الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى توليه حكم مصر.. سر عداوة محمد علي للمماليك وقيامه بمذبحة القلعة

مذبحة القلعة
مذبحة القلعة

على الرغم من مبايعته من قبل أعيان الشعب المصري في دار المحكمة حتى يكون واليا على مصر وإقرار ذلك بفرمان من السلطان العثماني، إلا أن قرار تنصيب محمد علي لم يرق للماليك وعلى رأسهم محمد بك الألفي، المملوك المفضل لدى الإنجليز والذي دعمهم بعد خروج الفرنسيين من مصر، كما كان أشد المعادين لمحمد علي وسبب له عقدة من المماليك، دفعته للتخلص منهم حتى ينفرد بحكم مصر. 

وتحل اليوم 18 يونيو، ذكرى تنصيب محمد علي باشا واليًا على مصر رسميًا عام 1805، بعد ثورة الشعب والعلماء على الوالي العثماني خورشيد باشا واختيار محمد علي خلفا له في حكم البلاد.


بدأ الأمر بعد 3 أشهر من تولي محمد علي حكم مصر، حيث قرر المماليك مهاجمة القاهرة لعزل الوالي الجديد، الأمر الذي علم به الأخير وطالب من رؤساء الجند بالقاهرة مجاراتهم في مكيدتهم وتسهيل دخولهم إلى العاصمة لاستدراجهم ومحاصرتهم، وهو ما تم بالفعل في يوم الاحتفال بوفاء النيل 1805، الذي وقع خلاله المماليك في الفخ الذي نصبه لهم محمد علي، الذي أوقع بهم خسائر فادحة ودفعهم للجلاء إلى الجيزة ثم طاردهم حتى تقهقروا إلى الصعيد.

لم يكتف محمد علي بهذا النصر، وسعى للتخلص من المماليك نهائيا، لذلك أرسل لهم جيشا بقيادة حسن باشا قائد الفرقة الألبانية، لتنفيذ مهمة القضاء على المماليك من خلال الاشتباك مع قواتهم في الفيوم بقيادة محمد الألفي، لكن لم يتمكن جيش محمد علي من تحقيق النصر بل تلقى الهزيمة نتيجة كثرة أعداد المماليك، الذين سيطروا على أغلب محافظات جنوب مصر.

أثرت هذه الهزيمة على حكم محمد علي في مصر، حيث دفعت السلطان العثماني إلى إصدار فرمان بعزل محمد علي من ولاية مصر وتوليته ولاية سلانيك،  إلا أنه تحايل على القرار بحجة أن الجنود يرفضون رحيله قبل سداد رواتبهم المتأخرة، حيث استغل محمد علي هذه الفترة في اللجوء إلى علماء مصر ونقيب الأشراف عمر مكرم للتودد إلى السلطان العثماني وإقناعه بالعدول عن قرار العزل، وهو ما نجح بالفعل وقبلت الاستانة بذلك.

على النقيض الآخر، سعى محمد الألفي إلى توسيع نفوذه قبل الهجوم على القاهرة وعزل محمد علي، لذلك اتجه الألفي إلى حصار دمنهور للاستيلاء عليها لكنه لم يتمكن نتيجة استبسال أهل المدينة، وعندما علم محمد علي بهذا الأمر أرسل جيشا لإيقاف الألفي لكنه تلقى الهزيمة للمرة الثانية، وعلى الرغم من ذلك لم يتمكن محمد الألفي من الاستيلاء على دمنهور وتوفي أثناء انسحابه من الحصار، الأمر الذي أسعد محمد علي وقربه من خطوته الأخيرة للقضاء على المماليك.

جاءت الخطوة الأخيرة في موقعة "مذبحة القلعة" مارس 1811، عندما أرسل محمد علي دعوة للماليك بمناسبة الاحتفال بقيادة ابنه طوسون الحملة ضد الوهابيين، وبالفعل حضر 470 مملوك للاحتفال وبعد الحفل دعاهم محمد علي للسير في موكب ابنه ثم أغلق عليهم القعلة ودارت المذبحة رميا بالرصاص، حيث نجح محمد علي في التخلص من جميع المماليك ونهب أموالهم حتى من لم يحضروا الحفل هاجمهم في منازلهم وقتلهم.