الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلاح حزب الله في سويسرا الشرق


لا يمكن لأي عاقل أن يصدق الأوضاع التي وصل إليها لبنان، خلال ما يقارب من ثلاثة عقود منذ سيطرة ميليشيا حزب الله على الأمور في بيروت.

فقبل حزب الله أو بالأصح قبل ظهور هذه الميليشيا الإيرانية كان لبنان واحدا من البلدان العربية المستقرة ماليا واقتصاديا، وكانت بيروت قبلة للسياحة العربية بجبالها ومشاهدها الخلابة وطبيعتها الجميلة المتفردة، حتى أطلق عليها باريس الشرق، كما أطلق عليها كثيرون، سويسرا الشرق لأنها كانت باختصار بلدا عربيا مستقرا ماليا ومصرفيًا. لكن بظهور حزب الله على الأرض اللبنانية تغيرت الأمور، فلم تعد بيروت لا باريس الشرق ولا سويسرا العرب، ولكنها "الصومال الجديد" وينسب الفضل للميليشيا التابعة لإيران بحكم اعتراف حسن نصر الله نفسه، وتبعية عناصره لإيران، وذلك بعدما أفقروا لبنان ودفعوه للإفلاس!

اللبنانيون لا يصدقون حتى اللحظة ما حدث لبلدهم، لكنهم في قرارة أنفسهم يعلمون تمامًا أن الذنب ذنبهم، فهم الذين نفخوا في ميليشيا حزب الله على مدى عقود، وصور بعض الإعلام اللبناني الكاذب، نصر الله بطلا مقاوما عربيا ضد إسرائيل؟!

وفي النهاية الفاتورة الفادحة الباهظة، لا يدفعها سوى اللبنانيين أنفسهم. فلا نصر الله مقاوم عربي جسور، يشار له بالبنان، ولا هو جيفارا الشرق ولكنه مجرد طائفي إيراني نما وترعرع وقبّل آيادي المرشد الإيراني خامنئي ويفخر بهذا ويعترف ولا نظلمه أن ندعي عليه.

المصيبة أن حسن نصر الله، لم يقف دوره عند إنشاء ميليشيا لبنانية مأجورة تحارب لصالح إيران، وفي انتظار أوامرها في لعبة المحاور والتحالفات التي خلقتها ايران وقطر في المنطقة، ولكنه أصبح دولة داخل الدولة وجمهورية داخل الجمهورية، ولا أحد ينسى تصريح نصر الله الأخير، واللبنانيون يحرقون المصارف احتجاجا على ما ألم ببلدهم من أوضاع مزرية، عندما قال إن خطأنا الوحيد اننا لم نسيطر على الجهاز المصرفي بعد اغتيال رفيق الحريري!

هو يندم لأن محافظ البنك المركزي اللبناني لم يكن أحد رجالاته، وهو من تصدى لعمليات تحويل مليارات الدولارات لإيران وعمليات سحب العملة من داخل لبنان وتصديرها لطهران، وربما لهذا السبب وحده اللبنانيون يجدون رواتبهم حتى اللحظة، نصر الله يكذب – كما هى عادته-  لأنه متغلغل في النظام المصرفي اللبناني، لكن يده ليست كاملة، ووزراء حزب الله في حكومة دياب وقبلها هم سبب الكارثة.

ويعد الحديث عن ميليشيا نصر الله صالح في أي زمان ومكان، لأنه حالة عسكرية وميلشياوية شاذة في الأرض العربية، ودمّر بعناصره بلدا عربيا جميلا وأدخله في متاهات غريبة. لكنه تجدد في هذا المقال على إثر أمرين:
الأول إفلاس لبنان، الذي أصبح وصمة عار في جبين ميليشيا حزب الله وعناصرها، ونصر الله هو المسؤول الأول والجميع يعرفون أن تمكسه بقرار لبنان، ولعبه بمصير الدولة هو الذي أدى بها إلى هذه الوديان السحيقة. والمشكلة هنا أن لبنان طلب مساعدات مالية من صندوق النقد الدولي وغيره، ولكن هذه المؤسسات ترفض أن تعطي أموالا للبنان، تعلم مسبقا أنها ستذهب إلى إيران وحكومة الملالي وفي النهاية تبعات الكارثة والانتظار يتحملها اللبنانيون.
 أما القضية الثانية فهى هذه التظاهرات، التي خرجت داخل لبنان وتطالب بنزع سلاح حزب الله. وهى تظاهرات شعبية لبنانية على حق تام، فكيف لميليشيا أن تحوذ سلاح غير شرعي وبهذه الكميات المأهولة، ويكون مسلطا دوما على صدور اللبنانيين، وهناك نماذج مشابهة لميليشيات إيرانية فعلت الشىء نفسه خلال الاحتجاجات العراقية الأخيرة وقتلت ألف متظاهر عراقي بشهادة الأمم المتحدة.

إن شماعة المقاومة ضد اسرائيل انتهت منذ زمن، بعد إعلان إسرائيل انسحابها من جنوب لبنان، والفضل ليس لنصر الله ولكنها توازنات سياسية وأمنية عدة ليس هنا مجالها.

اللبنانيون يريدون أن يعرفوا كيف يكون لميليشيا الحق في حيازة سلاح داخل دولة، ينيغي أن يكون السلاح فيها حصرًا للجيش اللبناني وأجهزة الأمن؟!

وبالطبع لا أحد يجيب اللبنانيين، لكن القضية مطروحة وستظل هكذا طالما بقى الابن الأكبر لخامنئي، حسن نصر الله جاثما على صدر بيروت، وجاعلها مطية لمخططاته الإيرانية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط