الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العظمة لا تتأتى من فراغ.. محمد داود: الشعراوي قدوة طيبة في الربانية والوسطية والزهد وحب الوطن

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

تحل اليوم، 17 من شهر يونيو، ذكرى وفاة الشيخ محمد متولى الشعراوى، إمام الدعاة ، وفارس اللغة العربية، الذي ترك وراءه مكتبة إسلامية تعد ذخرًا لطلاب العلم في شتى أنحاء العالم، وما زال يتذكره المصريون ويجتمعون لسماع خواطره في تفسير القرآن الكريم بأسلوبه الميسر، الذي يفهمه المتبحر في علوم الدين، وغير المتخصص، في الوقت ذاته.


وقال الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، والأستاذ بجامعة قناة السويس، إن الشيخ الشعرواي - رحمه الله- عظمة لا تتأتي من فراغ، فقد كانت له الكثير من الفضائل والصفات التي سخرها في خدمة الدين والدعوة إلى الله بإخلاص. 


ربانيًا: 
                        
وأضاف « داود» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن الشيخ الشعرواي كان ربانيًا، لذا كان تأثيره بالغًا، وهو ليس ملكا لأحد ولا لتيار، بل لله ولله وحده، لافتًا: « تعلمت من الشيخ أنه كان حين يُسأل؛ يتوجه بقلبه إلى الله -تعالى- أن يمن عليه بما يصلح حال السائل ويقنع عقله ويملأ قلبه بالرضا والسكينة». 


نموذج للوسطية: 

وتابع الأستاذ بجامعة قناة السويس أن إمام الدعاة كان نموذجًا للوسطية دون  إفراط ولا تفريط، فقدم الإمام النموذج الإسلامى الذى يرقى بالحياة وبالإنسانية، كما كان يعظم المشترك الإنساني الذي يجمع بين الناس جميعًا.


وأوضح المفكر الإسلامي أن من لمحاته - رحمه الله- أنك إذا أردت أن  ترى عظمة الإسلام فانظر إلى موقفه من أعدائه، قال -تعالي- :{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8]، وقال - سبحانه- {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148]، وقال أيضًا: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات: 13] .


يمتلك روعة البلاغة:

ونبه أن الشيخ الشعراوي قرب المعانى القرآنية لعامة الناس وهذه عظمة، وفى ذلك دلالة على وضوح وتمكن الفكر الإيمانى عند الشيخ، فالفكر الواضح لغته واضحة، وقد كان أسلوبه سهلًا ممتنعًا، كما كان لديه سحر البيان وروعة البلاغة، فاستطاع أن يُظهر الجمال القرآني فى الأسلوب، كالاحتباك مثلا ، ولماذا التعبير بكلمة دون سواها، والفروق الدلالية الدقيقة بين الكلمات، وأسرار التعبير القرآنى، مشيرًا: هذا الجانب يستحق أن تسجل فيه رسائل وبحوث جامعية.




الزاهد:

وأكمل أنه  قد تحقق الشيخ بالزهد، فكان منه العزوف عن الدنيا، فلم لم يذكر ولو مرة واحدة أنه وزير سابق، وعبر الشيخ الشعرواي عن حديثه وبيانه في القرآن  بــ خواطر  تأدبًا مع القرآن ولم يقل تفسيرًا،  كما كان في مظهره بسيطا؛ فاختار زيا لا تكلف فيه حتى الطاقية التى يرتديها صارت نموذجا ، كذلك جلباب الشيخ الشعراوى صار أيضًا. 


الوطني: 

وأردف أن الشيخ الشعراوي  كان ينحاز إلى الوطن فى كل حال، فكان شديد الوطنية، ولا زالت كلماته تأتى منقذة فى أوقات الشدائد، وهل ننسى كلمته عن " الثائر الحق "، وهو الذى يراعى الجميع من معه ومن خالفه، حتى يتفادى الثورة المضادة، وهل  تنسى كلمته: « مصر التى علمت الإسلام للدنيا كلها، علمته حتى للبلد الذى نزل فيه القرآن، من يقول عن مصر أنها أمة كافرة فمن المسلمون إذن ؟! مصر بأزهرها الشريف».


وذكر نص كلمة الشيخ الشعراوي -رحمه الله- مدافعا عن مصر، قائلًا: « يجب علينا أن نتنبه جيدًا إلى ما يُراد بنا من كيد وما يُراد بنا من شر فأرونى فى مصر، مصر الكنانة، مصر التى قال عنها -صلي الله عليه وسلم -اهلها فى رباط الى يوم القيامة من يقول عن مصر أنها أمة كافرة؟ إذا فمن المسلمون؟ من المؤمنون ؟ مصر التى صدرت علم الاسلام الى الدنيا كلها ، صدرته حتى للبلد الذى نزل فيه الاسلام ، هى التى صدرت لعلماء الدنيا كلها علم الإسلام ، أتقول عنها ذلك؟ ذلك هو تحقيق العلم فى أزهرها الشريف، وأما دفاعًا عن الإسلام فانظروا الى التاريخ من الذى رد همجية التتار عنه … إنها مصر من الذى رد هجوم الصليبيين على الاسلام والمسلمين … انها مصر وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مُستغِل أو مُستغَل او مدفوع من خصوم الاسلام هنا او خارج هنا أنها مصر ستظل دائمًا». 


أسوة صالحة وقدوة طيبة: 

واختتم الدكتور محمد داود داعيًا: سحائب الرحمة والمغفرة والرضوان علي شيخنا الإمام الشعراوي في ذكري يوم وفاته، فقد رحل الشيخ الإمام وترك فينا الأسوة الصالحة والقدوة الطيبة في الوسطية والربانية والزهد وحب الوطن، وحقًا العظمة لا تتأتي من فراغ.