الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رفضته مصر فذهب إلى أمريكا.. حكاية تمثال الحرية هدية فرنسا للقاهرة ونيويورك

تمثال الحرية
تمثال الحرية

«سيدة تحررت من قيود الاستبداد وألقتها عند إحدى قدميها، تمسك في يدها اليمنى مشعلا يرمز إلى الحرية، وفي يدها اليسرى كتابا منقوشا عليه بأحرف رومانية جملة 4 يوليو 1776، على رأسها تاج مكون من 7 أسنة ترمز إلى البحار والقارات السبع الموجودة في العالم» هكذا كان تمثال الحرية الذي أهدته فرنسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 19 يونيو 1885.


شهد ميناء نيويورك في ذات اليوم قبل 135 عاما وصول التمثال كهدية من الشعب الفرنسي ترمز إلى الديموقراطية أو الفكر الليبرالي الحر، بجانب الاستقلال الأمريكي، حيث يشير التاريخ المنقوش على الكتاب التي تحمله سيدة التمثال إلى تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي. 


كان التمثال في طريقه لمصر بدلا من أمريكا ليوضع في مدخل قناة السويس بدلا من جزيرة الحرية في نيويورك، بنفس التصميم مع إدخال بعض التعديلات، حيث كان نموذج مصغر لمنارة على شكل فلاحة مصرية مسلمة تلبس الثوب الطويل ترفع يدها حاملة شغلة يخرج منها ضوء لإرشاد السفن تحمل شعار "مصر تحمل الضوء لآسيا"، صممه المهندس الفرنسي فريدريك بارتولدي.


اعتذر الخديوي إسماعيل عن قبول مقترح المهندس الفرنسي، بتنفيذ التصميم ووضع التمثال بمدخل قناة السويس تخليدا لذكرى افتتاحها، حيث رفض الخديوي المقترح نظرا للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع، حيث لم يكن لدى مصر السيولة اللازمة لتنفيذ التمثال خاصة في ظل تكاليف حفر القناة ثم حفل افتتاحها، وبدلا من التمثال تم بناء منارة بارتفاع 180 قدم.


سعت الجمهورية الفرنسية الثالثة في ذلك الوقت إلى دعم وتوطيد العلاقات مع الدول الشقيقة لها عبر البحار عن طريق إهدائها الهدايا التذكارية ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، التي أهدتها تمثال الحرية بمناسبة الذكرى المئوية لإعلان الاستقلال الأمريكي، حيث تم الاتفاق على تنفيذ التمثال من قبل فرنسا فيما تقوم أمريكا ببناء القاعدة التي توضع عليها التمثال.


على قدم وساق بدأت الاستعدادات في البلدين للانتهاء من تنفيذ المشروع، حيث قدرت تكلفة تمويل التصميم وشحنه إلى الولايات المتحدة بـ 2 مليون و250 ألف فرانك، دبرتها باريس بواسطة الضرائب ووسائل الترفيه التي يستخدمها المواطنون، في حين كانت المعارض الفنية والمسارح وحملات التبرع أبرز وسائل أمريكا لتدبير أموال بناء القاعدة وبالفعل نجحت باريس في الانتهاء من تنفيذ التمثال قبل الموعد المحدد وشحنه إلى أمريكا على متن باخرة فرنسية حيث تم تفكيكه إلى 350 قطعة، كما تم بناء القاعدة.