الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من مقابر لسكان القاهرة إلى أكبر مقر تجارى.. شارع عبد العزيز أنشأه الخديو إسماعيل رشوة للوالى العثمانى

شارع عبد العزيز
شارع عبد العزيز

يعتبر شارع عبد العزيز المتفرع من ميدان العتبة بوسط القاهرة من أقدم الشوارع التجارية فى مصر، والذى يشتهر فى الوقت الحالى ببيع الأجهزة الكهربائية والمنزلية ومؤخرا هواتف المحمول، ولكن هل تعرف عزيزى القارئ سبب تسمية هذا الشارع بهذا الاسم، ومن هو عبد العزيز الذى سمى الشارع على اسمه؟ وأيضا تاريخ هذا الشارع ومتى تم افتتاحه، كل هذا نستعرضه لكم فى سياق هذا التقرير.


 اقرأ أيضا: بقى حاجة تانية.. شارع عبد العزيز في ثوبه الجديد


بالعودة للمراجع التاريخية، نكتشف أن هذا الشارع كان بالأساس عبارة عن مدافن، بل كان هو المدفن الرئيسى لسكان القاهرة، إلا أن معالم هذا المكان تغيرت بعد أن فكر الخديو إسماعيل بإنشاء شارع لربط قصر عابدين بوسط القاهرة، فتم إزالة المدافن من الشارع، وإحاطته بالأشجار والمناطق الخضراء، وأضىء حوله العديد من أعمدة الإنارة، ليظهر بشكل حضارى، وكان أول ما أنشئ فى هذا الشارع مسجد سمى مسجد العظام، وسمى بهذا الاسم نظرا لأنه فى مرحلة إزالة المدافن من الشارع تم تجميع الرفات والعظام للموتى فى القبور فى ذات المكان الذى أنشئ فيه هذا المسجد.


ويعتبر عام 1870 هو تاريخ الميلاد الرسمى لشارع عبد العزيز، الذى يتزامن مع تاريخ افتتاح الخديو إسماعيل للشارع، وذلك بعد زيارة السلطان العثمانى عبد العزيز الأول الذى كان يزور مصر فى مارس 1863 فى زياره وصلت مدتها إلى 10 أيام تنقل خلالها بين القاهرة والإسكندرية، وبمناسبة هذه الزيارة الهامة وتخليدا لها قرر الخديو إسماعيل تسمية هذا الشارع باسم السلطام العثمانى عبد العزيز وأطلق اسمه على الشارع الذى مازال يحمل اسمه حتى اليوم، ليعبر له الخديو إسماعيل عن مدى ولائه للدولة العثمانية، فضلا عن سبب آخر يتعلق برغبة الخديو إسماعيل فى أن يتحول نظام وراثة الحكم فى مصر من أكبر أبناء أسرة محمد على سنا إلى أكبر أبناء الخديو إسماعيل سنا، فكان تسمية هذا الشارع باسم السلطان العثمانى فضلا عن سلسلة من الهدايا الفخمة كان يرسلها الخديو إسماعيل للأستانة ليتمكن من الحصول على هذا الفرمان، وهو ما حدث بالفعل فى فرمان يونيو 1873.


يعود  التاريخ التجاري لشارع عبد العزيز بالتزامن مع تاسيس محلات عمر أفندي عام 1856 في القاهرة تحت اسم اوروزدي باك، وهو الضابط المجري الذي أسس سلسلة محلات تحمل اسمه، والتي تخطت 80 فرعا في عواصم مختلفة أوروبية وعربية.


وظل هذا المتجر يحمل اسم صاحبه حتى اشتراه ثري مصري يهودي وغير اسمه إلى عمر أفندي، وبعدها بسنوات غزت تجارة الأثاث الشارع وكان زبائنها من الأغنياء من سكان القاهرة، وظل الحال هكذا حتى بدأت تغزو الشارع تجارة الأجهزة الكهربائية فى بداية تسعينات القرن الماضى.