الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلادها.. رضوى عاشور سدت فراغ لطيفة الزيات وتميزت بالتحرر الوطني

صدى البلد

لم تكن الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور، التي تحل اليوم، الثلاثاء 26 مايو، ذكرى ميلادها، مجرد أستاذة قديرة فى الأدب الإنجليزى ولا مبدعة كبيرة اخترقت عالم الرواية بمهارة واقتدار، وإنما كانت شخصية محورية فى الحياة الثقافية المصرية لعبت دور الضمير الذى يمثل الوجدان المصرى فى المواقف الوطنية والقومية.


ونجحت الروائية والقاصة رضوى عاشور في أن تسد فراغ لطيفة الزيات، التى كانت وريثة سلسلة أخرى من المناضلات المصريات ابتداء من هدى شعراوى، لكنها أضافت إلى ذلك بحكم زواجها من الشاعر الفلسطينى الكبير مريد البرغوثى بعدًا عربيًا وإنسانيًا واضحًا فى تصديها للقضايا الحاسمة فى الحياة الثقافية المصرية.


وتميز مشروع رضوى عاشور الأدبي، في شقه الإبداعي، بتيمات التحرر الوطني والإنساني، إضافة للرواية التاريخية، وتراوحت أعمالها النقدية، المنشورة بالعربية والإنجليزية، بين الإنتاج النظري والأعمال المرتبطة بتجارب أدبية معينة، وتمت ترجمة بعض أعمالها الإبداعية إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية.


درست رضوى عاشور المولودة في القاهرة سنة 1946، اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وبعد حصولها على شهادة الماجستير في الأدب المقارن، من نفس الجامعة، انتقلت إلى الولايات المتحدة حيث نالت شهادة الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس، بأطروحة حول الأدب الأفريقي الأمريكي، وبدأت مسيرتها الأدبية فى الستينيات، وأصدرت أول مجموعة روائية لها بعنوان "رأيت النخيل"، وفي 1977 نشرت رضوى عاشور أول أعمالها النقدية "الطريق إلى الخيمة الأخرى" حول التجربة الأدبية لغسان كنفاني.


وفي 1978 صدر لها بالإنجليزية كتاب جبران وبليك؛ وهي الدراسة النقدية التي شكلت أطروحتها لنيل شهادة الماجستير سنة 1972، ثم ترقت فى السلك الأكاديمى لتصبح معيدة وأستاذة فى جامعة القاهرة، واستمرت في عطاء متواصل أصيبت بمرض السرطان الذى كافحته على مدار 30 عاما.


وكانت رضوى عاشور من الأصوات النسائية التي تعاملت مع السجن بشكل موسع، وفي تناولها الروائي واجهت ركاكة الناطقين وجعلت من هشاشتها رمزا للصلابة.


وفي 1980، صدر لها آخر عمل نقدي، قبل أن تلج مجالي الرواية والقصة، والمعنون بـ"التابع ينهض"، حول التجارب الأدبية لغرب أفريقيا، تميزت تجربتها حتى 2001، بحصرية الأعمال الإبداعية، القصصية والروائية، وكانت أولها أيام طالبة مصرية في أمريكا 1983، والتي اتبعتها بإصدار ثلاث روايات "حجر دافئ، خديجة وسوسن وسراج".


وتوجت هذه المرحلة بإصدارها لروايتها التاريخية ثلاثية غرناطة، سنة 1994، والتي حازت، بفضلها، جائزة أفضل كتاب لسنة 1994 على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.


وتظل رواية "ثلاثية غرناطة" الدرة التى أضافت بها رضوى عاشور إلى الرواية العربية عملًا فائقًا فى تمثيله للفترة الأندلسية وإضفائها روح البعث التاريخى على غرناطات أخرى نفقدها يوما بعد يوم.


وكانت رضوى عاشور اشتغلت في الفترة بين 1990 و1993 كرئيسة لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وزاولت وظيفة التدريس الجامعي والإشراف على الأبحاث والأطروحات المرتبطة بدرجتي الدكتوراه والماجستير، ومع بداية الألفية الثالثة، عادت عاشور لمجال النقد الأدبي، حيث أصدرت مجموعة من الأعمال تتناول مجال النقد التطبيقي، وساهمت في موسوعة الكاتبة العربية عام 2004، وأشرفت على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كامبريدج في النقد الأدبي 2005.


ونشرت بين 1999 و2012 أربع روايات ومجموعة قصصية واحدة، من أهمها رواية الطنطورية 2011، و"مجموعة تقارير السيدة راء" القصصية.
 

وتوجت رضوى في 2007، بجائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان، إلى جانب الجوائز الأخرى المختلفة، وأصدرت سنة 2008، ترجمة إلى الإنجليزية لمختارات شعرية لمريد البرغوتي بعنوان "منتصف الليل وقصائد أخرى".


وظلت رضوى في مسيرتها الإبداعية حتى رحلت في 30 نوفمبر 2014، تاركه خلفها الكثير من الأعمال الدبية التي أثرى بها المكتبة العربية، وكان آخر أعمالها التي صدرت بعد رحيلها "الصرخة.. مقاطع من سيرة ذاتية".