجب علينا نحن أن نستخرج الحديد لكي نستفيد منه ، ومن المعروف أن الحديد من المعادن الصعبة في الاستخراج ، وقد احتار العلماء أيضًا كيف استطاع الإنسان في مراحلة الأولى استخراج الحديد ، يبدوا أن هناك دعمًا الهيًا بتعريف البشرية بهذا المعدن الهام ومنافعة "انزال" لكن لم يُنَزَّله الله تنزيلًا علينا كالماء الذي حدث له انزال و تنزيل.

اللباس: قال الله تعالى ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ الأعراف 26 ـ لاحظوا هنا إنزال فقط وليس تنزيل، أي أن الله جعل ما يلبسه الإنسان من المدركات والمحسوسات، لكنه لم ينزله علينا كالماء، واستلزم الحصول عليه جهد بشري لصناعته بعد أن جعل الله فائدته مدركة لنا ﴿يُوَارِي سَوْآتِكُمْ﴾.

اذًا، اتضح لنا كيف أن الله أنزل القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان المعظم، وجعله في صورة قابلة لأدراكنا، وجعله قرآنا عربيًا، وكان ذلك ايذانًا ببدء تنزيله على قلب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فليلة القدر هي ليلة أشهر فيها القرآن ولم يعد سرًا لأنه أصبح قابلًا للإدراك، ولم يعد فقط في كتاب مكنون. وأشارت الآيات أن إحياءنا لليلة القدر فيه من الخير ما لا يمكن تصوره، فكما أمر الله بإنزال القرآن في هذه الليلة من كونه غيبًا الى كونه قابل للإدراك، قال أيضًا ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾، فكل " أَمْرٍ" وخيرٍ خفي عنا ندعو الله بأن يجعله من غيب عنده وحده الى خيرٍ قابلٍلإدراكنا، وأن يدخل ضمن محسوساتنا.

لكن لماذا قلت أن الأمر هنا خير؟، لأنه كما تعودنا تكمل آيات الدخان المعنى ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)﴾، فهو بلا شك خير وحكمة ارتضاها الله لنا.

اللهم بلغنا ليلة القدر، وأرزاقنا أن ندعوك ونشكرك في تلك الليلة التي أنعمت علينا فيها بنعمة القرآن بأن جعلته بهائل عظمته قابلًا للوعي والإدراك بحواسنا المحدودة الضعيفة، وأذنت فيها ببدء تنزيله على قلب نبينا محمد الرحمة المهداة للبشرية، وتعطينا فيها من كل أمر، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.